الأرق واضطرابات النوم في رمضان

الأرق واضطرابات النوم في
رمضان

إن عدد ساعات النوم التي يحتاجها جسم الإنسان تختلف من شخص لآخر، يتحدد هذا الاختلاف بالنظر إلى عدة عوامل لعل أهمها عامل السن إذ تختلف عدد ساعات النوم التي يحتاجها جسم الطفل إلى تلك التي يحتاجها الشيخ ذلك أنه كلما تقدم الفرد في السن كلما قلت حاجته إلى النوم تدريجيا وبالتالي قلت ساعات نومه . وعموما فإن كل شخص قادر على تحديد إذا كان قد نام جيدا أم لا بناء على حالته عندما يستيقظ صباحا فإذا ما استيقظ مرهقا فهذا يعني أنه نام كفاية أما الشعور بالتعب والإرهاق هو دليل على أن الجسم لم يتحصل على القسط الكافي من الراحة سواء بسبب قلة عدد الساعات التي نامها أم أن جودة نومه سيئة . للنوم عدة فوائد نفسية وبدنية ففي حالة النوم وفي فترات الليل خاصة يستريح الجسم وترتخي العضلات ويفزر الجسم كذلك عدة هرمونات لا يمكن إنتاجها سوى عند النوم وهي هامة جدا لتحقيق توازن الفرد طيلة يومه كما يساعد النوم أيضا الدماغ على الاسترخاء وعلى إعادة صيانة نفسه عبر تخزين كل الأحداث والمعلومات اليومية وفرزها حسب الأهمية والأكثر استعجالا .

يعيش كل شخص في فترة ما من حياته حالة من اضطراب النوم والأرق وتكون أحيانا مؤقتة مرتبطة بحدث معين يشغل تفكيره وهي حالة عادية تنتهي بزوال السبب أو الحدث كما يمكن أن يمتد هذا الأرق لفترات طويلة وتنتج عنه عدة تأثيرات سلبية على الصحة البدنية والنفسية للفرد ويكون هنا غير طبيعيا يستحق تدخلا طبيا لتحديد أسباب هذا الأرق وسبل تجاوز هذه الحالة لأن وقعها شديد السلبية على صحة الفرد يمكن أن يتسبب له في عدة مشاكل كقلة التركيز وتراجع المردودية على المستوى الدراسي والمهني إضافة إلى التوتر والعصبية حيث يصبح الفرد سريع الغضب ودائم التوتر نتيجة عدم تمكن الجسم من حصوله على حاجته من الراحة وبالتالي عدم قدرته على إنتاج عدة هرمونات .

يغير شهر رمضان نمط عيش العديدين ويشمل هذا التغيير عدة مستويات كالتغذية إذ تقل عدد الوجبات وتتغير أزمنتها وتتحول من ثلاث وجبات متفرقة طيلة اليوم إلى وجبة واحدة ليلة و سحور بالنسبة للبعض كما تتغير أيضا مواقيت النوم إذ غالبا ما ينام الأشخاص في أوقات متأخرة عكس ما اعتادوا عليه طيلة فترة الإفطار هذا التغيير من شأنه أن يحدث اضطرابات في النوم بسبب قلة عدد الساعات التي ينامها الفرد أو أيضا بسبب عدم استرسالها وقطعها بالسحور أما على مستوى العادات الغذائية فإن تناول كميات هامة من الطعام الثقيل والغني بالدهون خاصة وفي فترات متقاربة تعسر من عملية الهضم وتؤثر في نوم الفرد، تعد هذه السلوكيات والعادات الخاطئة من أهم الأسباب التي تسبب الأرق واضطرابات النوم لدى الكثيرين طيلة شهر رمضان .

إن استمرار الأرق وعدم القدرة على النوم وبالتالي عدم حصول الجسم على قسط من الراحة يؤثر سلبا على حياة الفرد كأن يتراجع آدائه المهني أو الدراسي كما يزيد نقص النوم من خطورة الإصابة بعدة أمراض جسدية على غرار ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب ونفسية كالاكتئاب لذا يجب الحرص على إتباع عدة سلوكات لتعديل النوم خلال شهر رمضان :

• أخذ قيلولة لتدارك نقص النوم ليلا
• تنظيم مواعيد النوم والاستيقاظ صباحا لتعديل ساعة الجسم البيولوجية
• تهيئة بيئة ملائمة للنوم للتمتع بنوم عميق ومسترسل
• تجنب الأطعمة الثقيلة والسكريات عسيرة الهضم