تصحيح النظر بالليزر

09/02/2023   صحة العين   1853  
الدكتور هيكل كمون

تصحيح النظر بالليزر

تصحيح النظر بالليزر

تاريخ عملية تصحيح النظر بالليزر في تونس

لطالما اعتبرت تونس رائدة في مجال تصحيح النظر عبر تقنية الليزر حيث اقتنت تونس سنة 1993 ثالث آلة لتصحيح النظر بالليزر بينما ضلت الآلة الأولى والثانية بمراكز البحث الأوروبية. وتعود أصول هذه الآلة إلى آواخر الثمانين أين بدأت التجارب الرسمية لصنيعها في الولايات المتحدة الأمريكية ومنذ بداية التسعينات انتهت التجارب رسميا وتم الإنطلاق في بداية بيع هذه الآلة التي اشترتها تونس بعد فترة وجيزة جدا وهو ما جعلها خلال تلك الفترة وجهة للأوروبيين الراغبين في إجراء هذا النوع من عمليات تصحيح النظر. وقد مثلت هذه الآلة ثورة في مجال تصحيح النظر وهي عبارة عن عملية صقل عدسة دائمة على القرنية تصلح النظر نهائيا ويسمى هذا النوع من الليزر excimer laser .

مجالات استعمال الليزر في تصحيح النظر

يعتمد الليزر في تصحيح كل من قصر النظر وطول النظر وكذلك اعوجاج القرنية ومؤخرا تم اعتماده كذلك لعلاج حالات طول النظر الشيخوخي(presbytie) وهو عبارة عن فقدان تدرجي للقدرة عن الرؤية من قرب يحدث مع تقدم السن وغالبا ما تبدأ أعراضه في الظهور منذ منتصف الأربعينات ويمكن لهذا النوع من نقص النظر أن يعالج عن طريق تقنية الليزر.

شروط تصحيح النظر بالليزر

يجب أن تتوفر جملة من الشروط حتى يكون المريض مؤهلا لإجراء عملية تصحيح نظر بالليزر وأهمها أن يكون المريض قد بلغ سن العشرين وأن تثبت الفحوصات استقرار نظره لمدة سنتين كاملتين كما لا يجب أن يتجاوز قصر النظر 9 درجات وطول النظر أو اعوجاج القرنية 6 درجات . كما يحتاج المختص قبل القيام بالعملية من التثبت من سمك القرنية وصلابتها ذلك أنه إذا كانت القرنية بها ضعف لا يمكن بأي حال من الأحوال إجراء العملية.

التشخيص

يقوم المختص في البداية بقيس النظر والقرنية كما يقوم كذلك بالبحث عن أمراض يعاني منها المريض تمنع خضوعه لجراحة الليزر مثل جفاف العين الحاد أو الروماتيزم أو بعض أمراض المناعة الذاتية وبعد التأكد من جملة هذه العناصر يتم إجراء فحص توبوغرافي لقرنية المريض لتحديد شكل وسمك القرنية وبناء على جملة هذه المعطيات يحدد المختص مدى أهلية المريض للخضوع لهذا النوع من العلاجات من عدمه.

أنواع الليزر لتصحيح النظر

تعتبر تقنية الليزر السطحي أول التقنيات التي تم اعتمادها منذ تصنيع الليزر وتتمثل هذه التقنية بالقيام بصقل عدسة على السطح الخارجي للقرنية ومن بين أهم الأعراض الجانبية لهذه العملية هي الآلام التي يمكن أن تتسبب بها إلى جانب طول فترة استرداد البصر التي تصل إلى أربع أو خمسة أيام بعد إجراء العملية.

منذ أواخر التسعينات تطورت تقنية جديدة في تصحيح النظر وهي الليزر العميق أو اللزيك والتي تعتمد نفس طريقة تصحيح النظر في الليزر السطحي لكن بدلا عن النحت على السطح الخارجي للقرنية تتم في البداية فصل الجزء الخارجي من القرنية بجهاز ليزر خاص (femtoseconde)  ثم يتم النحت في عمقها وفي نهاية العملية يتم إرجاء الجزء المفصول من القرنية إلى مكانه ويساعد هذا النوع من النحت في التقليل من الآلام كما يسترد المريض نظره مباشرة إثر العملية.

ولكن مؤخرا، أثبتت الدراسات أن الليزر العميق يمكن أن يضعف القرنية عل المدى الطويل وهي من أكثر المضاعفات غير المرغوب فيها والتي تبلغ نسبتها ما يقارب ال 0،2 بالمائة لذلك فإن القيام بالليزك أصبح حكرا فقط على الأشخاص الذين لديهم قرنية سليمة مائة بالمائة بينما إذا لوحظ أي مشكل في القرنية يتم اعتماد الليزر السطحي لتجنب أي آثار سلبية قد تحدث للمريض.

الإعداد لعملية تصحيح النظر بالليزر

يتم الإعداد إلى العملية عن طريق إعداد العين بشكل جيد للعملية حيث إذ وجدت حساسية تتم معالجتها وإذا وجد جفاف بالعين يتم وصف أدوية لعلاجه . وعادة ما تتم العملية خلال حصة واحدة حيث يدوم الليزر السطحي دقيقتين بينما يدوم الليزر العميق مدة أطول لأنه ينقسم إلى مرحلتين تتمثل الأولى في فصل الجزء الخارجي للقرنية التي كانت سابقا تؤدى باستعمال آلة ميكانيكية وأصبحت مؤخرا باستعمال الليزر الذي أدى إلى نتائج جيدة ودقيقة وقلل من خطر حدوث أي مضاعفات وتدوم عملية الفصل حوالي خمس دقائق لكل عين ثم يترك المريض في استراحة ليتم إثرها وضعه على آلة تصحيح النظر وبالتالي تستغرق العملية في مجملها حوالي نصف ساعة وعند نهاية العملية يتم وضع ضمادة على العين ويوصى بعدم حك العين حتى يلتئم الجرح بينما في الليزر السطحي يتم تركيب ضمادة في شكل عدسة لاصقة لتغليف القرنية تتم إزالتها بعد ثلاث أيام. هذا وتوصف بعد العملية مجموعة من الأدوية على غرار الدموع الاصطناعية والكورتيكوييد وبعض المضادات الحيوية لوقاية العين من الالتهابات المحتملة .


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery