الشره المرضي

ينصف الشره المرضي ضمن اضطرابات السلوك الغذائي والذي يضمن إما الشره أو فقدان شهية الأكل. ويتمثل الشره في تناول المريض لكميات كبيرة من الأكل في فترة قصيرة دون القدرة على السيطرة على هذا السلوك وفي مرحلة ثانية يحاول المريض إخراج كميات الأكل الكبيرة من معدته إما من خلال إجبار نفسه على الاستفراغ أو من خلال استخدام أدوية مسهلة أو حتى عبر ممارسة تمارين رياضية قاسية ويكون ذلك في إطار محاولته الدائمة إلى إفراغ معدته وغالبا فإن هؤلاء المرضى لا يعانون من زيادة في الوزن لذلك يصعب ملاحظة هذا المشكل عليه وبالتالي يصعب تشخيص المرض.

بعد فترة من الشره المرضي قد تظهر على المرضى أعراض تتمثل خاصة في آلام في المعدة والبطن وتهرية في الأسنان ويمكن أن تشمل الأعراض اضطراب في نبضات القلب وتراجع الصوديوم والبوتاسيوم من الدم التي يمكن أن يتفطن إليها المختص بعد القيام بالتحاليل اللازمة وعادة ما يتفطن الأهل والعائلة إلى هذا المشكل بعد ملاحظة تغير السلوك الغذائي للمريض.

يمكن أن يكون الشره المرضي أحد علامات الاكتئاب ففي 50 بالمائة من حالات الشره المرضي يكون المريض يعاني أيضا من الاكتئاب وبنسبة 40 بالمائة من اضطرابات القلق والتوتر ولدى النساء أكثر مقارنة بالرجال وعدم تشخيص الحالة وعلاجها يمكن أن يجعل العلاج أصعب والحالة تدهور أكثر على المستوى النفسي والجسدي.

تكثر حالات الشره المرضي لدى الأشخاص الذين يتميزون بسلوك إنعزالي وبإنعدام الثقة في النفس كما تتدخل العوامل الوراثية أيضا لتجعل الفرد عرضة أكثر لاضطراب السلوك الغذائي ، كما يمكن أن تحدث هذه الاضطرابات بسبب بعض الاضطرابات الهرمونية أو اضطرابات النواقل العصبية والاضطرابات النفسية كما يتدخل كذلك العنصر الاجتماعي والضغط الذي يعانيه المريض أو المريض إذا كان نحيفا والتنمر الذي قد يطاله فيضطرب سلوكه الغذائي دون وعي منه.

يتم علاج حالات الشره المرضي لدى طبيب نفسي وباعتماد العلاج السلوكي المعرفي أو غيره من تقنيات العلاج لمساعدة المريض على تجاوز هذه الحالة وفي حال تم تشخيص المريض بالاكتئاب أو باضطرابات القلق والتوتر يقوم المختص بوصف أدوية مضادة للاكتئاب. ويتدخل أخصائي التغذية في علاج مرضى الشره من خلال تنظيم الأحاسيس الغذائية كإحساس الجوع والشبع.