الرضاعة الطبيعية

23/10/2022   صحة الرضيع   2174  
الدكتور المكور لسعد

الرضاعة الطبيعية

الرضاعة الطبيعية

تتذيل تونس أدنى مستويات الرضاعة الطبيعية في العالم إذ تشير الإحصائيات إلى أن نسبة 13 بالمائة فقط من النساء يقمن بالرضاعة الطبيعية وهي نسبة محبطة مقارنة بالفوائد الهامة التي توفرها الرضاعة الطبيعية على صحة الرضيع والأم كما تشير الدراسات أيضا إلى وجود نسبة قليلة جدا من الرضع الذين يتناولون حليب الأم خلال الساعات الأولى من الرضاعة رغم أهمية هذه العملية لتسهيل تقبل الرضيع لثدي الأم ولبناء العلاقة بين الأم وصغيرها. ويعود كل هذا أساسا إلى نقص في التوعية والتأكيد على أهمية الرضاعة الطبيعية كما تعود أيضا إلى نقص في إعداد الأم جسديا ونفسيا لمسألة الرضاعة الطبيعية على أهميتها.

متى يتكون حليب الأم وما هي فوائده

يبدأ الحليب في التكون بصدر الأم منذ منتصف الولادة وإذا حدث ولادة مبكرة يتم إعطاء الأم أدوية لتجفيف الحليب مما يؤكد وجوده قبل حدوث الولادة ولكنه يكون بداية عل شكل لبأ وعند حدوث الولادة يكون اللبأ موجودا بصدر الأم وله منافع كثيرا جدا فيكون غنيا بالبروتينات وكل العناصر الغذائية التي يحتاجها الرضيع ولذلك يمكن للأم منذ الساعات الأولى من الولادة بإرضاع الطفل وتكون كميات اللبأ الموجودة حوالي 20 مم وهي كمية كافية بالنسبة للرضيع وقتها . وبعد مدة يبدأ اللبأ في التحول ليصبح حليبا وتتغير مكوناته تدريجيا حتى تتأقلم مع نمو الرضيع وحاجياته الغذائية.

يحتوي حليب الأم على جملة من المكونات الهامة كالدهنيات والمضادات الحيوية وهنا يكمن الاختلاف بينها وبين الحليب المصنع فهو لا يحتوي على المضادات الحيوية ولهذه المضادات دور كبير في تعزيز مناعة الطفل ودعم قدرته على الدفاع عن نفسه من كل الأمراض، هذا ويحتوي حليب الأم كذلك على الحديد والكالسيوم التي تكون عملية امتصاصهما من طرف الجهاز الهضمي للرضيع أسهل و أسرع مقارنة بالحليب المصنع . وتضل فوائد الرضاعة الطبيعية صالحة حتى بعد أن يكبر الرضيع لتكون احتمالية إصابته بالحساسية والعدوى الجرثومية قليلة كما أثبتت الدراسات كذلك أن لهذا الحليب منافع أخرى كتقوية الأسنان والتقليل من احتمالية إصابته بالسمنة وبعض الأنواع السرطانية وأمراض القلب والسكري.

وللرضاعة الطبيعية كذلك منافع على صحة الأم فهي تقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي حيث تعتبر المرأة التي لم تقم بالإرضاع أكثر عرضة لخطر الإصابة بسرطان الثدي مقابل النساء المرضعات كما تحمي الرضاعة الطبيعية الأم من أمراض القلب هشاشة العظام كما تكون علاقتها بطفلها أفضل .

نقص الحليب في الثدي

لا توجد أي امرأة لا يتكون لديها حليب، فكل النساء لديهن الحليب لكن بعض الممارسات السيئة هي المسؤولة عن قلة إفراز الحليب ومن بين تلك الممارسات هي عدم القيام بالرضاعة الطبيعية أو الاستعمال المتكرر لزجاجة الرضاعة قد تجعل الرضيع يرفض ثدي الأم لاحقا هذا ويعتبر عدم الإرضاع بصفة منظمة عاملا وراء نقص إفراز الثدي للحليب ويقلل الضغط النفسي والإجهاد الذي تعيشه المرأة من كمية الحليب التي تفرزه . قد تحدث للنساء أحيانا مشكل خلال الحمل الأول لا يتمكن معه من الإرضاع لكن هذا لا يعني أن المرأة لم تعد قادرة على الإرضاع نهائيا بل إن كل حمل تتجدد فيه الخلايا والغدة المسؤولة عن إنتاج الحليب لذا من الممكن للمرأة أن تقوم بالإرضاع بصورة عادية خلال الحمل الثاني.

