الجلد يتمتّع بمرونة لا تصدّق ويسجّل الأحاسيس بكلّ دقّة

12/01/2022   صحة عامة   1452   med.tn

الجلد يتمتّع بمرونة لا تصدّق ويسجّل الأحاسيس بكلّ دقّة


الجلد ببساطة هو معجزة. فإذا اهتممت به كما ينبغي بأن تحافظ عليه في ظروف عمل ملائمة لمدى الحياة, إذ يصعب على أيّ غلاف مرن صنعه الإنسان للحماية الصّمود طوال هذه المدّة. فالبلاستيك يصبح صلبا و متشقّقا والمطّاط متفسّخا.

لكنّك إذا إستمرّيت طبعا في إهمال جلدك شهرا بعد شهر وعام بعد عام فسوف تأذيه في نهاية المطاف فتظهر عليه علامات الشّيخوخة المبكّرة. ومع ذلك لن يتوقف قطّ عن العمل. قد تتعرّض لتوقّف جهاز دوران الدم أو قد تعاني من سرطان الجلد الّذي يمكن أن ينتقل إلى مكان أخر في الجسم فيصبح مميتا أو قد يعرّضك إلى توقّف في القلب لكن يستبعد الموت بسبب قصور في عمل الجلد.

الجلد معالج ذاتيّ لنفسه

عندما يخدش الجلد يمكن أن يبقى مخدوشا وعندما تقطعه يظلّ أثر الجرح للأبد لكنّه يمكن أن يشفى بسرعة دون أن يخلّف أيّ أثر. حيث يمكن معالجة الجروح البليغة دون ترك أيّ أثر حتّى إن كانت هذه الجروح بليغة وعميقة و تظلّ مجرّد ندبة وراءه وفي هذه الحالة تكتشف أنّ جلدك يعمل كما يجب.

مرن ومطّاطيّ بشكل مدهش

يستطيع الجلد أن يتمدّد ويتقلّص بشكل مدهش في ايّ لحظة مثل شريط مطّاطيّ وهو ما يعرف بالمرونة الفوريّة كذلك فإنّ بطن المرأة الّذي يتمطّط عند الحمل ليتضاعف حجمه عدّة مرّات ثمّ يتقلّص و يعود إلى ما كان عليه هو ما نطلق عليه المرونة طويلة الأمد.

فضلا عن ذلك فإنّ جلدك يحافظ على مرونته الفوريّة في كلّ مرحلة من مراحل المرونة طويلة الأمد. وإذا شاهدت يوما مباراة ملاكمة للوزن الثّقيل لا يمكنك سوى أن تندهش لقدرة جلد الملاكمين على الصّمود أمام هذه اللّطمات الوحشيّة. و على الرّغم من أنّ الجلد قد يخدش أو يجرح لكن دوره لن يتعطّل أبدا فهو حسّاس لدرجة شعوره بملامسة الرّيشة أو بأكثر القبلات خفّة بيد انّه قاس كفاية ليصمد أمام الأذى البالغ الّذي يمكن أن يتعرّض له.

يسجّل الأحاسيس بكلّ دقّة ممّا يسمح للدّماغ بالتّمييز فيما بينها

يمكننا القول فورا ما إذا كان الجلد قد وخزته إبرة أو خدشته وردة, وما إذا كان الماء باردا أو ساخنا وما إذا كانت ثمرة الخوخ ذات قشرة ملساء ومخمليّة ناضجة أو مجعّدة وليّنة يسهل أكلها حتّى و إن كنّا نياما تستمرّ حاسّة اللّمس لدينا في العمل , فإذا حطّت ذبابة على أنفك ستضربها بينما تستمرّ في النّوم

و يمكنك أن تحكّ جلدك إن تطلّب الأمر ذلك دون أن تستيقظ أيضا. و يتذكّر الجلد الأحاسيس بكلّ دقّة فإذا كنت مستلقيا على رقعة من الجلد لفترة طويلة فإنّ قدرة جلدك على الإحساس بالضّغط تجعلك تندفع إلى التقلّب أثناء النّوم.

يتمتّع بمرونة لا تصدّق

من خلال ميزة الجلد الّتي يتميّز بها وهي التجدّد فهو يصمد أمام الإشعاع فوق البنفسجي الّذي يستطيع في غضون أشهر أن يجعل لون السّتائر باهتا وأمام سلسلة متواصلة من الحروق والضّربات العنيفة والخدوش الّتي تترك معظم المواد الّتي صنعها الإنسان بالية و تملؤها الثّقوب.


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery