داء السكري : الأنواع والعلاج

داء السكري : الأنواع والعلاج

يشهد العالم مؤخرا ارتفاعا شديدا في معدل الإصابات بداء السكري وبحسب الفيدرالية العالمية لمرض السكري فقد تم خلال سنة 2019 تسجيل ما يقارب ال 463 مليون حالة إصابة ويرجح أن ترتفع هذه الأرقام لتبلغ 550 مليون حالة إصابة سنة 2024 و 642 مليون حالة إصابة بحلول سنة 2040 مع العلم أن 50 بالمائة من المصابين بداء السكري لا علم لهم بحقيقة إصاباتهم بسبب عدم ظهور الأعراض.

وفي مسح شامل لكامل تراب الجمهورية سنة 2016 قامت به وزارة الصحة التونسية شمل 5250 أسرة بكامل تراب الجمهورية والذي بالفئة العمرية فوق ال 15 سنة ليكشف عن وجود 5،15 بالمائة من التونسيين مصابين بداء السكري وتتغير هذه النسبة حسب الجهة والسن لترتفع كلما ارتفع سن الفرد إذ تبلغ نسبة المصابين بالسكري الذين يتراوح أعمارهم بين 50 و 59 سنة حوالي 24 بالمائة بينما تبلغ هذه النسبة 36 بالمائة بالنسبة للأشخاص الذين تجاوزوا سن السبعين وهي أرقام مرتفعة جدا.

السكري نوعين السكري النوع الأول والنوع الثاني، ويصيب النوع الثاني عادة الكهول الذين تكون لديهم مقاومة للأنسولين في الجسم وهو النوع الأكثر انتشارا بنسبة 90 بالمائة ومن بين العوامل التي ترفع خطر الإصابة به نجد الزيادة في الوزن وقلة الحركة والأكل غير صحي إلى جانب العامل الوراثي، بينما يصيب السكري النوع الثاني أكثر فئة الأطفال والشباب الذين لا يملكون الأنسولين في أجسامهم ويتميز هذا النوع من السكري بالارتفاع الشديد لنسبة السكري وبحاجة المرضى منذ البداية إلى الأنسولين ويرفع من خطر الإصابة بهذا النوع من السكري بعض المشاكل المناعية التي لا تكون مرتبطة ضرروة بالعامل الوراثي أو النظام الغذائي.

يحمل السكري أعراضا التي يمكن أن لا تظهر في بداية المرض خاصة إذا كانت نسبة السكري لم تبلغ بعد 2غ أما إذا بلغت هذه النسبة فقد تظهر على المريض أعراض هي:

• كثرة التبول خاصة ليلا
• فقدان هام للوزن
• الشعور بالعطش الجديد

ويذكر أنه لا يجب على المرضى الانتظار حتى الوصول إلى مرحلة ظهور الأعراض لأن الأعراض تكون مؤشر على الارتفاع الهام لنسبة السكري في الدم لذلك ينصح الأشخاص الذين لديهم عوامل ترفع خطر إصابتهم بالسكري كالعامل الوراثي أو النساء اللواتي أصبن بسكري الحمل قيس السكري دائما للتقصي المبكر حول الإصابة

يحدث التشخيص عن طريق القيام بتحليل طبي يتم فيه سحب دم المريض من العرق وهو صائم أو بعد الأكل بحوالي ساعتين كما يمكن أيضا قيس معدل السكر التراكمي الذي يمكن أن يكشف الإصابة بالسكري من عدمها.

في حال لم يتبع المريض النظام الغذائي الصحي ولم يعمل على تعديل نسبة السكري في الدم يمكن أن تحدث له عدة مضاعفات حينية كانخفاض ضغط الدم الكبير أو الدخول في غيبوبة وهي حالات استعجالية كما يمكن أن يكون لارتفاع السكري تأثيرات طويلة الأمد والتي تستهدف خاصة عروق الرجل أو العينين وتؤثر أيضا على سلامة القلب وترفع من احتمالية حدوث جلطات للمريض ولذلك يكون الهدف من العيادة الطبية هي تعديل نسبة السكري في الدم وتجنب الوصول إلى هذه المضاعفات الخطيرة.

يستهدف العلاج أساسا تعديل نسبة السكري في الدم والتي تكون عن طريق إتباع المريض لنظام عيش صحي على مستوى التغذية أو الحركة وممارسة الأنشطة الرياضية بالتوازي مع استعمال الأدوية. وبالنسبة للحمية الغذائية الخاصة بمرضى السكري هي ليست معقدة جدا بل تقوم على الإكثار من تناول الخضر والفواكه مع تناول بقية الأكلات بكميات معدلة والابتعاد خاصة عن السكريات سريعة الذوبان كالمشروبات الغازية والمرطبات والعصائر بينما يمكن لمرضى السكري تناول الغلال بكميات معقولة.

وبخصوص علاج السكري فيعتبر الأنسولين العلاج الأساسي له سواء بالنسبة لمرضى السكري النوع الأول أو مرضى السكري النوع الثاني في بعض الحالات ويوجد بالأنسولين نوعين الأول هو الأنسولين البطيء الذي يعدل نسبة السكري في الدم لمدة 24 ساعة وهناك أيضا الأنسولين السريع الذي يعدل السكري مباشرة بعد الأكل هذا ونؤكد على أهمية المراقبة الذاتية لنسبة السكري في الدم على مدار اليوم بالنسبة للمرضى الذين يستعملون الأنسولين.