تأثير السكري على الأسنان

تأثير السكري على الأسنان

يعتبر مرض السكري من أكثر الأمراض المزمن انتشارا في العالم ويمكن إذ تشير الدراسات إلى أن 20 بالمائة من الأفراد الذين تجاوزوا سن 25 هم يعانون من مرض السكري، ويمكن للسكري أن لا يتم ملاحظته ولا يتم تشخيصه إلا عن طريق الصدفة وعديدة هيا الحالات التي لا تتفطن لإصابتها إلا عن طريق الصدفة أو خلال قيامهم بفحوصات لأمراض أخرى. ويعود مرض السكري إلى خلل في هرمون الأنسولين والذي يكون ناتجا إما عن خلل في البنكرياس الذي لا يفرز كمية كافية من الأنسولين أو خلل في استخدام خلايا الجسم لهرمون الأنسولين وبالتالي عندما يحدث خلل في هذا الهرمون المسؤول عن تعديل نسبة السكري في الدم يحدث ارتفاع في معدل السكري ، ويؤثر هذا المرض على عدة أعضاء من الجسم كالكلى والقلب والشرايين كما يؤثر بدرجة هامة على صحة الفم والأسنان . ونؤكد هنا إلى أن السكري يؤثر على صحة الأسنان واللثة كما يمكن أن تكون التهابات اللثة وعدم الاعتناء بصحة الفم سببا وراء ارتفاع معدل السكري لدى مرض السكر. ويزور أحيانا طبيب الأسنان بعض الأشخاص الذين لديهم أعراض انتفاخات والتهابات في اللثة وفي حال شك المعالج في وجود مرض السكري يقوم بطرح جملة من الأسئلة على المريض بداية كتاريخه المرضي وتاريخه العائلي من مرض السكر ثم يوجهه في مرحلة ثانية للقيام بفحوصات وتحاليل للتأكد من وجود مرض السكري من عدمه.

من أكثر علامات مرض السكري انتشارا هي التهابات اللثة ذلك أن مرض السكري يقلل من قدرة الجسم على الدفاع عن نفسه ومقاومة البكتيريا الأمر الذي يساعد البكتيريا في تكوين جدار من التكلسات فوق الأسنان وهي طبقة ضارة تؤثر على اللثة لذلك قد تظهر على المريض علامات نزف باللثة ، ويصيب هذا الالتهاب عادة المرضى العاديين أو مرضى السكري حتى ممن كان مستوى السكري لديهم معتدل ويرفع من احتمالية الإصابة بهذه الالتهابات غياب العناية بالأسنان وعدم تنظيفها حيث تصاب الأوعية الدموية التي تنقل الغذاء إلى الفم فلا تعود قادرة على تزويد الأسنان بالكميات اللازمة من الغذاء وهو ما يؤدي إلى ظهور انحسار اللثة وهي الحالة التي تتراجع فيها اللثة فتكشف جذور الأسنان ويؤدي هذا الانحسار بدوره إلى ضعف الأربطة والأنسجة التي تصل الأسنان بالعظم وهو ما يجعل مرضى السكري غالبا ما يعانون من تحرك الأسنان حتى إذا كانت السن سليمة ومن علامات التهاب اللثة المتقدمة كذلك ظهور نزف في اللثة وانتفاخات وخروج للدم من الأسنان بمناسبة أو دونها .

من المهم جدا أن يراقب مريض السكري مستوى اللعاب في الفم فاللعاب هو خط الدفاع الأول للفم ضد البكتيريا و لأن هذا المرض من الممكن أن يؤثر على الغدد اللعابية بحيث يجعلها غير قادرة على إفراز كميات اللعاب الكافية وهو ما يجعل المصاب يشعر بجفاف في الفم وروائح كريهة بالإضافة إلى الشعور المتكرر بالعطش ، وبما أن اللعاب هو خط دفاع الفم ضد البكتيريا فإن نقصه يسبب بالضرورة في انتشار البكتيريا وحدوث تسوس الأسنان.

ويعتبر مرض السكر من أكثر الأشخاص المعرضين للإصابة بتلوث الأسنان ويعود ذلك لاستغلال البكتيريا لبقايا الأكل في الفم لتحويلها إلى حوامض تنتشر على مستوى الأسنان وتبدأ في نخرها تدريجيا حتى تصيبها بالتسوس وبما أن الجسم غير قادر على الدفاع عن نفسه على النحو الكافي يمكن أن يصل التسوس إلى مستوى العروق ويؤدي إلى حدوث عدوى جرثومية .

هناك مضاعفات أخرى في الفم قد تصيب مرضى السكري كالتقرحات ورغم أنها تكون عادية بالنسبة لغير المرضى وتضل لمدة أسبوع كأقصى تقدير قبل أن تختفي إلا أن هذه التقرحات عندما تصيب مرضى السكري تضل لفترة زمنية أطول وقد تستحق تدخلا علاجيا . وإلى جانب التقرحات تعتبر كذلك الفطريات في الفم من الإصابات شائعة الحدوث لدى مرضى السكري وتكون عبارة عن طبقة بيضاء فوق اللسان أو فوق سطح الفم وتكون مؤلمة جدا حيث لا يتمكن الشخص من الأكل أحيانا بسبب الألم وهذه الفطريات رغم أنها تصيب مرضى السكري بشدة إلا أنه توجد عوامل أخرى تساهم في الرفع من احتمالية الإصابة بها على غرار التدخين لذلك ينصح مرضى السكري بالابتعاد عن التدخين هذا وتساهم أيضا دعامات الأسنان إذا كانت غير نظيفة أو غير ملائمة للأسنان في الإصابة بالفطريات لذا يجب الحرص على نظيف الدعامات وزيارة طبيب الأسنان بصفة دورية .