العلاج الكيميائي،الهرموني والموجه لعلاج سرطان الثدي

27/10/2022   صحة المرأة   1958  
الدكتورة امنة طريقي ساسي

العلاج الكيميائي،الهرموني والموجه لعلاج سرطان الثدي

العلاج الكيميائي والهرموني والموجه لعلاج سرطان الثدي

إن سرطان الثدي هو أول سرطان يصيب النساء عالميا ومحليا ويعتبر ثاني سبب للوفاة بالسرطان لدى النساء وبالنسبة لكل 8 نساء هناك إمرأة معرضة للإصابة بسرطان الثدي أما في تونس يبين السجل الوطني إصابة حوالي 3500 إمرأة سنويا بسرطان الثدي 80 بالمائة من هذه النسبة يكن قد تجاوزن سن الخمسين. وتعود أصول سرطان الثدي لخلل جيني يحدث على مستوى خلايا الثدي ويحولها إلى خلايا سرطانية مما يجعلها تتكاثر بطريقة عشوائية وغير مراقبة من طرف الجهاز المناعي كما تعتبر الخلايا السرطانية وخلافا للخلايا العادية قادرة على مغادرة عضوها والانتقال عبر الأوعية الدموية لتستقر في أعضاء أخرى من الجسم وهي تعتب مرحلة انتشار السرطان وتفرعه في الجسم.

الأسباب
  • عامل السن : إذ تؤكد الدراسات أن النساء المتقدمات في السن وفي فترة إنقطاع الحيض هن أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي مقارنة بغيرهن من النساء
  • نمط الحياة : تتداخل عدة عناصر في نمط حياة الفرد تجعله أكثر عرضة من غيره للإصابة بسرطان الثدي ومن ذلك الكحول والتدخين وقلة الحركة إلى جانب عامل السمنة
  • التقلبات الهرمونية : تعتبر التقلبات الهرمونية احد عوامل الترفيع من خطر الإصابة بسرطان الثدي وتكون النساء اللواتي بلغن سن الحيض مبكرا أو كانت فترة توقف الطمث لديهن متأخرة أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي إلى جانب النساء اللواتي يتأخرن في الإنجاب أو لم ينجبن في حياتهن ولم يرضعن
  • العامل الوراثي: النساء اللواتي لديهن تاريخ عائلي مع مرض سرطان الثدي أو سرطان المبيض يكن أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي
التشخيص

يهدف التشخيص إلى اكتشاف وجود السرطان مبكرا قبل ظهور الأعراض لذلك ينصح النساء اللواتي بلغن ال 45 سنة القيام بتقصي مبكر حول السرطان بمعدل مرة كل سنتين أما بالنسبة للنساء اللواتي لديهن تاريخ عائلي أو ماضي الإصابة بسرطان الثدي القيام بصفة دورية بالتشخيص المبكر حتى قبل سن 45 لأنه كلما كان اكتشاف السرطان وهو في مراحل مبكرة كلما كانت نسبة الشفاء منه عالية.

ويوجد نوعين من التقصي الأول يكون ذاتي تقوم بها المرأة مرة كل شهر بعد مرور حوالي أسبوع عن نهاية الدورة الشهرية لوحدها في المنزل من خلال الوقوف أمام المرآة وتأمل منطقة الصدر وتحسسها للشعور بكتلة إذا وجدت ولملاحظة أي تغييرات على مستوى الثدي كتغير لون الثدي أو شكله أو شكل الحلمين أو خروج سائل منهما . كما يوجد كذلك فحص طبي يتمثل في صورة شعاعية للثدي يقوم بها المختص في حال الشك في وجود إصابة ، أما بالنسبة لسحب العينة فهي تقنية معتمدة للتأكد من وجود سرطان الثدي وتحديد صنفه.

أنواع سرطان الثدي
  • سرطان الثدي الموضعي: وهي الحالة التي يكون فيها السرطان لازال متموقعا في مكانه لم يتحرك ولم يبدأ في الانتشار وهو ما يجعل علاجه ناجعا بنسبة 100 بالمائة ويكون العلاج جراحيا مع القيام ببعض حصص العلاج بالأشعة
  • السرطان الهرموني: هو أحد أنواع سرطانات الثدي الذي يكشف عند تشخيصه وجود مستقبلات هرمونية على سطح الخلية السرطانية وتمثل تلك المستقبلات الهرمونية بوابة لدخول الهرمونات إلى الخلايا المسرطنة ويكون علاج هذا النوع من السرطان علاجا هرمونيا يقدم فيه المختص للمصابة أدوية مضادة للهرمونات تقوم بمنع دخول الهرمونات إلى المستقبلات الموجودة على سطح الخلية
  • سرطان الثدي الموجب لمستقبل عامل نمو البشرة 2 لدى البشر : ويوجد في سطح الخلية المصابة بهذا النوع من السرطان عدد كبير جدا من مستقبلات هذا الجين ويتم في هذه الحالة اعتماد العلاج الموجه ضد المستقبلات الموجود على سطح الخلية بهدف الوصول إليها وتدميرها
  • سرطان الثدي السالب : هو النوع الأشرس من سرطان الثدي وذلك لعدم احتوائه على أي نوع من المستقبلات وبالتالي لا يكون متجاوبا مع العلاج الهرموني والعلاج الموجه وبالتالي يتم المرور في هذه الحالة إلى العلاج الكيميائي أو العلاج المناعي

