الزواج غير المكتمل

الزواج غير المكتمل

يصطلح بالزواج غير المكتمل هو الزواج الذي تتم فيه العلاقة الجنسية كاملة بما معناه عدم التمكن من القيام بعملية الإيلاج وعندما تتجاوز هذه الحالة الستة أشهر من تاريخ الزواج نتحدث هنا عن حالة مرضية تستحق تدخلا من طرف الأخصائي، ويتم التأكيد على ضرورة التريث لفترة منذ الزواج قبل استشعار وجود مشكل وتعد فترة الستة أشهر كافية للزوجين لمزيد التعرف على بعضهما البعض وعلى أجسادهما وتجاوز أي مخاوف قد يحملها أحد الطرفين ولكن إذا تجاوزت الحالة فترة الستة أشهر من المهم زيارة المختص والبح عن سبل لعلاج المشكل .

إن عوامل وأسباب عدم النجاح في إقامة علاقة جنسية كاملة تحقق رضا الطرفين لها عدة أسباب يمكن أن تكون ذات صلة بالمرأة أو الرجل على حد السواء كما يمكن أن تكون ناتجة عن غياب ثقافة جنسية وسيطرت معتقدات مغلوطة عن العملية الجنسية في أذهان الشريكين مما صعب القيام بالعلاقة كما نذكر أن السلوك الجنسي والكفاءة الجنسية مرتبط بعدة عوامل فيزيولوجية ونفسية معقدة إلى جانب العوامل الصحية وعامل السن والأمراض التي يعاني منها الفرد والتي قد تؤثر سلبا على حياته الجنسية .

• الأسباب المرتبطة بالرجل : توجد عدة أسباب تجعل من الزوج غير قادر على القيام بالعملية الجنسية كضعف الانتصاب وعدم القدرة على المحافظة عليه كأن يكون العضو منتصبا قبل بداية العلاقة وفي مرحلة المداعبة ثم يرتخي وسط العملية الجنسية وبالتالي تنعدم القدرة على الإيلاج ويعود ذلك إلى عدة أسباب قد تكون فيزيولوجية أو نفسية، إلى جانب ضعف الانتصاب يمكن أن يعاني الرجال كذلك من سرعة القذف والتي تكون أحيانا كبيرة حتى قبل الوصول إلى الإيلاج إضافة إلى انعدام الرغبة الجنسية بغض النظر عن وجود الانتصاب من عدمه .
• الأسباب المرتبطة بالمرأة : تكون الإشكاليات أكبر لدى النساء رغم أن الأسباب تكون أقل بالنسبة للمرأة ومقارنة بالرجل بالعودة إلى قلة تجارب المرأة الجنسية قبل الزواج وعدم إدراكها على النحو الكافي لجسدها وجسد الشريك وماهية العملية الجنسية وهو ما يجعل من حالات التشنج المهبلي السبب الأكثر انتشارا لدى النساء والمؤدي لعدم القدرة على القيام بالعلاقة، ويعد التشنج المهبلي حالة من الخوف المرضي تشعر به المرأة خلال عملية الإيلاج والذي يكون عادة ناتجا إما عن تجارب سيئة في السابق أو عن معتقدات خاطئة ترسخت لدى المرأة والتي تربط عملية الإيلاج بالآلام الشديدة وهو ما يجعل المرأة تعيش حالة من الخوف عند عملية الإيلاج ولا تكون قادرة على السيطرة عليها وهو ما يؤدي إلى حصول تقلصات لا إرادية للعضلة الدائرية المحيطة بفتحة المهبل تؤدي لغلق الفتحة وبالتالي لا يتمكن الرجل من القيام بعملية الإيلاج . ويأخذ علاج التشنج المهبلي في كثير من الأحيان فترة طويلة بعض الشيء. تعاني بعض النساء أيضا من انعدام الرغبة الجنسية فتكون الشهوة لديهن إما محدودة أو منعدمة رغم وجود العاطفة والمشاعر المتبادلة بين الزوجين وقد تستحق هذه الحالة فترة علاج أطول من التشنج المهبلي.

توجد عدة أسباب أخرى تجعل الزواج لا يكتمل بعلاقة جنسية ترضي الشريكين حيث من الممكن أن يكون الشخص مثلي الجنس ولكن إما يكون في حالة إنكار أو بسبب الضغوطات الاجتماعية وتكون رغبته بالتالي منعدمة رغم كل المحاولات المتكررة فبنسبة للرجل مثلا فغن قدرته على الانتصاب مرتبطة بالعاطفة وبالشهوة للطرف الآخر وبالتالي لا يحدث الانتصاب بقرار من العقل إذا لم يكن هناك إعجاب جنسي حتى رغم الاستعانة بالمحفزات الجنسية أحيانا . هذا ويرغب بعض الأشخاص خلال العلاقة الجنسية ببعض الممارسات غير المألوفة فلا تغريهم الممارسة الجنسية الكلاسيكية ولا تحدث لهم الإثارة إلا من خلال تطبيق هذه السلوكيات والممارسات وبالتالي إذا لم يجد شريكا مشابها له في هذه الرغبات قد لا يتمكن من القيام بعلاقة جنسية كاملة والاستمتاع بها .

يتغاضى العديدين على أهمية العلاج ويضلون لفترات طويلة في حالة إنكار أو تجاهل للأمر برمته ويعود هذا إلى غياب الثقافة الجنسية وهو ما يجعل هؤلاء الأفراد غير مهتمين بالعلاج ولا بمعرفة أسباب المشكل بل في كثير من الأحيان إذا طلب أحد الشريكين العلاقة أو البحث عن حل يقابل بالرفض والاتهام بأن الشريك لا يتهم سوى بالعلاقة الجنسية في تحقير وترذيل تام للممارسة الجنسية والسعي لجعلها مسألة ثانوية في حين أنها مسألة هامة ورئيسية في إنجاح الزواج والحفاظ على علاقة مستقرة خالية من المشاكل . نؤكد في هذا السياق على ضرورة زيارة المختص لمعرفة الأسباب الرئيسية لعدم اكتمال الزواج وبالتالي علاجها ويكون التشخيص على مستويات عدة نفسية وبيولوجية وهرمونية بحضور الزوجين وكلما كان التشخيص أدق كلما كان العلاج أنجع وفترته أقصر سواء أكان راجعا لأسباب بيولوجية يتم معالجتها أو أسباب نفسية يتم أيضا علاجها وتمكين الزوجين من الحد الأدنى من الثقافة الجنسية لإنجاح العلاقة .