الماء الأبيض في العين : أنواعه وأسبابه

الماء الأبيض في العين : أنواعه وأسبابه

الماء الأبيض في العين هو مرض منتشر بكثافة في العالم وهو أول أسباب فقدان البصر عالميا ولكن نظرا للتطور العلمي في المجال الطبي أصبح بالإمكان علاجه والتعافي منه نهائيا. وهذا المرض هو عبارة عن فقدان تدريجي في شفافية عدسة العين التي تعتبر مكون أساسي في العين تمكن من تركيز الصورة في الشبكية لتكون الرؤية واضحة ويعود هذا المرض إلى تغيرات في التركيبة الكيميائية لعدسة العين مما يجعلها تفقد شفافيتها فيضعف البصر تدريجيا ولكن في بعض الحالات قد يكون ضعف البصر سريعا.

توجد عدة أسباب وراء الإصابة بماء العين الأبيض وتعتبر الشيخوخة من أهم الأسباب فعامل التقدم في السن من شأنه أن يؤثر على شفافية العدسة وتبدأ هذه الحالة بداية من سن 60 ، ويمكن أن يصيب هذا المرض الأطفال وحديثي الولادة ويكون السبب هو تناول الأم لبعض الأدوية دون استشارة الأخصائي في فترة الحمل مثل أدوية الكورتيكوييد لذلك لا بد دائما من الحصول على رأي الأخصائي قبل تناول هذه الأدوية. يمكن للصدمات والجروح في العين أن تؤدي إلى ماء العين وتفقد العدسة شفافيتها بشكل سريع في هذه الحالة ويصاحبها عادة تضرر في القرنية وفي الشبكية.

إضافة إلى هذه الأسباب هناك جملة من العوامل التي تجعل الشخص معرض بصفة أكبر إلى الإصابة بماء العين من ذلك الأشخاص الذين يعانون من بعض الأمراض المزمنة مثل داء السكري الذي يؤثر بشدة على العين لذلك يجب أن يتابع مرضى السكري بصفة دورية لدى أخصائي العيون ، كما أن الأشخاص المصابين بالتهابات في العين والذين خضعوا سابقا لجراحة في شبكية العين أكثر عرضة للإصابة بماء العين كما تساهم أمراض الغدد وضعف الكالسيوم في الجسم إلى تغيير التركيبة الكيميائية لعدسة العين مما قد ينجر عنه فقدنها لشفافيتها وتكون ماء العين .

إن فقدان شفافية العين سيؤثر على الرؤية لذلك من أول الأعراض التي يشعر بها الأشخاص هي ضبابية في الرؤية تزداد أكثر ليلا ويرافقها حساسية تجاه الضوء خاصة خلال النهار ولا يجب التهاون وتجاهل هذه الحالة لأن تراجع الرؤية يمكن أن يعرض سلامة الفرد إلى الخطر مثلا عند السياقة أو إذا كان الشخص مسنا، وإضافة إلى هذه العوامل يشعر المرضى بازدواجية في النظر وبتغير في الألوان.

يمكن أن يسبب ماء العين الأبيض في حال عدم علاجه في مضاعفات عديدة حيث يمكن أن تنعدم الرؤية تماما كما يمكن أن يتسبب ماء العين في ارتفاع ضغط العين مما قد ينجر عنه التهابات التي قد تؤثر بدرجة كبيرة على العصب البصري ويصعب التدخل العلاجي في هذه الحالة، كما يمكن أن يؤثر التراجع السريعة في البصر على نفسية الفرد خاصة كبار السن فيميل إلى الانعزال والانغلاق ويتجنب الحركة وهو ما يؤثر على صحته العامة.

علاج ماء العين هو علاج جراحي بالأساس وقد تطور آليات الجراحة على مر السنوات وأصبحت نتائجها أكثر نجاعة حيث يمكن للفرد بعد مرور 24 ساعة من العملية أن يسترجع بصره بصورة عادية كما أصبح مؤخرا يتم اعتماد الليزر في الجراحة وبالتالي التبنيج الموضعي مما سهل من العملية وقلل من مخاطرها .