الإحاطة بالأطفال عند الإصابة بالحمى

الإحاطة بالأطفال عند الإصابة بالحمى

تعتبر الحمى من أول علامات الأمراض عند الطفل وتكون متواترة أكثرة لدى الرضع وعادة ما يخاف الأهل عند إرتفاع درجة حرارة أطفالهم ولكن يعتبر ارتفاع درجة حرارة الجسم طريقة يعتمدها الجهاز المناعي عند اكتشاف جسم غريب بالجسم وهو الجرثومة التي قد تكون طفيلية أو فيروسية ويكون ارتفاع درجة الحرارة لدى الأطفال عادة مرتبطا بتعفنات فيروسية ولكن يجب الوعي أن هناك حالات تكون نسبة خطورتها مرتفعة على الأطفال إما بسبب الارتفاع الشديد لدرجة حرارة الجسم أو بسبب المرض الذي أدى إلى ارتفاع حرارة الجسم كما نذكر أن الحمى طويلة المدى والتي تدوم لأكثر من 10 أيام تكون مرتبطة بأمراض باطنية غير سارية تستوجب كشوفات وتحاليل أكثر دقة سنتطرق لها في المقالات القادمة.  

يتم تشخيص ارتفاع درجة الحرارة لدى الأطفال عن طريق ميزان الحرارة والذي يجب أن يتم إستعماله في ظروف معينة للحصول على درجة الحرارة الصحيحة كأن لا يكون الطفل مرتديا لملابس كثيرة أو كان يقوم بمجهود بدني ما وعندما تفوق الحرارة 38 درجة نعتبر أن الطفل مصاب بالحمى، وإذا تم وضع ميزان قيس الحرارة أسفل الإبط يجب زيادة نصف درجة عن الحرارة التي كشفها الميزان أما إذا تم وضع الميزان في الفم فيجب زيادة 4،0 درجة .

يكون ارتفاع درجة حرارة الجسم لدى الأطفال بصورة حادة عادة بسبب تعفنات فيروسية إما على مستوى الجهاز الهضمي أو على مستوى الجهاز التنفسي أو عند الإصابة بجرثومة في البول وتتغير هذه الأسباب بتغير سن الطفل فحديثي الولادة مثلا يكونون أكثر عرضة للالتهابات الجرثومية بينما يكون الأطفال الذين تجاوزوا شهر أو السنتين عرضة أكثر للإصابة بالفيروسات. وتوجد أسباب غير جرثومية قد تكون وراء ارتفاع درجة حرارة الطفل كضربات الشمس والجفاف من الماء أو بعض الأمراض التي تصيب الأطفال كمرض كوازاكي كما يمكن أن يكون ارتفاع درجة حرارة الطفل ناتجا عن تسمم دوائي أو بعض التلاقيح .

نعني بالحمى الاستعجالية هي الحالة التي تكون فيها حمى الطفل تستوجب نقله على وجه السرعة إلى أقرب مستشفى أو طبيب وهي الحالة التي يكون فيها الطفل دون الثلاثة أشهر أو أن تكون الحمى مصحوبة بأعراض أخرى عصبية كالتشنج أو النوم كثيرا وعدم تفاعل الطفل خلال لمسه كما يمكن أن يصاب الرضيع خاصة بنوبة صرع إثر إصابته بالحمى وهو ما يستوجب تدخلا طبيا عاجلا ، يمكن أن يظهر لدى بعض الأطفال المصابين بالحمى أعراض أخرى كتيبس على مستوى الرقبة أو ظهور نقاط حمراء في مناطق متفرقة من الجسم أو شعور الطفل بآلام عند لمس يديه أو رجليه وهي كلها أعراض تؤشر على وجود مشكل طارئ هو الذي سبب حدوث ارتفاع درجة حرارة جسم الطفل بشكل كبير لذلك يجب أن يذهب إلى المستشفى للحصول على تشخيص من قبل المختص .

يمكن أن يصاب الأطفال بحمى عادية لا تستوجب نقلهم على وجه السرعة إلى المستشفى بل يمكن القيام ببعض الإجراءات الأولية للتخفيف من حدة ارتفاع الحرارة كالتخفيف من ملابس الطفل وتهوئة الغرفة الموجود بها كما ينصح كذلك باستعمال كمادات باردة يتم وضعها على الجبين أو الرقبة لتخفيض درجة حرارة الجسم هذا ويمكن أيضا إعداد حمام بماء فاتر للطفل للتخفيف من الحمى. وفي حال لم تنخفض حرارة جسم الطفل بعد كل الإجراءات السابق ذكرها يتم التوجه حينها إلى العلاجات الدوائية والتي تكون أساسا عن طريق أدوية الباراسيتامول التي تكون على شكل سائل أو حقن يتم القيام بها بالمستشفى أو على شكل تحاميل وبالنسبة للبارسيتامول يتم إعطاء معدل 60 مغ لكل كغ وبالتالي فإن الكمية تختلف باختلاف وزن الطفل ويتم توزيع هذه الكمية على كامل اليوم بمعدل جرعة كل ست ساعات وتوجد إلى جانب الباراسيتامول عدة أدوية أخرى تخفض درجة الحرارة ولكن يجب التأكيد على أنه لا يجب اعطاء أكثر من نوع واحد من الأدوية للطفل لأن الخلط بين الأدوية يمكن أن يرفع من احتمالية ظهور الآثار الجانبية لهذه الأدوية على الطفل. وبما أن ارتفاع درجة حرارة الجسم هو مؤشر على إصابة الطفل بمرض ما لا يجب الاكتفاء بالتخفيف من الحمى فقط بل يجب زيارة الطبيب للحصول على التشخيص المناسب وبالتالي العلاجات المناسبة للطفل.

• تعتبر التعفنات الفيروسية السبب الرئيسي وراء ارتفاع درجة الحرارة لدى الأطفال
• تتغير تأثيرات الحمى ومضاعفاتها بتغير سن الطفل
• قد لا تظهر أسباب إصابة الأطفال بالحمى إذا كانوا دون سن ثلاثة أشهر بشكل واضح لذلك يجب الحرص على القيام بكل الفحوصات للحصول على التشخيص المناسب
• استعمال أدوية التخفيض من درجة حرارة الجسم لا تهدف إلى علاج الطفل بل تهدف إلى تحسين حالته والتقليص من تأثيرات الحمى عليه لذلك يجب دائما التوجه إلى زيارة الطبيب للحصول على العلاجات المناسبة.