آلام الرقبة

ما هي الرقبة؟

الرقبة هي محور هام جدا يربط الرأس ببقية الجسم ويذكر أن الرأس قد يصل وزنه إلى حوالي 5 أو 8 كغ وهو حجم كبير نسبيا مقارنة بالرقبة ولذلك يكون دور الرقبة شاقا ومهما في نفس الوقت بما أنها ستحمل جسما ثقيلا وستقوم بتحريكه في كل الاتجاهات وإسناده بصورة دائمة. وتتكون الرقبة من 7 فقرات و7 عضاريف إلى جانب البلعوم والذي يسمح بمرور الغذاء إلى المعدة والقصبة الهوائية والأوردة والشرايين والعضلات والأربطة وبالتالي تكون الرقبة مركبة من عدة أجزاء وأي جزء يصاب بمشكل من الممكن أن يتسبب في حدوث ألم بالرقبة.

تمس أوجاع الرقبة أكثر من نصف الكهول بمعدل مرة سنويا وعادة عند زيارة المريض للمختص لا يذكر له سوى الألم الذي يشعر به ولكن من دور المعالج أولا تحديد أي جزء من أجزاء الرقبة يوجد به المشكل لذلك يقوم بطرح مجموعة من الأسئلة على المريض والتي تخص تاريخه الطبي و تاريخ بداية آلام رقبته وما إذا كانت هذه الآلام قد بدأ ظهورها تدريجيا أم أنها ظهرت بطريقة مفاجئة وحادة كما يسأل المعالج المريض أيضا حول إذا ما كانت الآلام متمركزة في الرقبة أم أنها تنتقل أحيانا إلى أجزاء أخرى من الجسم ، ويمكن لهذه الآلام أن تكون مصحوبة أحيانا بأعراض أخرى كفقدان الوزن وارتفاع درجات الحرارة وآلام في البطن وهي كلها أعراض يجب الإشارة إليها عند زيارة المختص لأنها ستمكنه من رسم صورة أولية حول سبب هذه الآلام.

التشخيص

بعد طرح جملة الأسئلة على المريض يمر الطبيب إلى الفحص السرير ويكون بداية بتأمل شكل رقبة المريض للتثبت إذا كانت مستقيمة أو بها اعوجاج كما يلاحظ أيضا طريقة وقفة المريض ومشيته ويمكن أن يلمس أيضا رقبة المريض ويحركها حتى يحدد موقع الألم والفقرات المصابة تحديدا ويقيس المختص أيضا القوة العضلية للمريض للتأكد من سلامتها وعدم تعرض العضلة لضغط يمنعها من القيام بوظيفتها بطريقة عادية . ويلاحظ المعالج أيضا وجود تشنجات أو نتوءات. وإثر الفحص السريري يمر المعالج إلى توجيه المريض للقيام بصور بالأشعة والتعمق أكثر في الفحوصات وعدم التوقف على الأسباب الشائعة التي تؤدي للإصابة بآلام الرقبة إذ توجد بعض الأمراض كالالتهابات التي من الممكن أن تسبب آلاما في الرقبة ولذلك يجب التأكد جيدا من سبب هذه الآلام قبل المرور لعلاجها لأنه في بعض الحالات من الممكن أن تكون الأمراض خطيرة في حال لم يتم التفطن إليها كالأورام الحميدة أو الخبيثة.

العلاج

يقوم المختص أولا قبل وصف العلاج للمريض بتفسير المرض له وأسباب حدوثه وإذا كانت الآلام ناتجة عن أمراض التهابية المزمنة كالالتصاق الفقري أو نتيجة لجرثومة متمركزة على مستوى الفقرات يتم وصف علاج دوائي. أما إذا كانت الآلام ناتجة عن الأمراض الشائعة التي تصيب الرقبة يكون العلاج متمحورا حول تغيير طريقة ونظام عيش الفرد وتحسينه حتى يصبح صحيا أكثر وبالنسبة لطريقة شد الرقبة وإن كانت تشد الرأس ولا تجعل الرقبة كثيرة الحركة إلا أنها بطول المدة قد تؤدي إلى ارتخاء عضلة الرقبة وفي بعض الحالات يتم تقديم أدوية للتخفيف من حدة الأعراض وتكون متمثلة عموما في أدوية مسكنة للآلام أو مضادات الالتهاب ولكن يضل الشفاء الكلي رهينة التزام الفرد بتغيير أسلوب عيشه والابتعاد عن الممارسات التي تضر الرقبة . وفي بعض الحالات قد ينصح المرضى بزيارة الطبيب المختص في العلاج الطبيعي الذي سيقوم برسم بروتوكول علاجي حسب حالة المريض يكون قائما على التدليك وعلى بعض الأنشطة التي يمارسها المريض والتي تساعده على شد بعض العضلات وارتخاء بعض العضلات المشدودة.

التدابير الوقائية