بدائل السكر والمحلّيات الصناعيّة هل هي حليفة التنحيف أم لا ؟

14/02/2022   الرجيم   1951   med.tn

بدائل السكر والمحلّيات الصناعيّة هل هي حليفة التنحيف أم لا ؟



منذ بداية تاريخ البشرية والإنسان يحب نكهة السكر ويبدو هذا الأمر واضحا عند الطفل الذي يستطيب طعم السكر في الماء فيضحك ويبتسم. وقد استطاعت تكنولوجيا صناعة الغذاء التوصل لصناعة المواد البديلة للنكهة الحلوة التي تعطي نفس الطعم الحلو ولكن بوحدات حرارية أقل ومن دون أن يكون لها أعراض جانبية مثل تسوس الأسنان. فمن مساوئ السكر العادي أنه يزيد نسبة السمنة ويؤدي إلى مشاكل السكري والقلب .

كما أنه يزيد من النشاط عند الأطفال على نحو مفرط . ويسبب مشاكل في اللثة والأسنان . وقد تعرّضت الدكتورة كارلا ياردميان في كتاب الريجيم السريع إلى أهميّة إعتماد بدائل السكر لتجنب أضرار السكر العادي و سلبيات المحليات الصناعيّة.

مضار السكّر العادي وأهميّة البدائل

وفقا للدليل الغذائي , يجب استهلاك السكر باعتدال, أما وفقا المنظمة الصحة العالمية فيجب تناول 10 % من السعرات الحرارية اليومية من السكر ، وهذا ما يساوي تقريبا في حمية 2000 حريرة حوالي 10 ملاعق صغيرة لكن إذا حسبنا استهلاكنا للسكر يكون ذلك أكثر بكثير . لذلك لجأ الإنسان إلى استهلاك بدائل السكر وهي تقسم إلى فئتين وهما الحوامض السكرية تحتوي على الحريرات والمحليات غير المغذية لا تحتوي على الحريرات .

الحوامض السكرية أكثرية هذه البدائل موجودة طبيعياً في كثير من الفواكه، وتحتوي تقريباً على نصف الوحدات الحرارية مقارنة بالسكر.تدخل هذه المواد بمقومات سكر كالحلوى أو العلكة بلا سكر والتي تسمى ( Light ) لأنها تحمي الأسنان من التسوس . لكن وبسبب تخفيف سعراته الحرارية قد يؤدي إلى استهلاكه بكثرة والنتيجة تكون زيادة الحريرات والجدير بالذكر أن استهلاك هذه الأنواع من السكريات يؤدي إلى الإسهال .

المحليات الصناعية غير المغذية

هي بدائل تعمل على تحلية المأكولات والتي لا تحتوي على سعرات حرارية ولا تسبب التسوّس. وهناك العديد من الأنواع المتوفرة لهذه المحليات.وفي كل فترة هناك أنواع جديدة وحديثة تظهر في الأسواق وتنتج بحسب الدراسات العلمية التي تخضع لرقابة الدولة للقبول وإعطاء الأذن باستهلاك أي نوع معين من أجل سلامة المواطن وهي

السكرين

السكرين معروف بقوة التحلية، أما السّعرات الحرارية فهي قليلة جدا في مادّة السكرين الذي عرف في أوائل القرن الماضي ، واشتهر بالسمعة السيئة وبأنه في السبعينات سبب السرطان عندما أعطي بكميات مركزة وهائلة للفئران ولكن هذه النظرية لم تثبت عند الإنسان ،أما الكميات المحددة الاستهلاك اليومي ، وفقا لـ ( FDA ) فهي 1000ملغرام للراشدين و 500 ملغرام للمراهقين .

الأسبارتام

هو اكتشاف جدید بالنسبة للسكرين ويجب أن يتجنبه خاصة الأشخاص الذين يعانون من المرض الوراثي الكيتونوريا لعدم قدرتهم على هضمه وقد يسبب للبعض الصداع أو بعض أنواع الحساسية , ويستعمل الأسبارتام أكثر في المشروبات الغازية وغير الغازية والحلويات إذا له قدرة على التحلية 200 مرة أكثر من السكروز ( السكر الأبيض ) فهو عبارة عن تركيبة تحتوي على نوعين من الحمضيات الأمينية والغرام الواحد من هذه التركيبة يعطي 4 سعرات حرارية. ولأن قدرة التحلية فيه قوية يستهلك بكميات ضئيلة جدا و يتبدل عند تعرضه للحرارة (حرارة الطبخ ) .

وقد تم استعمال الأسبارتام بكثرة في الثمانينات والتسعينات لكن حالياً تنتشر حوله الحملات السيئة لعدم الأمان عند تناوله ( بالرغم من كونه مصدر بروتيني ) بسبب المواد التي تنتج عنه جراء عملية هضم البروتين والتي قد تسبب المشاكل في الجهاز الهضمي أو تؤدي للإصابة بالسرطان . لذلك يضع كل بـلد القوانين حول الكميات اليومية المسموح بتناولها منه . ففي الولايات المتحدة يسمح بتناول كمية 50 مليغرام لكل كلغ من الوزن .

وقد تكون هذه الكمية هائلة إذ أن المرأة التي تزن 60 كلغ بإمكانها أن تحصل على الكمية المسموحة يتناولها 15 علبة من المشروبات الغازية المحلاة به . لذلك يجب الاعتدال باستهلاكه ، ولا ينصح بإعطاء مثل هذه المواد إلى الأطفال الصغار. ويستعمل الاسبارتام في المشروبات الغازية والحلوى والعلكة والمأكولات التي يذكر على مغلفاتها إسم (Nutrasweet ) (Acesulfam -k 3 ) المعروف باسم ( Sunette ) أو ( Sweet - one ) ولديه تقريباً نفس قوة التحلية مثل الأسبارتام ويستعمل في العلكة و المشروبات ... وللاستعمال اليومي على مائدة الطعام.

وما يميزه أنه لا يتغير بسبب الحرارة أي يمكن إضافته إلى الطبخ، ويتميز بنكهته القليلة المرارة. لذلك يدمج دائما مع أنواع أخرى من المواد المحلية التي هي من دون سعرات حرارية ، وهو لا يهضم في الجسم لذلك يعود ويخرج منه ، والمسموح به 15 ميلغرام لكل كلغ من الوزن .

استعمالات بدائل السكر

إن المشكلة الأساسية عند الإنسان الذي يستعمل بدائل السكر الأبيض هي مشكلة نفسية، إذ يعتقد أنه يخفف بذلك السعرات الحرارية ( خاصة إذا كان يتبع حمية لتخفيف الوزن ). لكنه يعوض السكريات بطريقة ثانية مثلاً إذا تناول القهوة دون بدائل السكر الصناعية ثم سمح لنفسه بتناول قطعة شوكولا فتكون السعرات الحرارية التي تناولها أكثر بكثير من تلك التي تجنبها ووفرها. لذلك بإمكان بدائل السكر أن تكون مساندة لحمية غذائية بقصد التنحيف ويجب تناولها باعتدال , أما كثرتها فقد تؤدي إلى زيادة الاعتماد الغذائي على السكريات والحلويات.

إن المأكولات التي تكون خالية من السكر هي غنية بعناصر غذائية أخرى, وإن زيادة تناول المشروبات الغازية الغنية بالسكر الاصطناعي تزيد من إفراز مادّة الأنسولين الذي يزيد بدوره القابلية للأكل. لذلك الإعتدال في تناول هذه المواد قد يساعد على توازن نسبة السكري وعلى المساعدة في برنامج التنحيف .


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery