أنواع الفشل الدراسي وأسبابه

يعرف الفشل المدرسي بأنه الحالة التي يقوم فيها الطفل بكل المجهودات الدراسية الممكنة ولكن نتائجه لا تتناسب وحجم المجهودات التعليمية التي يبذلها. ومن المهم جدا الانتباه إلى الفشل الدراسي وعلاماته مبكرا حتى يحدث تشخيص الحالة لأن الفشل المدرسي قد يخفي ورائه عدة أمراض ومشكلات نفسية عند الأطفال.

التشخيص

يشخص الفشل الدراسي من قبل طبيب مختص بعد أن يتطلع هذا الأخير على تقييمات المدرس والعائلة لوضعية الطفل المدرسية وعادة ما يتفطن المدرس إلى وجود صعوبات في مسار الطفل الدراسي فيقومون بتحذير الولي وإرشاده كما يمكن للولي أن يتفطن لوحده بأن الطفل ورغم المجهودات التي يبذلها للتعلم فإن مستواه دائما ما يكون أقل مقارنة بزملائه أو يمكن للأولياء أيضا أن يلاحظوا تراجعا مفاجئا في المستوى الدراسي للطفل وهو ما يستدعي ضرورة عيادة مختص للبحث عن الأسباب.

ويقوم المختص أيضا بتقييم حالة الطفل بعد الحديث معه للتعرف عما إذا كان يعاني من مشكلات في التعلم أو في الكلام أو أن الطفل يتعرض لضغط عائلي مستمر للنجاح والتميز مما جعله يعيش حالة من التوتر التي تؤثر سلبا على مستواه الدراسي. ولكن قبل البحث في الأسباب النفسية يجب التأكد أولا من عدم وجود أي مشاكل صحية يمكن أن تكون سببا وراء تراجع مستوى الطفل الدراسي كنقص النظر أو نقص السمع أو بعض الأمراض الهرمونية أو اضطرابات النوم أو مرض الصرع أو أن مستوى الذكاء الذي يتمتع به الطفل أقل من المعدل العادي وهو ما سيسببه له هذا الفشل الدراسي.

الأسباب

يوجد نوعين من أسباب التي تؤدي إلى تراجع المستوى الدراسي للطفل وهما :

• صعوبات التعلم : وهي الحالة التي يتراجع فيها مستوى الطفل الدراسي بشكل مفاجئ وعموما فإن هذه الحالة مؤقتة تكون نتيجة لمشكل يعيشه الطفل إما بسبب بعض المشاكل العائلية التي أثرت على صحته النفسية أو بسبب وجود مشكل في المحيط المدرسي للطفل كما يمكن أن يكون الأمر مرتبطا بالطفل شخصيا كتعرض الطفل لاضطراب ما بعد الصدمة أو الاكتئاب…
• اضطرابات التعلم : على عكس صعوبات التعلم فإن اضطرابات التعلم هي حالة مزمنة يكتشفها الأهل والإطار التربوي منذ دخول الطفل إلى المدرسة ونجد الطفل في هذه الحالة يعاني إما من عسر القراءة أو الكتابة أو الحساب أو عسر اللغة أو اضطراب فرط الحركة وقلة التركيز وتعود الأسباب في هذه الحالة إلى عوامل جينية بيولوجية عصبية

العلاج

من المهم جدا أن يتم تشخيص هذه المشكلات مبكرا أي منذ بدأ ظهور العلامات حتى يستطيع المختص تحديد السبب وراء مشاكل التعلم والانطلاق في مرحلة العلاج خاصة وأن لكل سبب من أسباب مشكلات التعلم علاج فعال فإذا كان الطفل يعاني من مشكل نفسي يمكن علاجه عبر حصص مع طبيب نفسي مختص وإذا كان المشكل ناتج عن أحد أشكال اضطرابات التعلم يمكن تعليم الطفل طرق للتأقلم مع وضعه والتمكن من النجاح مدرسيا.

نصائح متعلقة بيوم الامتحان

تتميز فترة الامتحانات بزيادة الضغط والتوتر على الطفل وعلى الأسرة وهي حالة غير صحية وانعكاساتها سلبية على الطفل لذلك لا بد من الإعداد لهذه الفترة مسبقا منذ بدأ السنة الدراسية ويكون دور الأهل هنا في تنظيم أوقات الطفل كأوقات النوم والراحة والدراسة وحث الطفل على عدم مراكمة الدروس حتى اقتراب فترة الامتحانات.

كما ننصح الأولياء تحميل الطفل مسؤولية الدراسة والمراجعة بمفرده ومساعدته فقط إذا تعرض لصعوبة ما وبهذه الطريقة لن تمثل فترة الامتحانات عبئا على التلميذ والعائلة لأنه سيجد نفسه مستعدا إلى هذه المرحلة دون أي ضغوطات.