توسع الأبهر البطني

08/10/2022   صحة عامة   1581  
الدكتورة سميّة مشرقي

توسع الأبهر البطني

توسع الأبهر البطني

إن الأبهر البطني هو أكبر شريان موجود بكامل جسم الإنسان حيث يخرج من القلب حاملا الدم إلى باقي أعضاء الجسم وينزل وصولا إلى مستوى البطن ليتفرع إلى جزئين الأول موجود فوق شرايين الكلى والثاني تحتها وتوسع شريان الأبهر البطني هو توسع يشمل غلاف الأبهر ويكون موجود بصفة موضعية ويكون مزمنا وهو ما يعني أنه عند الإصابة بتوسع الأبهر لا يمكن له العودة إلى حجمه الطبيعي أي أن هذا الاتساع إما أن يستقر أو أن يكبر تدريجيا ويمثل قطر الشريان الأبهر في حالته الطبيعية بين 2 و 2،5 صم ونتحدث عن اتساع إذا تجاوز حجم الشريان مرة ونصف حجمه العادي وفي معظم الحالات يحدث التوسع في الجزء الموجود أسفل شرايين الكلى . وهناك نوعان من التوسع الأول يشمل كافة الشريان والثاني يشمل جزء وحيد من الشريان بينما يحافظ الجزء الآخر على حجمه الطبيعي .

الأسباب

إن أي شريان موجود بجسم الإنسان هو معرض للاتساع ويعد توسع شريان الأبهر البطني الأخطر لأنه عدم اكتشافه وتطوره قد يؤدي إلى انفجار الشريان وبالتالي وفاة المريض لذا من المهم جدا أن يتم الكشف عن وجود توسع في الشريان قبل بلوغ مرحلة المضاعفات وتعريض حياة المريض إلى الخطر. هناك عدة عوامل تجعل الشريان يفقد مرونته ويتسع ليصبح شديد الحساسية ومعرضا للانفجار وهي :

  • تصلب الشرايين : يمثل تصلب الشرايين السبب الرئيسي والأول لاتساع شريان الأبهر البطني وتوجد عدة أسباب ترفع من خطر الإصابة بتصلب الشرايين على غرار التدخين وارتفاع ضغط الدم وداء السكري إضافة إلى السمنة
  • الالتهابات : ونعني بها حدوث التهاب يشمل غلاف الأبهر وهناك أيضا أمراض التهابية على غرار داء بيسيت أو مرض بهجت وهو مرض نادر يتسبب في حدوث التهاب في الأوعية الدموية لكامل الجسم إضافة إلى عدة أمراض التهابية أخرى كمرض كاوازاكي الذي يصيب الأطفال
  • العدوى الجرثومية: تحدث العدوى الجرثومية إما عن طريق انتقالها عبر الدم وصولا إلى الأبهر البطني أو حدوث عدوى جرثومية لعضو قريب من مكان الأبهر
  • مرض خلل التنسج : خلل التسنج هو مرض وراثي يؤثر في نسيج غلاف الشريان الأبهر البطني وهو ما يجعله أكثر عرضة للاتساع
الأعراض والمضاعفات

في أغلب الحالات لا تظهر للمرضى أي أعراض عند توسع الشريان الأبهر البطني وحتى حالات الاكتشاف في هذه الحالة تكون عن طريق الصدفة ، ولا تظهر الأعراض إلا عن تقدم المرض وحدوث المضاعفات ولعل أخطرها هو انفجار الأبهر الذي يؤدي إلى حدوث نزيف حاد يفقد إثره المريض حياته في غضون دقائق في أغلب الحالات كما تشمل المضاعفات أيضا حدوث مشاكل في الأعضاء المجاورة للأبهر نتيجة لتوسعه الشديد وضغطه على هذه الأعراض وهو ما يجعل المريض قد يعاني من مشاكل في المسالك البولية والكل ، هذا ويمكن للمريض الشعور بآلام متفرقة نتيجة لوجود العديد من الخلايا العصبية المحيطة بالشريان الأبهر البطني ومن المضاعفات أيضا نذكر انسداد كلي لشريان الأبهر وعدم وصول الدم إلى الرجلين وهو ما قد ينتهي بالمريض حتى إلى بتر الرجل.

التشخيص

من المهم جدا التأكيد على ضرورة الحصول على تشخيص مبكر قبل الوصول إلى مرحلة المضاعفات وينصح الأطباء الذي يستقبلون مرضى قد ظهرت لديهم بعض العلامات وشك المختص ولول قليلا في توسع الشريان خاصة إذا تجاوزت سنهم الخمسين سنة ولديهم تاريخ عائلي حول الإصابة بتوسع الشريان أو الأفراد الذي تتوفر فيهم العوامل التي ترفع من خطر الإصابة كالمدخنين ومرضى السمنة ، الإسراع بالقيام بتشخيص الصدى الطي يمكن الطبيب من اكتشاف التوسع وتحديد حجمه وطوله وتأثيره على باقي الأعضاء .

العلاج

يكون علاج توسع الأبهر البطني طبيا وجراحيا في نفس الوقت وتختلف التقنيات العلاجية باختلاف حالة المريض ويكون العلاج مرتكزا أولا على معالجة أسباب الإصابة بتوسع الأبهر فإذا كان ناتجا عن تصلب الشرايين يجب معالجة الأسباب المؤدية لحدوث التصلب كالإقلاع عن التدخين أو التخفيف من الوزن أو المراقبة المستمرة لمرض السكري وارتفاع ضغط الدم ويحافظ المريض على مراقبة دورية في حدود مرة كل سنة لمتابعة توسع الأبهر أما إذا كان سبب التوسع عائدا إلى العدوى الجرثومية والتعفن يمكن للطبيب المباشر أن يصف مضادات حيوية ثم يمر إلى الجراحة إذا اقتضت الحاجة لأن الجراحة لا تناسب جميع الحالات بل يتم اللجوء إليها إما عند حدوث المضاعفات أو في حالات وقائية إذا كان قطر التوسع تجاوز الخمسة صم أو إذا تم اكتشاف توسع للشريان ب 1 صم خلال كل زيارة سنوية وهو ما يرفع من احتمالية انفجاره لذلك يتم اللجوء إلى الجراحة والتي تكون إما عبر القسطرة والتي تعني وضع لولب مغلف يمنع تسرب الدم إلى الكيس الناتج عن توسع الشريان وبالتالي منعه من الانفجار وهي جراحة خفيفة لا يستحق إثرها المريض البقاء في المستشفى لوقت طويل ولكن يجب التأكيد على أن هذا النوع من العمليات لا يناسب جميع الأشخاص بل تشمل فقط الأشخاص غير القادرين على الخضوع للجراحة الكاملة . هذا ويوجد أيضا نوع ثان من الجراحة وهي الجراحة المفتوحة والتي تعتبر الأفضل من ناحية النتيجة وتتم عبر إغلاق الأبهر من فوق منطقة التوسع وأسفله ثم يتم فتح تلك المنطقة وتنظيفها من الدم المتخثر ليتم تعويضها بشريان اصطناعي وإغلاقها.


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery