الزواج غير المكتمل

الزواج غير المكتمل

الزواج غير المكتمل هو زواج مع استحالة العلاقة الجنسية وتعتبر هذه الحالة شائعة في مجتمعاتنا نظرا لقلة الوعي الجنسي وإنعدام الثقافة الجنسية إضافة إلى الضغط الذي يعيشه الأزواج منذ الليلة الأولى لإكمال العلاقة الجنسيىة والذي يؤثر على الزوج والزوجة، ومن أبرز مشاكل استحالة العلاقة الجنسية هي التشنج المهبلي بنسبة 54 بالمائة يليها مشاكل الانتصاب لدى الرجل بنسبة 26 بالمائة وأخيرا مشاكل القذف بنسبة 10 بالمائة.

التشنج المهبلي هو حالة انقباض عضلات الحوض والثلث الخارجي من المهبل مما يجعل عملية إيلاج العضو الذكري أو الإصبع أو حتى الأدوات الطبية أمرا شبه مستحيل، ويمكن أن يكون التشنج المهبلي أوليا أو ثانويا كما يمكن أن يكون جزئيا أو كاملا. وتشعر المرأة عند عملية الإيلاج برعشة وتوتر كبيرين كما تزداد سرعة نبضات القلب ويمكن أن تدخل المرأة في حالة من الخوف الشديد وتحاول منع الشريك وإبعاده عنها ويجب أن يكون الشريك في هذه الحالة متفهما ولا يضغط على المرأة لأن الحالة حينها ستزداد تعقيدا.

ويعود التشنج المهبلي عند المرأة لعدة أسباب أولها إنعدام الثقافة الجنسية أو قلة المعرفة بالثقافة الجنسية كما يمكن أن يكون التشنج ناتجا عن معلومات مغلوطة تملكها المرأة حول العلاقة الجنسية وعملية إفتضاض البكارة فتعقد أنها مؤلمة جدا ويعود هذا إلى المعلومات غير السليمة التي اكتسبتها. كما يتدخل دور المحيط في علاقة المرأة بجسدها والجنس فبعض النساء لا تعلمن الكثير عن أجسادهن لا سيما الأعضاء التناسلية وكيفية الممارسة الجنسية الصحيحة.

عند عيادة المختص سيقوم أولا بتجميع المعلومات حول المريضة من خلال سؤالها عن محيطها الذي نشأت فيه وعن طريقة إكتشافها للجنس أول مرة وما إذا كانت قد قامت بتجارب جنسية قبل الزواج أم لا كما يحاول المختص من خلال أسئلته أن يتعرف على علاقة المرأة بجسدها ومنظورها للجنس وخيالاتها الجنسية. ويجب أن يكون الشريك في هذه المرحلة متعاونا لأنه جزء هام من علاج المرأة فبعض التمارين التي يصفها المختص هي تمارين مشتركة بين المرأة والرجل. ومن بين الأسئلة التي يطرحها المختص أيضا ستخص الألم الذي تشعر به المرأة درجته وتوقيت الشعور به...

وبعد حصول التشخيص يبدأ العلاج وهو علاج معرفي سلوكي يسعى فيه الأخصائي طيلة فترة العلاج على تصحيح المفاهيم لدى المرأة ويقوم المختص بعرض الجهاز التناسلي على المرأة وتفسير وظيفته إلى جانب تفسير ماهية العضو الذكري والتأكيد على دور الإحماءات الجنسية في التحفيز للعلاقة وبفضل العلاج المعرفي السلوكي يبدأ منسوب التوتر الذي يصيب المرأة عند عملية الإيلاج في الانخفاض تدريجيا حتى يختفي وتحدث العلاقة الجنسية كاملة.

يشمل ضعف الانتصاب 20 بالمائة من حالات الزواج غير المكتمل ويتمثل في عدم القدرة على الانتصاب أو الاستمرار في الانتصاب حتى إكتمال العلاقة الجنسية وتعود هذه الحالة إما لأسباب نفسية أو عضوية أو لأسباب مشتركة. وعند فشل الانتصاب في اليوم الأول للزواج يكون السبب عادة عائدا إلى خوف الرجل من آدائه الجنسي أمام المرأة والضغط الذي يمارس عليه وعند فشل الانتصاب في الليلة الأولى عادة ما تتكرر محاولات القيام بالعملية الجنسية في الأيام اللاحقة وعندما يتكرر الفشل يدخل الرجل في حالة من التوتر التي تزيد من تعقيد الأمر وتسبب انقباض الأوعية الدموية الأمر الذي يؤدي إلى ارتخاء العضو الذكري.

بالنسبة للأسباب العضوية التي تؤدي إلى ضعف الانتصاب فهي تشمل إما مرضى السكري أو الأشخاص الذين خضعوا إلى عملية جراحية في منطقة الحوض أو الجهاز البولي كما يمكن أن تعود إلى مشاكل في الغدة الدرقية أو بعض الاضطرابات الهرمونية لذلك فإن التشخيص يسعى أولا للتأكد من عدم وجود أي مشكل عضوي وذلك من خلال وصف بعض التحاليل التي يقوم بها المريض والتي يتبين على إثرها إذا كانت هناك مشاكل عضوية تعيق الانتصاب وفي حال عدم وجود مشاكل عضوية فإن السبب يكون نفسيا وعلاجه يكون لدى المختص النفسي والجنسي ويمكن أن يصف المختص أدوية تسرع في الانتصاب لإكساب الرجل أكثر ثقة في النفس بالتوازي مع العلاج المعرفي السلوكي وتصحيح المفاهيم.

القذف المبكر هو قذف يحدث بعد حصول عملية مداعبة خفيفة من الشريكة أو بعد القيام بإيلاج لفترة قصيرة جدا ويتم تشخيص القذف المبكر إذا حدث القذف بعد دقيقة مباشرة من بداية العلاقة الجنسية ويؤدي هذا المشكل بطول المدة إلى فقدان الزوجة للرغبة الجنسية بما أنها لا تستطيع الوصول إلى النشوة كما أن هذا المشكل يجعل بعض الرجال يتجنبون بدورهم القيام بالعلاقة الجنسية وهو ما يخلق مشاكل في الحياة الجنسية للزوجين والذي يؤثر بدوره على علاقتهم بصفة عامة. وتعود سرعة القذف عادة إلى تعود الرجل على نمط سريع في القيام بالعلاقة إما بسبب غياب الخصوصية الذي يجعل ممارسة العادة السرية ينبغي أن يكون سريعا أو بسبب مضاجعة عاملات الجنس وهو ما يتطلب سرعة في إنهاء العلاقة وبطول المدة يتعود الجسم على نمط سريع للإثارة وللقذف ويمكن أن يكون السبب أيضا هو وجود رغبة جنسية مقابل القيام بعلاقات جنسية في فترات متباعدة.

وبعد التأكد من التشخيص يمكن أن يصف المختص مضادات اكتئاب لأن الدراسات قد أثبتت علميا أن القذف مسؤول عنه هرمون السيروتونين وبفضل أدوية مضادات الاكتئاب يمكن أن يلاحظ الرجل تحسن في توقيت القذف بعد مرور فترة قصيرة تتراوح بين 7 و 10 أيام وبالتوازي مع هذا العلاج يجب القيام أيضا بحصص علاج معرفي سلوكي للتعرف على تمارين تساعد في التحكم في توقيت القذف وتأخيره.