التدخين السلبي وسبل الإقلاع عن التدخين

17/10/2023   1027  
التدخين السلبي وسبل الإقلاع عن التدخين

يشكل التدخين السلبي خطرا على المدخن وعلى محيطه على حد السواء. ونعني بالتدخين السلبي هو استنشاق الهواء العادي المختلط بالهواء الملوث النتاج عن انبعاثات السجائر، ويشكل التدخين عموما خطرا كبيرا على المدخنين ومرافقيهم حيث تشير الإحصائيات إلى وفاة ما يقارب المليون شخص سنويا بسبب الأمراض الناتجة عن التدخين وينتمي أغلب هؤلاء الأشخاص إلى المناطق النامية ومتوسطة أو ضعيفة الدخل والتي تنتشر فيها آفة التدخين بكثرة. ويشكل التدخين السلبي خطرا صحيا على محيط المدخن حيث يمكن اعتباره السبب الرئيسي وراء ظهور أمراض السرطان لغير المدخنين وخاصة سرطان الرئة والأنف والحنجرة.

مكونات السجائر ومخاطرها

تتكون السجائر من حوالي 6000 مكون خطر التي تنبعث من السجائر عند احتراقها كمادة القطران وأحادي أكسيد الكربون والرصاص وغيرها من المواد الضارة بالصحة والتي لها علاقة مباشرة وراء الإصابة بالسرطان. وتحتوي السجائر أيضا على مادة النيكوتين التي من دورها خلق علاقة الارتباط والإدمان بين المدخن والسيجارة وعندما تقل نسبة النيكوتين في الجسم يشعر المدخن بأعراض مزعجة كآلام الرأس والتوتر والاضطراب.

والإنسان التي يتعرض إلى التدخين السلبي يتعرض أيضا إلى مادة النيكوتين التي تخلق له لا شعوريا ارتباطا بالسجائر فيصبح دائم السعي إلى مرافقة المدخنين واستنشاق انبعاثات السجائر عن غير وعي منه وبطول المدة عندما يقل تعرضه إلى السجائر يعاني من أعراض انسحاب شبيهة بالأعراض التي تظهر على المدخن عند البقاء مدة طويلة بلا تدخين.

وسائل الإقلاع عن التدخين والحماية من التدخين السلبي

من أهم الطرق لمحاربة التدخين هي رفع الوعي الجماعي حول مخاطر السجائر على الصحة العامة على المدخن وعلى المحيطين به من غير المدخنين ومن ثم التوعية بوسائل الإقلاع عن التدخين خاصة وأن التخلص من التدخين ليس عملية سهلة ولا ينجح فقط 5 بالمائة في الإقلاع عن التدخين بمفردهم دون مساعدة طبية بينما يفشل باقي الراغبين في الإقلاع عن التدخين ويعودون إلى السجائر ثانية ويعود ذلك إلى سببين أساسين وهما الإدمان السلوكي والإدمان البيولوجي على التدخين ويعرف الإدمان البيولوجي بأنه إدمان الجسم على مادة النيكوتين وبالتالي عند تراجعها في الدم تظهر على المريض أعراض توتر وانزعاج كبيرين وتزداد حدة الأعراض تدريجيا كلما طالت فترة الانقطاع عن التدخين وهو ما يجعل الشخص يفشل في عملية الإقلاع ويعود إلى تدخين السجائر مجددا.

ولذلك تعتبر عيادات الإقلاع عن التدخين خطوة ضرورية لكل شخص راغب في التخلص نهائيا من إدمان التدخين ويمكن مساعدة المدخن بتوفير بدائل النيكوتين إضافة إلى نصحه باستخدام السجائر الالكترونية والتبغ المسخنين لتعويض السجائر الكلاسيكية شرط أن يكون استخدام هذا النوع من السجائر هدفه الإقلاع النهائي عن كل أشكال السجائر بأنواعها.

وإضافة إلى الإدمان البيولوجي لا بد من التوعية والتعريف بماهية الإدمان السلوكي لعادة التدخين والتي لا تقل خطرا عن الإدمان البيولوجي فالمدخن وإضافة إلى إدمانه على مكونات السجائر الضارة فهو قد يدمن أيضا فعل التدخين في حد ذاتها خاصة عند ربطه بمختلف مشاعر الإنسان في الحياة فيجد الإنسان نفسه محروما من عيش متع الحياة ومشاعرها دون سجائر فعند الفرح مثلا يشعر بحاجة إلى التدخين حتى تكتمل مشاعر الفرح داخله وعند الحزن والتوتر يبحث عن السجائر أيضا لتحسين مزاجه وبالتالي فإن التعلق بالسيجارة يصبح كبيرا جدا كلما زاد عدد سنوات التدخين ولذلك وعند عيادة المختص للإقلاع عن التدخين لا بد أن يخضع المدخن إلى إعداد نفسي وسلوكي أيضا.

إن الإقلاع عن التدخين هو خطوة جريئة وشجاعة فهي بمثابة الانطلاقة الجديدة في الحياة فبعد بضع أيام من الإقلاع يلاحظ المريض انتظام دقات قلبه وبعد سنة من الإقلاع يتراجع خطر إصابته بالنوبات القلبية والدماغية إلى المنتصف وتتحسن الحالة الصحية للفرد الذي أقلع عن التدخين سنويا فيستعيد عافيته وتزداد حظوظه للعيش بشكل أفضل.


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery