ضعف النظر لدى الأطفال: أنواعه و أسبابه و طرق العلاج

قبل الحديث عن ضعف البصر لدى الأطفال يجب تشخيص بعض الأمراض الّتي من الضّروري علاجها في سنّ مبكّرة لأنّه عند الكبر يصعب ذلك, وهذه الأمراض هي:

-الماء الأبيض في العين: والّذي تكون أعراضه واضحة كالبياض في حدقة العين وإرتفاع ضغط العين (الكحلي)والّذي يجعل العين متّسعة وكبيرة بشكل غير عادي ويمكن لأطبّاء الأطفال وأطبّاء النّساء والتّوليد ,بعد تطوّر تقنيّات التّصوير الطّبّي, أن يقوموا بالكشف المبكّر عن هذه الأمراض حتّى قبل الولادة لعلاجها قبل تطوّرها.

ضعف النّظر لدى الأطفال:

يتكوّن من 3 أنواع وهي :

1- طول النّظر

  يتمكّن الطّفل, في هذه الحالة, من الرّؤية جيّدا للأشياء البعيدة ولكن لا يمكنه رؤية الأشياء القريبة جيّدا .

الأعراض:
من أعراض هذه الحالة ملاحظة إقتراب الطّفل في رياض الأطفال للأوراق كثيرا عند تلوينها.

وعند الدّخول إلى المدرسة يصاب كثيرا بالصّداع,و يبذل الكثير من الجهد ليصاب بالإرهاق أخر اليوم .و يكون خطّه ليس جيّدا ويكتب الكلمات من الحجم الكبير دون الالتزام بالكتابة على السّطر.

2-قصر النظر:

هي أكثر الحالات شيوعا في العالم حيث يتمكّن الطّفل من رؤية الأشياء القريبة ولا يتمكّن من رؤية الأشياء البعيدة .
ويمكن التّفطن إلى هذه الحالة لدى الطّفل عند إقترابه كثيرا من شاشة التّلفاز وعدم قدرته على الرّؤية عند الجلوس في المقاعد الأخيرة في القسم.

 و تعطي هذه الحالة صورة مشوّشة للأشياء البعيدة.

3- إعوجاج القرنيّة:

من الطّبيعي أن تكون القرنيّة كرويّة الشّكل, وهي المنطقة الأمامية الشّفافة من العين. وفي حالة إعوجاج القرنيّة يكون شكلها بيضويّ وتكون الصّورة مشوّشة من القريب و من البعيد.
ومن أعراض إعوجاج القرنيّة خليط من أعراض قصر النّظر وطول النّظر, حيث لا يتمكّن الطّفل من الرّؤية من القريب أو من بعيد و يبذل مجهود في ذلك ممّا سينجرّ عنه الصّداع والرّؤية المشوّشة للأشياء والكتابة بخطّ غير جميل.

4-العين الكسولة:

لا توجد إشكالية في قصر أو بعد النّظر في هذه الحالة, وإنّما الإشكاليّة الحقيقيّة تكون في المخّ. 
من الطّبيعي وجود صورة متطابقة للأشياء الّتي نراها على مستوى العين اليسرى والعين اليمنى وتكون ثنائيّة الأبعاد ليقوم المخّ بصورة ثلاثية الأبعاد. 
وعند توفّر  صورة فقط جيّدة على مستوى إحدى العينين وتكون صورة العين الثّانية مشوّشة يقوم المخّ بالاستغناء عن الصّورة المشوّشة  ممّا يتسبّب في كسل إحدى العينين خاصّة عندما لا يكون النّقص في النّظر بنفس الطّريقة.

5- الحول:

هو نتيجة لضعف النّظر و ليس سببا ويوجد 3 أنواع من الحول

1-  الحول  بسبب نقص النّظر خاصّة بسبب الزّيادة في النّظر ممّا يعطي حول داخليّ أو حول خارجيّ بسبب قصر النّظر.

2- الحول بسبب ضعف في عضلات العين.

3- حول مركّب بسبب نقص النّظر وضعف عضلات العين.

الأسباب:

يشكو الطّفل منذ الولادة من بعد النّظر ويعدّل تدريجيّا ليكون في أقصى درجاته في عمر7 سنوات تقريبا. وهناك معدّل معيّن للنّظر لا يجب تجاوزه كي لا يصبح هناك تشوّه خلقيّ بسبب تجاوز المعدّل الطّبيعيّ. 
لذلك السّبب الأوّل لطول النّظر هو ولادة الطّفل ولديه حالة طول النّظر, ورغم تراجعه تظلّ الحالة ملازمة لعدد من الأطفال لذلك يجب المراقبة الدّورية.

قصر النظر وهو الأكثر شيوعا في العالم وأثبتت الدّراسات أنّ العامل الوراثيّ سبب محوريّ  في ذلك.

الإصابة بمرض في الشبكيّة بسبب الولادة المبكّرة

الطّول وسرعة النّمو وكلّما كان الطّفل صاحب قامة طويلة ينقص النّظر, أيضا إذا كان النّموّ سريعا.

نمط العيش والاستعمال المفرط للشّاشات (الهاتف الجوّال والكمبيوتر والتّلفاز ...).

عدم ممارسة الرّياضة في مكان مفتوح.

إعوجاج القرنيّة مرض خلقيّ يمكن أن يتمّ إصلاحه تدريجيّا لدى بعض الأطفال لكن لن يختفي نهائيّا.

إلتهابات العينين يمكن أن تتسبّب في ضعف النّظر لكن ليس ضعف النّظر الخلقيّ.

التّشخيص:

يتمّ التّشخيص بقياس النّظر بعد وضع نوعيّة من الأدوية في العين تقوم بالمساعدة على إتّساع الحدقة ويقوم بتخدير عضلات العين للحصول على معدّل قيس النّظر الصّحيح.

القيام بالكشف العادي عبر المجهر لتشخيص كامل أجزاء العين لمراقبة ضغطها وقاعها والشّبكية وقياس معدّل النّظر.

الحرقة ودموع العين

يمكن أن تكون الحرقة والدّموع في العين من أعراض ضعف النّظر لأنّها دليل على قيامه بمجهود .

الوقاية:

تكون الوقاية لحماية الطّفل من النّقص الكبير في النّظر.

يمكن أخذ أدوية للتّقليص من نسق نقص النّظر.

ممارسة الرّياضة والأنشطة في الأماكن المفتوحة.

إستعمال نوع من العدسات اللاّصقة الصّلبة  للتّحكّم في نسق النّقص في النّظر ولتجنّب النّظارات لدى الأطفال.

العلاج:

يكون العلاج بإرتداء النّظّارات الطّبيّة.

يوجد نوع من نقص النّظر لا ينتج عنه الأعراض المقلقة لذلك لا يتطلّب الأمر إرتداء النّظّارات.

إرتداء العدسات اللاّصقة ومن المحبّذ أن تكون صلبة للوقاية من المضاعفات الجرثوميّة وجفاف العين.

يمكن استعمال العدسات المرنة في بعض الحالات.

لا يمكن اللّجوء إلى الجراحة لإصلاح النّظر لدى الأطفال إلاّ بعد اكتمال النّمو الّذي يكون في حدود العشرين عاما.