الفيتامينات و دورها في تغذية البشرة

توجد الفيتامينات في عديد المنتوجات الغذائيّة (الخضر و الغلال...) وأيضا مستحضرات التجميل وغيرها و لكل منها فوائده و نجاعته في تغذية البشرة و نضارتها والمحافظة على جمالها و تأجيل إصابتها بالتجاعيد.

الفيتامين "أ" ومشتقاته

تحتوي كريمات التجميل على العديد من مشتقات فيتامين "أ", و أكثرها شيوعا "رتنيل النخلين" (retinyl palmitate ).يعتقد معظم الباحثين أن هذا المشتق من الفيتامين "أ" غير فعّال نسبيّا . من جهة أخرى , يتفق معظمهم على وجود مشتق أخر من الفيتامين "أ" هو أكثر فاعليّة للعناية بالجلد, وهو المعروف بالريتين"أ".

و يعتبر الريتين "أ" من المنتجات العلاجيّة الموصوفة التي ترتكز على الفيتامين "أ". وهو يزيل الخلايا الميتة الزائدة عن الطبقات الخارجية لطبقة البشرة القرنية.يعود السبب لكونه وصفة طبية وغير متوفر خارج السوق الرسمية كما أنه يؤذي جلد البعض و يتسبب في كلف الجلد الأسود. ويعتقد بعض الأطباء بضرورة عدم استعماله خلال الحمل أو الرضاعة (على الرغم من اعتقاد آخرين بعكس ذلك).

مع الدّعوة إلى إستعمال ريتين"أ" بتحفّظ, يبقى العلاج الوحيد المعروف بقدرته على تنشيط إنتاج الكولاجين. بالإضافة إلى تقشّر الجلد مؤقتا (وهو أحد التأثيرات التي تزول ما إن يجتاز الجلد دورة تبديلية واحدة أو دورتين),فهو من الناحية العملية يحثّ الجلد على تجديد نفسه مما يؤدي إلى تحسّن دائم في مظهر الجلد و عمره الظاهر.

أظهرت مجموعة مهمة من الأبحاث أن ريتين "أ" يعالج الضرر الناتج عن شعاع فوق البنفسجي و يحثّ على إنتاج الكولاجين, كما يساعد في تخفيف البقع الكبدية إلى أدنى حدّ ممكن.

و قد عالج (ر.كوتراجارس )خلال عمله مع (أ.م.كليغمان) في جامعة بنسلفانيا 61 شخصا من التيلانديين لمدّة سنة إستعملوا خلاله كريم تريتنوين بنسبة 0.05 بالمائة بشكل يوميّ, فاستنتج "بعد مضي 12 شهرا,ترسب شريط رقيق من الكولاجين الحديث التكوين تحت طبقة البشرة... و تحصّل معظم الأشخاص على تحسّنا معتدلا في مظهرهم.

و لا ريب أنّ رتين "أ" ذو فائدة بالنسبة لحب الشباب , إذا تعلّق بتقشير الجلد أو بإزالة البعض الزؤان السطحي.لكن استعمال رتين "أ" لا يعتبر جزءا ضروريّا من برنامج علاج حب الشباب الأساسي.إذا توفرت وسائل أسهل استعمالا و أبخس ثمنا قادرة على حلّ المشكلة,فلماذا استعمال وسائل أخرى أكثر تعقيدا وكلفة ؟

الفيتامين "ب" المركب

هذه الفيتامينات حسب ما ورد في كتاب علاج حب الشباب للدكتور تيري ج.دوبراو و الدكتور براندا د.ادرلي, التي نجدها في الحبوب الكاملة و الخضار المورقة, تدخل في مختلف أنواع الاستعمالات. نذكر مثلا الفيتامين "ب5" الذي يستعمل في معظم الأحيان كمرطّب, أي أنّه يحبس الماء في طبقة البشرة القرنيّة ليجعلها أكثر نعومة.

و يعتبر النياسين"ب3" مثالا أخر ذو تأثير مضاد للإلتهابات على الجلد يبرهن فاعليته في تحسين حالة حب الشّباب إلى حدّ بعيد.

الفيتامين "س"

لطالما عرف هذا الفيتامين بكونه أحد أهمّ المكملات الغذائيّة. وأكّد الحائز على جائزة نوبل"لنوس بولينغ" أنّ تناول الفيتامين "س" بكميات مرتفعة ,يقوي جهاز المناعة بشكل فعال.عمليا تجري أبحاث ضخمة حول فوائد الفيتامين "س"المتنوعة. وقد تبين أنّه يساعد في إنتاج المعدلات المرسلة في الدماغ (الضرورية للتفكير و التذكير). و ينمي مخزون "الكارنيتين "ل"" و هو أحد المكونات الأساسية التي تحوّل الدّهون إلى طاقة, كما يساهم في توليد مجموعة من المواد الكيميائية التي تساعد في الوقاية من أمراض القلب و غيرها من أمراض الشيخوخة. و إذا أستعمل الفيتامين "س" موضعيّا, فهو يرفع من القدرة على التغلب على الجذور الحرة.

وفقا للدراسات التي دامت 11 أسبوعا استعمل أثناءها عشرة مرضى الفيتامين "س" المركب على نصف وجوههم, بينما وضعوا كريما غير فعال على النصف الأخر من الوجه و في نهاية الأسبوع 11 و بداية الأسبوع 12 وقعت المقارنة بين الجانبين فتبين أنّ هناك تحسّنا ملحوظا في الجهة التي تمت معالجتها بالفيتامين "س" و قد ساهمت هذه المادة في تقليص علامات الشيخوخة الضوئيّة.

يتحلى الفيتامين "س" بعدد من الخصائص التي تم اكتشافها خلال إحدى الدراسات التي أجريت على الربو لدى عدد من المرضى.فوجد الأطباء أنّ تناول جرعات كبيرة من الفيتامين تحول دون تكون الحامض القلوي أو تفتته كيميائيا إلى مواد غير مؤذية, بما أن هذا الحامض هو عامل أساسيّ في إلتهاب الخلايا الحيّة.