أضرار مستحضرات التجميل المقلدة

كيف نميز بين المستحضرات الأصلية والمقلدة؟

تنتشر مستحضرات التجميل المقلدة في الأسواق، والتي تبدو شبيهة جدا بالمستحضرات التجميلية الحقيقية ولذلك يصعب تمييزها. ولحماية أنفسنا يجب اتباع بعض التدابير، فلا بد مثلا من شرائها من المسالك القانونية أي من الصيدلية العادية أو الصيدليات المتخصصة في بيع المواد شبه الطبية والتجميلية مقابل الابتعاد عن اقتناء هذه المستحضرات من الأسواق العادية والمحلات المشبوهة.

يمكن التمييز بين المستحضرات التقليدية والأصلية أيضا بكون المنتوج المستورد يجب أن يحتوي غلافه على معلومات حول المورد وهو ما لا نجده في المستحضرات المقلدة. والمورد قبل أن يقوم ببيع البضائع المستورد يجب أن يحصل على ترخيص من إدارة الصيدلة والدواء بعد القيام باختبارات على البضائع والتأكد من مطابقتها للمعايير، وبعد الحصول على هذا الترخيص يحق للمورد أن يضع لصيقة على المنتج تحتوي على إسم المورد أو الشركة الموردة والمعطيات المتعلقة بها ويمكن للمواطن أن يتفطن إلى هذه التفاصيل عند اقتناء المستحضرات التجميلية للتأكد من كونها أصلية أو مقلدة.

وبالنسبة للبيع على الإنترنت فيمكن للمواطن التمييز بين الموقع الأصلي والمقلد حيث غالبا ما يحتوي هذا الأخير على نوع واحد من مستحضر التجميل ( كأن يحتوي على نوع واحد من واقيات الشمس..) وهو ما لا نجده عادة في المواقع الموردة لبضائع أصلية حيث نجد فيها أكثر من نوع واحد مما يتيح للمواطن حرية الاختيار وبالتالي يمكن للمواطن التمييز بين المواقع التي تبيع بضائع مقلدة أو أصلية من خلال هذه التفاصيل.

توجد ماركات تونسية متخصصة في بيع المستحضرات التجميلية والجلدية التي تبيع في محلات خاصة بها أو تبيع في الصيدليات وشبه الصيدليات ولكن هذه الماركات لا تندرج ضمن الماركات المقلدة ولكن أحيانا يمكن أن تنطوي هذه الماركات على مشاكل أخرى كأن تكون منتجاتها غير خاضعة لمراقبة دقيقة وكافية على عكس الماركات المستوردة التي تخضع إلى اختبارات دقيقة قبل أن تتحصل على الترخيص بالبيع.

الأضرار الجلدية لمستحضرات التجميل المقلدة

تنقسم أضرار المستحضرات غير الأصلية إلى أضرار تحدث على المدى الطويل وأخرى على المدى القصير :

الأضرار على المدى القصير : عند وضع المنتج على سطح البشرة أو العين أو الأظافر يمكن أن يكون مكونا من مواد سامة وهو ما يمكن أن يسبب حساسية في الجلد أو حروق كيميائية أو تصبغات ويمكن أن تحتوي على مضار على صحة الإنسان عامة، حيث يمكن أن يمتص الجسم هذه المواد السامة فتسبب له أمراض وتسممات.
الأضرار على المدى الطويل : قد تحتوي مستحضرات التجميل المقلدة على مواد خطرة وضارة بالصحة كمادة الرصاص التي أثبتت خطورتها علميا وتم حظر استخدامها في مستحضرات التجميل، إلا أن المستحضرات المقلدة يمكن أن تحتوي على هذه المادة والتي يمكن أن تسبب على المدى الطويل في ظهور السرطان. كما يمكن أن تحتوي بعض المستحضرات على مواد غير مسموح باستخدامها بالنسبة للحوامل والمرضعات. وفي حال استعماله يمكن أن يشكل خطرا على المرأة والجنين.

غياب الأطر القانونية المنظمة للقطاع

تتحصل المواد المستورد على ترخيص من قبل إدارة الصيدلة حتى تنتشر في الأسواق، إلا أن المواد المقلدة أو المستحضرات المحلية لا يوجد أي قانون ينظمها وهو ما يزيد من خطورتها نظرا لكونها لا تخضع إلى المراقبة ولذلك فإن ظروف تصنيعها وحفظها تكون مجهولة وبالتالي يمكن أن تشكل خطرا كبيرا على الصحة المواطنين.

إن المستحضرات التي يتم استعمالها للتقنيات التجميلية كالفيلر والبوتوكس يتم توريدها عبر مسالك قانونية وتكون خاضعة لرقابة مسبقة ونجدها في الصيدليات أو عيادات أطباء الاختصاص، إلا أن هذه المواد يمكن أن تكون مقلدة أيضا والتي غالبا ما تستعملها محلات التجميل ونجدها بأسعار منخفضة جدا وهو ما يساهم في زيادة الإقبال عليها. يمكن أن يؤدي استخدام هذه المواد من قبل أشخاص من غير ذوي الاختصاصات الطبية إلى عدة إشكالية صحية حيث يمكن أن تتسبب طريقة الحقن الخاطئة في سد العروق أو في انتقال هذه المواد إلى عروق أخرى بالجسم مما يؤدي إلى حدوث مضاعفات خطيرة.

و تجدر الإشارة إلى أن مادة البوتوكس تندرج ضمن الأدوية ولهذا فهو يتم إدخاله عبر الصيدلية المركزية ويتم توزيعه على الصيدليات والأطباء وبالتالي فإن المستحضرات المستعملة في مراكز التجميل يتم جلبه من خلال مسالك غير قانونية وبالتالي غير مراقبة. وتعتبر مادة البوتوكس مادة حساسة جدا وتخضع لطريقة تخزين صارمة حتى يحافظ على نجاعته ولا يتسمم. وبالتالي يجب أن يعي المواطن أن المستحضرات المستعملة من قبل مراكز التجميل هي بالضرورة مستحضرات مجهولة المصدر وتشكل خطورة على الصحة العامة.