كيفية القيام بعملية الإرضاع الطبيعي

من المهم جدا أن يتحصل الرضيع على الحليب من ثدي الأم منذ الساعات الأولى من الولادة ومن ثم تصبح عملية الإرضاع تتكرر في فترات عديدة من اليوم بنا على طلب الرضيع فمن بين الممارسات الخاطئة والشائع حدوثها هي إرضاع الطفل حسب توقيت محدد بل الأسلم الانتظار حتى يبكي الرضيع ويطلب الغذاء وتختلف هذه الفترة من طفل لآخر إذ يوجد أطفال يطلبون الغذاء كل ساعتين بينما يوجد آخرين لا يطلبونه قبل الأربع ساعات وبالتالي يكون معدل عدد مرات الإرضاع يوميا فيما يتراوح بين ثماني مرات وبالنسبة للأطفال الذين لا يطلبون الإرضاع دائما يقوم طبيب الأطفال بمراقبة وزنه بصورة مستمرة وإذا لاحظ أي نقص في الوزن يطلب من الأم أن تضاعف عدد مرات الإرضاع . تستغرق مدة الإرضاع عادة حوالي 15 إلى حدود النصف ساعة ويوجد بعض الأطفال الذين ينتهون من الرضاع بعد دقائق معدودة وتختلف المدة الزمنية حسب سرعة امتصاص الرضيع للحليب وينصح الأم المرضعة أن لا تغير الصدر خلال عملية الإرضاع بل أن تنتظر حتى يفرغ الصدر الأول لأنه في الأخير توجد دهنيات في الصدر ستمر للرضيع وبالتالي سيشبع وينصح بأن تقوم الأم بتغيير الجهة التي تقوم بالإرضاع في كل مرة حتى يجد الرضيع الكمية المناسبة من الحليب في كل مرة .

وتعتبر طريق جلوس الأم وطريقة حمل الرضيع هامة جدا لإنجاح عملية الرضاعة فالطفل يجب أن يكون مسنودا تماما على يد الام وخاصة أن لا يكون رأسه يتدلى وأن يكون فمه مفتوحا بالكامل على حلمة الثدي حتى يتمكن من امتصاص الحليب فإذا لم يكن الرضيع مرتاحا في جلوسه سيرفض الرضاعة أو أن يقوم بإيلام الأم والأم بدورها يجب أن تكون طريقة جلوسها مريحة وتختلف حسب طريق الولادة إذ يمكن أن تكون جالسة أو مستلقية على ظهرها حتى تتمكن من إرضاع الطفل دون أن تشعر بأي قلق وتوجد وسائد رضاعة يعتبر استعمالها منتشر في الآونة الأخيرة لأنها تساعد في تصحيح طريق جلوس وحمل الرضيع خلال عملية الإرضاع.

ويمكن أن تتعرض الأم خلال الإرضاع إلى تقرحات وجروح طفيفة في رأس حلمة الثدي وعادة ما توجد دهنيات بالثدي وظيفتها تكون حمايته من هذه الإصابات لكن في حال حدثت هذه التقرحات أو الجروح يمكن للأم بعد إتمام الرضاعة الضغط على رأس الثدي قليلا ليخرج حليب تقوم بمسحه على الحلمة لأنه يساعد على الإسراع من عملية شفاء تلك الجروح، هذا ويمكن للأم أيضا استعمال بعض الكريمات المزيلة للجروح . وفي بعض الحالات قد يرفض الرضيع ثدي الأم أو أن تكون الأم تعمل وفي هذه الحالة ولتجنب إعطاء الرضيع الحليب المصنع يمكنها اعتماد آلة شفط الحليب من الصدر وتقديمه في وقت لاحق ويمكن تخزين هذا الحليب كذلك لفترات طويلة بالثلاجة بحيث تقوم بإخراج الكمية التي تستحقها في كل مرة تحتاجها مع التأكيد على أنه في حال تم تسخين ذلك الحليب يجب إعطاءه مباشرة للرضيع ولا يمكن إعادة تخزينه ثانية لأنه سيفقد قيمته الغذائية .


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery