ألم العصب الثلاثي التوائم

27/11/2022   صحة عامة   1823  
الأستاذ كريم بن حمودة

ألم العصب الثلاثي التوائم

ألم العصب الثلاثي التوائم

يحدث ألم العصب الثلاثي التوأم على شكل نوبات ألم متكررة تحدث على مستوى أحد أجزاء الوجه وتكون شبيهة بالصدمة الكهربائية. ويجب الادراك بأن العصب الثلاثي التوأم هو المسؤول عن ضمان حساسية الوجه وهو العصب الحقفي الخامس المسؤول عن نقل الإيعازات الحسية إلى الوجه.

ويتكون العصب الثلاثي التوائم من ثلاث أجزاء رئيسية وهي العصب العيني والعصب الفكي السفلي والعصب الفكي العلوي ويمكن أن يصاب المريض بألم على مستوى أحد هذه الأجزاء بحيث تكون الآلام حادة يصعب تحملها. ترتفع احتمالية الإصابة بهذه الآلام عند التقدم في السن فمرض العصب الثلاثي التوائم مرض منتشر خاصة في صفوف الأشخاص الذين تجاوزوا 50 سنة و 70 سنة ولكن هذا لا ينفي وجود بعض الحالات التي يتم اكتشافها لدى أشخاص يكون معدل أعمارهم بين 30 و 40 سنة. ويبدأ المرض في التطور تدريجيا فتكون الآلام في البداية تظهر في فترات مختلفة وتكون نوبات شبيهة بالصدمات الكهربائية التي تدوم لثوان ثم تختفي وبمرور الوقت تصبح النوبات متواترة أكثر مسببة إزعاجا كبيرا للمريض وتحفز خاصة عند الأكل والمضغ أو الحديث. ويمكن أن تكون هذه الآلام في كثير من الحالات شبيهة بآلام الأسنان لذلك عندما يأتي المرضى إلى طبيب الأعصاب يكونون قد اقتلعو عددا من أسنانهم ويعود ذلك إما لجهل طبيب الأسنان حول مرض ألم العصب الثلاثي التوائم أو لوجود الآلام في موقع من الوجه به سن مسوس فيعتقد الطبيب أنها ناتجة عن تسوس السن ويقوم بتقليعه ولكن رغم هذا لا تزول الآلام لذلك يتوجه المريض أخيرا إلى طبيب الأعصاب.

سبب ألم العصب الثلاثي التوائم

يعود أصل آلام العصب الثلاثي التوائم لتقاطع بين الشريان والعصب الثلاثي ويكون هذا الشريان هو الشريان المخيخي العلوي وبالتالي فإن الضغط المستمر على العصب بواسطة الشريان يحفز من ظهور الآلام التي يصفها المرضى بكونها شبيهة بالصدمة الكهربائية ، ويستهدف هذا المرض خاصة كبار السن بسبب كون الشرايين وبتقدم السن يكبر حجمها قليلا وتصبح أطول لتتخذ شكل كرات من الأوعية الدموية وهو ما يرفغ من احتمالية تقاطعها مع العصب الثلاثي التوائم مما يحفز ظهور الآلام.

التشخيص

يقوم المختص بداية بالتشخيص التقليدي للمريض من خلال لمس مناطق متفرقة من وجهه لتحديد مكان العصب المسؤول عن هذه الآلام ويمكن للطبيب أن يوجه المريض للقيام بمسح دماغي عن طريق الرنين المغناطيسي الذي سيكشف لنا العصب الثلاثي التوائم والشريان موقع التقاطع بينها.

العلاج

إذا تم تشخيص المريض بالعصب الثلاثي التوائم يكون العلاج في المرحلة الأولى دوائيا عن طريق الكاربامازيبين وهو مضاد للصرع ولكن في حال عدم استجابة المريض لهذا العلاج يتم المرور إلى التدخل الجراحي  والذي نجد فيه نوعين  فيكون الأول علاجا اشتقاقيا يهدف إلى علاج السبب الرئيسي للمشكل هو العلاج المنصوح به إذا كان المريض في وضع يسمح له بالخضوع إلى عملية جراحية وتقوم هذه الجراحة أساسا على الفصل بين الشريان والعصب والمباعدة بينهما عن طريق إدخال مادة طبية بينهما لمنع اتصالهما مرة أخرى وتكون نتائج هذه العملية عادة جيدة ، أما إذا كان المريض في سن متقدمة جدا أو يعاني من أمراض تمنع قيامه بالجراحة يمكن التوجه إلى العلاج بالتخثير الحراري ويهدف هذا التخثير أساسا على تدمير الألياف الحسية بعد تسليط درجة حرارة عالية عليها ولا يهدف هذا العلاج إلى علاج المشكل الرئيسي بل إلى علاج الآلام الناجمة عنه ولكن هذا العلاج قد يسبب ضررا على مستوى العصب الثلاثي التوائم كفقدان جزئي للشعور ويمكن أن يصل الضرر إلى القرنية ويسبب مشاكل في الرؤية لذلك لا ينصح بالتوجه إلى هذا الحل العلاجي إذا كان العصب العيني هو المريض


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery