التحاليل الطبية : منذ سحب العينات وصولا إلى النتائج

التحاليل الطبية هي اختصاص مهم جدا تسمح بسحب أي سائل من سوائل الجسم وتحليله لأغراض مختلف إما لتأكيد التشخيص أو لاكتشاف مرض ما أو لمتابعة تطور حالة المريض بعد فترة من العلاج وبناء على نتائج التحاليل يقرر المختص المواصلة في نفس طريقة العلاج أو تغيير الدواء أو تغيير عدد الجرعات..

المسار الأكاديمي للمختص في التحاليل الطبية

إن اختصص التحاليل الطبية يمكن أن يتخصص فيه إما طبيب أو صيدلي فبعد دراسة الطب أو الصيدلة يمكن للطالب الترشح لاختبار الإقامة ( Résidanat) وفي حال النجاح يمكن أن يختار التخصص في مجال التحاليل الطبية ويستكمل دراسته لمدة أربع سنوات ليستطيع بعدها فتح مخبر تحاليل طبية كما يمكنه أن يختار استكمال مساره الأكاديمي من خلال التدريس في الجامعة.

الاحتياطات اللازمة قبل القيام بالتحاليل

تختلف الاحتياطات اللازمة الواجب اتخاذها قبل التحاليل حسب نوعها وعادة ما يوجه الطبيب المختص أو المباشر المريض ويقدم له كل النصائح الضرورية قبل القيام بالتحاليل. وعموما فإن التحاليل عادة ما تشترط الصيام والاقتصار فقط على شرب الماء وبالنسبة لأصحاب الأمراض المزمنة لا بد لهم من استشارة الطبيب المباشر حول إمكانية شرب أدويتهم قبل القيام بالتحاليل.

وبينما تشترط عدة أنواع من التحاليل الصيام، توجد بعض الأنواع الأخرى التي لا تتطلب الصيام ويمكن القيام بها في أي وقت من اليوم كتحليل فقر الدم، تحليل التهاب المفاصل،بينما يعتبر الصوم ضروريا بالنسبة لتحاليل قيس نسبة الشحم في الدم وتحاليل الكالسيوم وتحاليل بعض أنواع الهرمونات. وبالنسبة للتحاليل العادية فهي تشترط الصيام لما لا يقل عن الثماني ساعات بينما تشترط بعض التحاليل الأخرى الصيام لمدة 12 ساعة.

أنواع التحاليل

يقوم مخبر التحاليل الطبية بمختلف أنواع التحاليل لمختلف سوائل الجسم (الدم، البول، البراز، المني...) إلا بالنسبة لفحص العينات المتعلقة بالأورام السرطانية فهي تندرج ضمن اختصاص آخر غير التحاليل الطبية. وبالنسبة لمدة خروج النتائج فقد يستغرق البعض منها بضع سويعات كالتحاليل الروتينية بينما تستغرق بعض التحاليل الأخرى كالتحاليل الجرثومية 24 ساعة إذا كانت سلبية و 48 ساعة إذا كانت إيجابية.

كيفية قراءة نتائج التحاليل

تقدم نتائج التحاليل عادة في جدول يحتوي على المعدلات الدنيا والقصوى الطبيعية لكل نسبة وبناء عليها يحدث التقييم ولتحديد المعدلات الدنيا والقصوى الطبيعية يتم القيام بإحصائية تشمل 120 عينة على الأقل تتضمن أشخاصا ذوي صحة إيجابية وبناء على النتائج المتحصل عليها يتم تحديد المعدلات الطبيعية. وتجدر الإشارة إلى أن النتائج التي تكون أقل من المعدلات الطبيعية الدنيا ليست بالضرورة مؤشرا على وجود مشكل ما بل إن المعدلات القصوى والطبيعية يمكن أن يندرج ضمنها 5 بالمائة من الأشخاص الذي يكون نتائجهم أقل من المعدلات الدنيا الطبيعية ولكنهم بصحة جيدة لذا ينصح بإعادة الاختبار في هذه الحالة وإذا عادت النتائج إلى وضعها الطبيعي فهو دليل على سلامة المريض أما إذا ضلت النتائج تحت المعدلات الدنيا الطبيعية فهو مؤشر على وجود مشكل صحي ما.

يمكن للمريض قراءة نتائج التحاليل لوحده لكن هذا غير كاف فلا بد من عيادة مختص الذي سيقوم بقراءة النتائج وتقييم حالة المريض بناء على الأعراض التي يعاني منها وعلى سجله المريض.

ويشار إلى أن مخابر التحاليل الطبية قابل للوقوع في الخطأ ولو بنسب ضئيلة رغم أن جل المخابر تقوم بفحص التحاليل عبر بروتوكولات دقيقة لتقليل هامش الخطأ قدر الإمكان. كما يتدخل في هذه الحالة الطبيب البيولوجي الذي سيقوم بقراءة نتائج الاختبارات والتأكد من صحتها ودقتها قبل تسليمها للمرضى.