إثر تشخيص الإصابة بسرطان الثدي وتحديد نوعه يتم وضع خطة علاجية للمريض حسب حالته وتكون الجراحة حاضرة في هذه الخطة لأنه تعتبر مفتاح علاج سرطان الثدي كما يعتمد العلاج أيضا على الأشعة والتي يتم تسليطها على المنطقة المصابة لتدمير كل الخلايا السرطانية الموجودة بها

العلاج الكيميائي لسرطان الثدي

يهدف العلاج الكيمائي لسرطان الثدي إلى وقاية المريض وحمايته ضد عودة ظهور الخلايا السرطانية ثانية ويكون العلاج الكيميائي إما عن طريق الحبوب الدوائية أو عن طريق الحقن الوريدي ويمكن اعتماد العلاج الكيميائي إما قبل الجراحة أو بعدها ويتم اعتمادها قبل الجراحة خاصة في حالات التهاب الصدر أو بهدف التقليل من حجم الخلايا السرطانية لتجنب استئصال الثدي كاملا عند الجراحة. وتتمثل حصة العلاج الكيميائي في حقن محلول كيميائي يدخل في الدورة الدموية لجسم الإنسان ويقوم بقتل كل الخلايا سريعة الانقسامات وهي الخلايا السرطانية أساسا، لكن العلاج الكيميائي أيضا قد يقتل بعض الخلايا الحميدة كخلايا الشعر والمناعة والجهاز الهضمي وهو ما يتسبب في ظهور مضاعفات تؤثر على صحة المريض.

مضاعفات العلاج الكيميائي لسرطان الثدي
  • التقيؤ والغثيان: يسبب العلاج الكيميائي تقيؤا وعثيانا شديدين ولكن توجد الآن أدوية يتم وصفها للمريض وهي فعالة لمنع الغثيان وبالتالي يتمكن المريض من الأكل وممارسة حياته طبيعيا كما ينصح المريض خلال فترة العلاج الكيميائي تقسيم أوقات الأكل وتجنب الأكلات الدسمة والغنية بالروائح وتناول أغذية صحية وسريعة الهضم
  • ضعف المناعة : يسبب العلاج الكيميائي ضعفا في المناعة الفردية لذلك يتم عادة وصف أدوية لتنشيط المناعة حتى تعود إلى حالتها الطبيعية كما ينصح المختص المصابة بحماية نفسها ووقايتها من العدوى الفيروسية والجرثومية خلال فترة العلاج الكيميائي
  • تساقط الشعر: يعتبر تساقط الشعر من أكثر الأعراض الجانبية التي تصاحب العلاج الكيميائي والتي لا توجد لها علاجات دوائية فتساقط الشعر سيحدث في كل الحالات ولكن يجب التأكيد على أن هذه الحالة وقتية فبمجرد انتهاء العلاج الكيميائي سيعود الشعر إلى الظهور من جديد
  • تقرحات في الفم : من الممكن أن تظهر لدى المرضى الخاضعين للعلاج الكيميائي بعض التقرحات والإصابات في الفم لذلك يقدم المعالج للمريض غسولا للفم يستعمله طيلة فترة العلاج لحماية الفم من أي إصابات
  • تأثيرات على الحمل والخصوبة: يؤثر العلاج الكيميائي على خصوبة المرأة أحيانا لذلك يمكن للنساء الراغبات في الحمل وقبل بداية العلاج الكيمائي تجميد بويضاتهن وبعد انتهاء فترة العلاج واستراحة الجسم يمكن القيام بتخصيب تلك البويضات في حال لم تتمكن المرأة من الحمل طبيعيا ، أما بالنسبة للنساء الحوامل المصابات بسرطان الثدي توجد بروتوكولات وخطط علاجية تهدف إلى حماية الجنين والحفاظ عليه من ذلك تجنب العلاج الموجه والابتعاد عن بعض الأدوية خلال فترة العلاج الكيميائي كما يمكن للنساء الحوامل أن يخضعن للجراحة لاستئصال الورم إذا لم يرى المختص خطرا على صحة الأم والجنين


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery