اعتلال الشبكية السكري

اعتلال الشبكية السكري

يعد اعتلال الشبكية السكري أحد المضاعفات الناتجة عن الإصابة بالسكري وقد أصبحت حالة شائعة جدا نظرا لتضاعف نسب الإصابة بالسكري على مستوى عالمي في العشرين سنة الأخيرة نتيجة لعدة أسباب أهمها تغيير النمط الغذائي وطريقة العيش مما أدى إلى انتشار السمنة التي تعد أحد العوامل الرئيسية المؤدية إلى الإصابة بداء السكري صنف ب ويؤثر السكري عند الإصابة به على عدة أجزاء بالجسم على غرار القلب والأوعية الدموية والعين وفي هذا الإطار نجد اعتلال الشبكية السكري الذي ترتفع نسبة الإصابة به كلما كانت نسبة السكري في الدم غير معتدلة.

قد لا تظهر الأعراض منذ بداية الإصابة بل يعد ظهور الأعراض مؤشرا على تقدم المرض وبلوغه مرحلة المضاعفات ومن بين هذه الأعراض نذكر رؤية بقع داكنة أو خطوط في مجال الرؤية يرافقها تشوش وضعف في الإبصار وضبابية في مجال الرؤية مع امكانية رؤية بقع سوداء وداكنة في مجال الإبصار نتيجة لحدوث نزيف على مستوى زجاجية العين وبالتالي فإن كل هذه الأعراض هي عبارة عن مضاعفات تؤكد تقدم المرض لذلك ينصح مرضى السكري دائما بالقيام بفحص دوري سنوي للحصول على تشخيص مبكر.

يحدث التشخيص بواسطة طبيب العيون المختص ويكون هذا الفحص بتوسيع لحدقة العين عبر حقن صبغة في وريد الذراع بعد توسيع حدقة العين مما سيسمح للطبيب بمشاهدة واضحة لشكبية العين ومواقع انسداد الأوعية الدموية أو تسربها كما يمكن أن يعتمد الطبيب أيضا على التصوير المقطعي للعين ليظهر شبكية العين بوضوح وتحديد مرحلة تقدم المرض وتطوره وحسب نتائج هذه الفحوصات يحدد المختص إذا كان المريض بحاجة إلى الحصول على تدخل علاجي عبر تقنية الليزر أو الاكتفاء فقط على دورية الفحوصات مع المقاربة في فترات الفحص لتكون كل 3 أشهر. وفي بعض الحالات المحددة كالحمل يجب أن يتم إجراء الفحص عن طريق الحقن بالصبغة قبل حدوث الحمل إذا كانت المرأة تعلم مسبقا إصابتها بالسكري وهو ما سيساعد الطبيب على تحديد درجة تقدم المرض وتحديد إذا كان تستحق تدخلا طبيا عبر العلاج بالليزر في أقرب وقت ذلك أن التغييرات الفيزيولوجية التي تطرأ على جسم المرأة خلال فترة الحمل وخاصة خلال السداسي الثاني يمكن أن ترفع من خطر اعتلال الشبكية السكري . ينطبق ذات الأمر كذلك على الأشخاص الذين سيخضعون إلى عملية ماء العين فهم بحاجة أولا وقبل إجراء العملية إلى القيام بالفحص الشبكية لأن القيام بالعملية من شأنه أن يرفع من خطر اعتلال الشبكية السكري

يمكن أن يؤدي ارتفاع السكري في الدم بمرور الوقت إلى انسداد في الأوعية الدموية التي تغذي الشبكية الأمر الذي يؤدي إلى قطع وصول الدم إليها وهو ما يجعل العين تحاول تكوين أوعية دموية جديدة تكون غالبا غير سليمة وتؤدي إلى عدة مشاكل ويوجد نوعان من اعتلال الشبكية السكري الأول والأكثر انتشارا هو اعتلال الشبكية غير التكاثري وهي الحالة التي لا تنمو فيها أوعية دموية جديدة وينتج عن هذه الحالة ضعف في جدران الأوعية الدموية لعين المريض ويمكن أن ينتج عن ذلك انتفاخ وتسرب للسوائل وللدم ويمكن أن يتطور اعتلال الشبكية غير التكاثري يقسم إلى ثلاث مراحل مرحلة أولية ومتوسطة ومرحلة متقدمة ونجد في المقابل أيضا اعتلال الشبكية التكاثري وهي الحالة التي تنمو فيها الأوعية الدموية غير السليمة وهو النوع الأكثر حدة وفي هذه الحالة عندما تنسد الأوعية الدموية التالفة تنمو أوعية دموية أخرى لتعويضها لكن هذه الأوعية الدموية لا تكون جيدة بل مضرة للعين ويمكن أن تتسبب في تسرب الدم إلى زجاج العين الأمر الذي يسبب كذلك تقاطعا في الشبكية ونمو لأوعية دموية غير سليمة في قزحية العين وضعف في النظر وآلام في العين.

تتحدد طريقة العلاج حسب تقدم المرض فإذا كان اعتلال الشبكية السكري غير التكاثري لا يزال في مراحله الأولى قد لا يستحق المريض علاجا مباشرا بل يكون في حاجة إلى تعديل نسبة السكري في الدم ولا يجب أن يتجاوز مخزون الهيموغلوبين لثلاثة أشهر 7مغ وإذا كان المريض يعاني من ضغط الدم يجب أن يحرص أيضا على تعديل ضغطه بحيث لا يتجاوز 8،13 هناك بعض المرضى الذي يعانون من انسداد التنفس أثناء النوم وهي حالة تستحق العلاج لأن تكرر انسداد التنفس خلال النوم يمكن أن يؤثر سلبا على اعتلال الشبكية السكري . وفي حال كان اعتلال الشبكية السكري متقدما ونمت في العين أوعية دموية غير سليمة يتم اللجوء إلى العلاج بالليزر وهي تقنية مضاعفاتها قليلة جدا ويمكن أن تحدث في حصة أو حصتين ويمكن أن تبرز نتائجها في فترة وجيزة مع التأكيد على أهمية المراقبة الدورية حتى بعد الخضوع إلى العلاج بالليزر.