الآثار النّفسيّة السّلبيّة للحجر الصحّي

16/04/2020   صحة عامة   2846  
السيدة منال البوشي

الآثار النّفسيّة السّلبيّة للحجر الصحّي

بدأت الآثار النّفسيّة للحجر الصحّي تظهر على عديد الأشخاص منها الشّعور بالعجز والإحباط والملل والغضب السّريع والتّهيّج .

وهذه الأعراض في تزايد مع مرور الوقت بالإضافة إلى الخوف من إنتقال العدوى وهو ما يجعلنا نعيد النّظر في عاداتنا اليوميّة مثل غسل اليدين بصفة متكرّرة والإنتباه وإحترام الحجر الصحّي.

هذا الخوف يحمي حياة الإنسان عندما يكون معتدلا فهو نقطة إيجابيّة, لكنّ الإشكال أنّه في حالة وباء كورونا حالات الخوف غير عاديّة لأنّه يتكوّن من أكبر 3 محاور يمكن أن تواجه الإنسان وهي الخوف من الموت و الخوف من المستقبل و الخوف الإقتصادي بالإضافة إلى الخوف من الوقت وظهور حالة إضطراب القلق العام و حالة القلق الدّائمة.

و يمكن أن تؤدّي الحالة إلى الإضطرابات النّفسيّة مثل الإكتئاب  والقلق المدمن وحتّى إضطراب ما بعد الصّدمة.

حالة وباء الكورونا كانت مفاجأة و لم يكن هناك تحضير نفسي لها لكن من ناحية هناك إطمئنان للإجراءات الإستباقيّة الّتي إتّخذتها الدّولة مثل الحجر الصحّي المبكّر ممّا يجعل التّونسي يتحكّم في القلق الكبير الّذي يعيشه.

لكن هناك فقدان لنمط العيش اليومي بالإستفاقة باكرا و الخروج من المنزل للعمل و إلتقاء العائلات و الأصدقاء و إضطراب النّوم و هي حالة ستعمّق الأزمة لدى الأشخاص الّذين يعانون من إضطرابات نفسيّة و حتّى على الأشخاص الّذين لم تكن لديهم هذه الإضطرابات من قبل.

كيفيّة تجنّب الآثار السّلبية للحجر الصحّي

يجب تقييم حالة الخوف الّتي نعاني منها بكلّ موضوعيّة و إكتشاف حالة القلق المزمن إذا كان هناك توتّر أو التّشنّج لأبسط الأشياء و التّشاؤم الدّائم و الإحساس بالإرهاق و التّعب و صعوبة التركيز و التّذكّر و الشّعور بألم على مستوى العضلات و الرّأس و النّوم المتقطّع و الكوابيس المتكرّرة و عدم القدرة على التّنفّس و الخفقان في القلب و الشّعور بضيق في الحلق و إضطرابات في المعدة و الإسهال في بعض الحالات.

يجب التّفطّن إلى هذه الإشارات منذ البداية للعلاج بصفة مبكّرة لكنّ النّقطة الإيجابيّة أنّنا أصبحنا قادرين على التّفريق بين الأعراض المرضيّة العاديّة و أعراض الكورونا.

الحلول الممكنة

يجب على الإنسان إيجاد حلول لنفسه و خلق نمط عيش جديد يتماشى مع الوضع الوبائي , و يجب أن يكون هذا النّمط مختلفا بين الأيّام العاديّة و عطلة نهاية الأسبوع حيث يمكن الإتّصال بالأقارب و الأصدقاء و زملاء العمل و القيام بالأنشطة التّرفيهيّة و الألعاب مع الأطفال.

و خلال أيّام الأسبوع القيام بمشاركة الأطفال في إعداد دروس منزليّة و هي فرصة للإقتراب أكثر من الأطفال و ممارسة التّمارين الرّياضيّة و العناية بالنّظام الغذائي.

هناك بعض الأشخاص يكتفون فى فترة الحجر الصحّي بالأكل و النّوم و هو أسلوب ستكون له جملة من الأضرار بعد إنتهاء فترة الحجر الصحّي بفقدان الإيقاع العاديّ للحياة اليوميّة و يصعب عليهم التّأقلم .

وهناك فئة أخرى تلازم شبكات التّواصل الإجتماعي و القنوات الإخباريّة نتيجة ضبابيّة المستقبل و ذلك للحصول على معلومة جديدة , لكنّ هذه المعلومة ستقوم بتغذية إحساس الخوف لديهم لذلك يجب أن يقتصر الأمر على كمّ معيّن من الأخبار في اليوم (30 دقيقة تقريبا) والإبتعاد عن الإشاعات و الإطّلاع على مصادر رسميّة للأخبار.

يجب إستغلال فرصة الإلتقاء بالعائلة و الأطفال و الزّوج و الأهل و الإقتراب أكثر قدر ممكن منهم و الإقتناع بأنّ فترة الحجر الصحّي ستنتهي قريبا و لن تستمرّ.



أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery