الأمراض الرئوية المزمنة: لماذا تشتد أعراضها في الصيف أكثر؟

الأمراض الرئوية المزمنة: لماذا تشتد أعراضها في الصيف أكثر؟

يعتبر الجهاز التنفسي من أكثر الأعضاء المعرضة بصورة مباشرة لتغيرات البيئة ودرجات حرارة الطقس ونوعية الهواء لذلك غالبا ما تصيبه العديد من الأمراض والإشكالات ولعل أكثرها انتشارا هو الربو و هو مرض قد يكون مؤقت أو مزمن يصيب العشيبات الهوائية يؤدي لانسدادها مما يعقد عملية عبور الهواء فيها كما توجد كذلك الانسداد الرئوي المزمن وهو من الأمراض الشائعة التي تصيب الجهاز التنفسي والتي تنتج أساسا عن التدخين.

تزداد أعراض هذه الأمراض حدة غالبا في فصل الشتاء نظرا لانتشار الفيروسات وكثرة التعرض لنزلات البرد بصورة متكررة لكن قد تظهر هذه الأعراض كذلك صيفا نظرا لعدة أسباب.

فيما يلي سنقوم بذكر مختلف الأعراض التي قد تظهر لدى المصابين بالربو أو الانسداد الرئوي:

الربو : بالنسبة للربو و الذي نعني به حدوث انسداد مؤقت في الشعيبات الهوائية نتيجة التهابها الراجع لعدة أسباب منها الوراثية كما لا يمكن تجاهل العوامل البيئية المسببة لهذا المرض كالجراثيم والطفيليات المنتشرة في الهواء إلى جانب حبوب تلقيح النبات خاصة ممن يعانون حساسية من هذه الحبوب ومن بين أعراضه نذكر:

• السعال الجاف
• ضيق في التنفس
• صفير أو خشخشة في الصدر خاصة عند النوم
• آلام في الصدر
• الإعياء السريع عند القيام بمجهود بدني

وجب التنبيه إلى أن هذه الأعراض تختلف حدتها من شخص لآخر باختلاف درجات الربو والتي تنقسم إلى ثلاث درجات:

• الربو الخفيف: لا يكون مستمر عادة يظهر من مرة في الأسبوع إلى مرة في الشهر وتكون أعراضه خفيفة خالية من النوبات الحادة
• الربو المتوسط: قد يحدث من مرة إلى مرتين أسبوعيا من احتمالية خفيفة لحدوث أزمة حادة تمتد من مرة واحدة في الشهر إلى مرة في السنة
• الربو القوي: هو ربو مستمر يحدث يوميا ويشتد خاصة في الليل مما يحدث مشكلات في النوم وقد تحدث للمريض بهذا النوع من الربو أزمة حادة مرة في الأسبوع أو مرة في الشهر
• الانسداد الرئوي : هو مرض مزمن ويحدث نتيجة حدوث ضرر كبير في الرئة يعود سببه الرئيسي إلى التدخين وتظهر أعراضه التي تبدأ بـ التفاقم تدريجيا بصورة واضحة خاصة بعد تجاوز سن الأربعين

ومن بين هذه الأعراض نذكر :

• ضيق في التنفس خاصة عند القيام بالأنشطة البدنية
• سعال مزمن قد تصاحبه مخاط أو بلغم
• أزيز في الصدر
• ضيق وألم في الصدر

يرافق موسم الصيف تغييرات بيئية وسلوكية لدى الأفراد إذ عادة ما يؤدي الارتفاع الشديد في درجات الحرارة خاصة في السنوات الأخيرة إلى اللجوء لأساليب التهوية والتبريد لعل أهمها المكيف فتسبب هذه العوامل في حدوث صدمات وأزمات حادة خاصة بالنسبة لأولئك الذين يعانون مسبقا من الأمراض التنفسية المزمنة ، ويكمن الخطر في استعمال المكيف انه يكون حاملا في شفراته جراثيم وغبار لذلك عند فتحه واستعماله دون القيام بتنظيفه سيكون الهواء الخارج منه مصحوبا بهذه الجراثيم والغبار والتي تمر مباشرة إلى الجهاز التنفسي ويؤثر فيه .

إلى جانب التكييف يصاب الانسان في فصل الصيف أيضا بجفاف في الجسم نتيجة تعرض الفرد لدرجات حرارة مرتفعة في فترات زمنية طويلة نسبيا وبما أن الإنسان يحتاج إلى مجهود لتعديل درجة حرارة جسمه فسيكون هذا المجهود على حساب جهازه التنفسي وهو ما يجعله عرضة لأزمة حادة للربو أو الانسداد الرئوي

لعل من أهم ما يميز هذه الأمراض الرئوية هو وضوح أسبابها خاصة بالنسبة لمرضى الانسداد الرئوي إذ يعتبر الإقلاع عن التدخين أو التخفيف من كمية السجائر المدخنة يوميا من أهم الأساليب الوقائية المنصوح بها من قبل مختص وينصح كذلك باتباع قواعد معينة عند التدخين على غرار تجنب التدخين السلبي و التدخين في الفضاءات المفتوحة ، هذا و من المنصوح كذلك سواء بالنسبة للأشخاص الحاملين للأمراض الرئوية المزمن أو غير الحاملين لها والساعين لاتباع أساليب وقائية لتجنبها التنظيف المستمر للمكيف لتجنب مرور الهواء الملوث إضافة إلى القيام بالرياضة في المناطق المفتوحة كالمسالك الصحية والحدائق وتجنب قاعات الرياضة لأنها غالبا ما تكون مغلق وبالتالي إمكانية الحصول على هواء نقي تكون ضعيفة .