مرضى الجهاز التنفسي ورمضان

مرضى الجهاز التنفسي ورمضان

هناك عدة أمراض تصيب الجهاز التنفسي وتؤثر على قدرة الشخص على صوم شهر رمضان ، ولعل أهم هذه الأمراض هي مرض الربو الذي يكثر خاصة خلال فصل الربيع ويوجد نوعين من مرضى الربو : الأول هو مرضى الربو الذين تكون حالتهم مستقرة ويستعملون البخاخات بصورة منتظمة ويكونون عادة قادرين على الصوم كما نؤكد في نفس السياق أن البخاخات ليست مفطرة لأنها لا تصل إلى الأمعاء بل فقط إلى القصبات الهوائية، بينما يوجد نوع آخر من مرضى الربو الذين تتعكر حالتهم خاصة خلال فصل الربيع وعندما يزورون مختصا يصف لهم أدوية قصيرة المدة تستعمل لمدة أسبوع تقريبا ويجب على هؤلاء الأشخاص أن لا يصوموا طيلة استعمالهم للأدوية ثم العودة إلى الصيام مجددا بعد انتهاء الأدوية.

هذا ويوجد أيضا مرضى الالتهابات والانسدادات المزمنة في القصبات الهوائية والتي يكون سببها الرئيسي عادة التدخين وإذا كانت حالاتهم مستقرة ويستعملون البخاخات بانتظام يمكنهم الصوم أما إذا كانت حالاتهم الصحية مضطربة فلا ينصح بصومهم.

من بين أمراض الجهاز التنفسي نجد المرضى الذين بلغو مراحل متقدمة في التهاب القصبات الهوائية وانسدادها وأصبحوا يعانون من القصور الرئوي ويستعملون الأكسجين ويكونون عادة نحيفين لا يأكلون جيدا ولذلك لا ينصح بصيامهم لأنهم سيكونون دائما بحاجة إلى شرب الماء وإلى تقسيم أوقات الأكل بينما يوجد أيضا أشخاص مصابين بالتهاب مزمن في الرئة ولا يجدر بهم الصيام إلا بعد التعافي شأنهم شأن الأشخاص الذين يعانون من أعراض الكوفيد طويلة المدى والتي أثرت على جهازهم التنفسي لذلك لا ينصح بصومهم إلا بعد التعافي من مخلفات الكوفيد .

إن الإصابة بالسل خاصة خلال الأشهر الأولى تستحق أن يفطر خلالها المريض لأن الأدوية لا بد من أخذها في مواعيدها كما أن تأثيرها سيكون قويا على الجسم الذي ستكون مناعته ضعيفة وبالتالي سيحتاج إلى تناول الأغذية وشرب الماء بكثرة.

وأخيرا يعتبر شهر رمضان فرصة جيدة للإقلاع عن التدخين الذين يعتبر أحد أهم العوامل الرئيسية وراء الإصابة بأغلب الأمراض المرتبطة بالجهاز التنفسي وقد يساعد نظام العيش الجديد المعتمد خلال شهر رمضان على التقليل من كمية السجائر المدخنة تدريجيا لتعويد الجسم على غياب النيكوتين تدريجيا وهو ما قد يسهل عملية الإقلاع عن التدخين.