زراعة القرنية

زراعة القرنية

لقرنية هي النسيج الأمامي للعين وهي عبارة عن طبقات شفافة ومهمة جدا في عملية رؤية ذلك أنه إذا كانت القرنية تعاني من مرض ما فإن نسبة رؤية تقلب 50% فالأشياء تبعث بشعاعها القرنية وبالتالي القرنية تسمح لهذا الشعاع بالمرور نحو الشبكية سواء هكذا تحدث عمليات الرؤية. وهنا إذا صارت مشكلة بالقرنية نتج عنها عتامة، فإن شعاع الأشياء لا يمكنه المرور بصورة عادية، وبالتالي يحدث مشكل في الرؤية.

نعني بوجود مشكلة في القرنية عندما تفقد القرنية شفافيتها وتصبح بها عتامة ناتجة عن عدة أمراض كالعدوى الجرثومية التي لم يتم علاجها سريعا. وهناك أيضا بعض الأمراض الأخرى التي التي تسبب في حدوث قتامة بالقرنية من ذلك القرنية المخروطية التي إذا لم يتم علاجها في الوقت المناسب قد تؤدي إلى حدوث قتامة في القرنية والقرنية المخروطية هي مرض يظهر خاصة في سن المراهقة ويؤدي إلى حدوث مشاكل في النظر لأن القرنية تكون قد فقدت سمكها وحدث بها إعوجاج كبير جدا يمكن أن يصل أحيانا إلى أن تصبح القرنية مفتوحة وهنا يصبح التدخل الجراحي وزراعة القرنية عملية استعجالية ذلك أن القرنية المفتوحة من الممكن أن يحدث فيها التعفنات خطيرة جداً، لذلك يجب المبادرة بالفحص المبكر إذا لاحظ الفرد أن النظر لديه يتدهور سريعا رغم ارتدائه للنظارات وتجنب الوصول إلى مراحل حرجة من المرض بحيث يستحيل معها القيام بالتدخلات العلاجية.

تعتبر زراعة القرنية من أكثر عمليات الزرع المنتشرة عالميا مقارنة بزراعة بعض الأعضاء الأخرى، كما تعتبر نسبة نجاحها هامة جدا ويعود هذا إلى أن القرنية لا توجد بها أوعية دموية بل هي تتغذى على الملتحمة، وبالتالي تكون نسب نجاح العملية تصل إلى 80%. وتوجد قبل القيام بعملية الزرع عدة تحضيرات ينبغي القيام بها كإجراء فحوصات للمريض وتحاليل للتأكد من أن أرضية القرنية ملائمة للقيام بهذا النوع من العمليات، كما يتم في مرحلة ثانية استحضار القرنية الجديدة والتي يتم أخذها عادة من بنك الأعضاء وتكون لمتوفى متبرعا شرط أن تكون خالية من الأمراض.ويتم خلال العملية قطع القرنية المريضة واستبدالها بالقرنية الجديدة ثم خياطتها حتى تلتحم مع العين.وإثر العملية يتم وصف قطرات للمريض حتى تلتحم القرنية. ويمكن القيام بهذه العملية إما عبر الجراحة العادية أو عن طريق تقنية الليزر والتي يتم من خلالها قطع القرنية حتى تكون بملائمة لقرنية المريضوتكون نسب نجاح هذه العملية مرتفعة جدا، لكن أحيانا يمكن أن يرفض الجسم القرنية الجديدة بحيث يعتبرها الجهاز المناعي جسما غريبا ويرفض اندماجها مع الجسم ولكن عادة ما يحاول الأطباء إثر عملية الزرع تقديم بعض الأدوية للمريض لتجنب حالات الرفض هذه.وتضل طرق الوقاية من حدوث مشاكل في القرنية مرتبطة بأهمية زيارة الطبيب في حال حدوث أي مشكلة بالعين كالعدوى الجرثومية أو بعض الأمراض الأخرى كالقرنية المخروطية والتي من المهم جدا اكتشافها مبكرا حين يكون من الممكن تقديم العلاجات المناسبة.