اضطراب ثنائي القطب

14/07/2023   الصحة النفسية   2077  
الدكتورة مروة داود الديوري

اضطراب ثنائي القطب

اضطراب ثنائي القطب

اضطراب ثنائي القطب هو مرض نفسي مزمن يندرج ضمن اضطرابات المزاج وتبدأ أعراضه في الظهور منذ سن المراهقة وإلى حدود سن الأربعين ويعاني المريض من تقلبات مزاجية مرضية وحادة تتراوح بين قطبين، الأول إيجابي هوسي والثاني سلبي اكتئابي وتكون هذه التقلبات متكررة وتستغرق فترة زمنية طويلة نسبيا ويؤثر على حياة المريض وعلى محيطة الاجتماعي والمهني وهذه الخصائص هي ما يميزه عن التقلبات المزاجية العادية.

الأعراض

يمر اضطراب ثنائي القطب بفترتين :

  • القطب هوسي : وهو من أكثر الحالات التي يلاحظها محيط المريض وخلال هذه الفترة يعيش المريض ارتفاعا غير عادي في طاقته ويتغير مزاجه فيصبح شديد الايجابية وتطرأ على المريض تغيرات سلوكية ويصبح مشتت الانتباه كما يصبح محتوى أفكاره إيجابيا أكثر من اللازم فتصبح ثقته بنفسه أكبر وتصل حد الهوس كما تصبح ثقته في المحيط الخارجي والمستقبل أكبر، ويمكن أن يعاني المريض خلال هذه الفترة من اضطرابات في النوم فيضل لأيام طويلة بلا نوم ودون أن يشعر بالتعب كما يفقد الإحساس بالجوع والعطش وهو ما يمكن أن يسببب انعكاسات صحية سلبية على المريض. كما يمكن أن ترتفع الرغبة الجنسية للمريض خلال هذه الفترة ويمكن أن يقوم بسلوكات تعرضه إلى الخطر أو يمكن أن يقع في فخ الإدمان على الكحول أو المخدرات.
  • القطب الاكتئابي : يعاني المريض خلال هذه الفترة من أعراض معاكسة تماما لأعراض القطب الهوسي حيث تنخفض طاقته ويتغير مزاجه إلى الأسوء ويفقد الرغبة في القيام بأنشطته اليومية فيصاب بالخمول والإرهاق ويرغب في العزلة وتجتاح عقله أفكار سوداوية عن نفسه وعن محيطه وعن المستقبل ويمكن أن تظهر لديه أفكار انتحارية.
الأسباب

هناك عدة عوامل وأسباب ترفع من احتمالية الإصابة باضطراب ثنائي القطب لعل أهمها العوامل الجينية الوراثية حيث تكشف الدراسات أن 80 بالمائة من المرضى لديهم تاريخ عائلي مع الإصابة باضطراب ثنائي القطب أو أحد اضطرابات المزاج، كما تتدخل أيضا عوامل التنشئة وصدمات الطفولة كوفاة أحد الوالدين أو تعرض الطفل لسوء المعاملة كما يمكن لمشاكل الحياة كالمشاكل المادية أو الاجتماعية أو ترفع من احتمالية الإصابة باضطرب ثنائي القطب إذا كان الفرد لديه تهيئة جينية مسبقة عن هذا المرض.

العلاج

كلما اكتشف المرض مبكرا كلما كان علاجه أفضل رغم أن أغلب الحالات دائما ما تصل متأخرا بعد سنوات من بداية المرض وذلك لعدة عوامل وأسباب وهو ما يجعل المريض معرضا لتداعيات المرض كالانتحار أو المشاكل المهنية أو الاجتماعية التي قد تنجر عن المرض.

ويكون العلاج على مرحلتين، ففي مرحلة أولى يوصف في نوبات الهوس أو الاكتئاب ويهدف إلى معالجة الأعراض وفي مرحلة ثانية يكون العلاج وقائيا يهدف إلى حماية المريض من تكرر حدوث النوبات وتحسين جودة حياته والتخفيف من حدة الأعراض ومدتها عند ظهور النوبات. ويتكون العلاج من الأدوية التي تعد أساسية في علاج اضطراب ثنائي القطب وهي معدلات للمزاج كما يمكن أن يستحق المريض مضادات اكتئاب أو مضادات الذهان وتوصف الأدوية خلال المرحلة الأولى من العلاج ويستمر المريض في استعمالها في مرحلة التوقي لكن بجرعات مختلفة وفي بعض الحالات قد يستحق المريض الإيواء بالمستشفى إذا كانت حالته متطورة ورافضا للعلاج أو إذا كان يشكلا خطرا على نفسه أو على المحيطين به. وأخيرا نؤكد على أهمية العلاج النفسي بالتوازي مع العلاج الدوائي الذي سيساعد المريض على مزيد فهم مرضه والتعامل مع نوبات الهوس والاكتئاب التي يعيشها كما يمكنه العلاج النفسي من التعرف على المؤشرات التي تسبق النوبات حتى يستعد لها مسبقا.


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery