ارتفاع درجات الحرارة عند الرضع والأطفال

26/10/2022   صحة الطفل   12931  
الدكتور معز الشريف

ارتفاع درجات الحرارة عند الرضع والأطفال

ارتفاع درجات الحرارة عند الرضع والأطفال

تكون حرارة الجسم العادية في حدود 36 و 37 درجة مئوية وتكون عادة الحرارة منخفضة صباحا ثم تبدأ في الارتفاع تدريجيا في النهار وفي بعض الحالات التي تتجاوز فيها حرارة الجسم 37 درجة مئوية نتحدث في هذه الحالة عن الحمى والتي يجب التصدي لها عبر عدة الأدوية والإجراءات الأولية للحد من ارتفاعها وتجنب مضاعفاتها على صحة الجسم.

الإجراءات الأولية للتصدي لارتفاع الحرارة عند الرضع

إن البنية الجسمية للأطفال الرضع دون السنتين تكون هشة جدا على نحو لا يمكنهم معه التحكم في حرارة أجسامهم لأن آليات الحفاظ على توازن حرارة الجسم لا تزال غير ناضجة لذا يجب الحذر في التعامل معهم وتجنب تعريضهم لدرجات الحرارة المرتفعة أة المنخفضة جدا. وفي حال ارتفاع درجة حرارة الطفل ينصح بالقيام بجملة من إجراءات التبريد الطبيعي للطفل لخفض حرارته بسرعة ومن ذلك وضع كمادات باردة على رأسه وإزالة ملابسه وتقديم كميات كبيرة من الماء لأنه وبمفعول ارتفاع الحرارة يتبخر الماء في الجسم سريعا وينصح في حال ارتفعت حرارة جسم الرضيع بشدة وبصورة مفاجئة وضعهم في حوض استحمام به ماء فاتر يميل نحو البرودة وتركهم في ذلك الحوض مدة زمنية حتى تنخفض حرارة أجسامهم ويجب أن تتوازى هذه الإجراءات الأولية مع إعطاء الرضع أدوية خفض الحرارة

ارتفاع درجات الحرارة التدريجي والمفاجئ

إن الحرارة التي ترتفع في الجسم تدرجيا تسمح للجسم بالتأقلم معها وإنتاج آليات للخفض فيها ولذلك يكون تأثيرها أخف مقارنة بالحرارة المفاجئة التي لا يستطيع الجسم التعامل معها مما يتسبب في إصابة الطفل بتشنجات أو بدخوله في غيبوبة لذا عند ملاحظة أعراض التشنجات يجب الإسراع بأخذ الرضيع إلى المستشفى لتجنب حدوث أي مضاعفات خطيرة على صحته. وعادة تظهر على الأطفال بعض المؤشرات التي تؤكد بداية ارتفاع درجة حرارة أجسامهم ومن بينها تغير في السلوك إذ ينقطع الطفل عن اللعب ويرفض الأكل أو شرب الحليب كما يبدأ في البكاء تدريجيا لذلك ينصح الأم إذا لاحظت أي من هذه الأعراض على الرضيع بقيس درجة حرارته لأنه كلما تم اكتشاف ارتفاع الحرارة وهي في مستويات متوسطة كلما كان العلاج أسهل وخطر حدوث المضاعفات أقل ونذكر أنه في حال ارتفاع درجة حرارة الطفل يجب القيام بإجراءات التبريد الطبيعي للطفل مع تقديم الأدوية لأن العلاجات الدوائية يكون مفعولها متأخرا مقارنة بطرق التبريد الأخرى.

أسباب ارتفاع درجات الحرارة لدى الرضع

يربط الأشخاص عادة ارتفاع درجات حرارة أجسام الأطفال و الاسهال بطلوع الأسنان لدى الرضع ولكن الحقيقة أن العلاقة ليست مباشرة بل هي علاقة غير مباشرة فعندما يكون الطفل في مرحلة طلوع الأسنان تكون مناعته هشة ويمكن أن نلاحظ أنه خلال فترة طلوع الأسنان يكون لعاب الطفل كبير وهو ما يجعله يبلل نفسه وملابسه الأمر الذي يؤدي إلى حدوث التهابات للطفل في منطقة الحنجرة أو الصدر وبالتالي ارتفاع حرارة جسمه لذلك ينصح بوضع واقيات لمنع تسرب اللعاب لملابس الطفل، هذا ونلاحظ أيضا عند طلوع الأسنان أن الرضيع يشعر بحكة دائمة في منطقة اللغب لذلك فإنه يضع كل الأجسام التي تعترضه في فمه ومن الممكن أن تكون تلك الأجسام غير معقمة وتحتوي على جراثيم التي تنتقل مباشرة إلى جسم الرضيع وهو ما يسبب له الإسهال .

يعمد بعض الأولياء لإكساء الطفل بملابس كثيرة ووضعه في أماكن حارة بلا تهوئة خوفا من إصابته بالبرد لكن هذه الحالة قد تسبب له ارتفاعا في درجة حرارة جسمه لذلك يجب دائما إكساء الطفل بملابس تقيه من البرد لكن دون تفريط مع تهوئة المكان الذي هو فيه لكن لا يجب كذلك تعريضه إلى كميات كبيرة من الهواء البارد لأن الصدمة الحرارية ستسبب له بدورها ارتفاعا في حرارة جسمه.هذا ويجب الانتباه أيضا إلى سلامة الأغذية المقدمة للرضيع ونظافة الأيدي التي قدمت له الأكل لأنه من الممكن أن تسبب له ارتفاعا في درجات الحرارة .

كلما تعرض الطفل إلى الجراثيم ارتفعت درجة حرارته والتي تعتبر مؤشر للجسم للتفطن لتلك الجراثيم كما تعتبر الحرارة أيضا سلاحا للجسم لمحاربة الجراثيم وقتلها قبل أن تتكاثر لكن ارتفاع الحرارة من الممكن أن يؤدي إلى حدوث تعكرات على صحة الرضيع والتي تكون خطيرة أحيانا خاصة على سلامة الدماغ لأنه شديد التأثير بمختلف أشكال ارتفاع درجة الحرارة. وتشير الدراسات إلى أن حوالي 80 بالمائة من حالات ارتفاع درجات الحرارة المفاجئ لدى الرضع يعود إلى إصابات فيروسية والتي لا يكون علاجها بالمضادات الحيوية لذلك يعتبر الإفراط في تقديم المضادات الحيوية للرضع كلما ارتفعت حرارة أجسامهم خطأ جسيما له إنعكاسات وخيمة على سلامة الطفل، فالجسم يحتوي على بعض الجراثيم الطفيلية الغير ضارة بل تساعد في تعزيز مناعة الجسم ومنع تسرب الجراثيم الضارة له كما تساعد في تسهيل عملية هضم الأغذية والإفراط في استهلاك المضادات الحيوية قد يقتل هذه الجراثيم ويحرم الجسم من فوائدها مما يجعل مناعته هشة وبالتالي يكون أكثر عرضة للإصابة بمختلف الأمراض لذلك نلاحظ أن الرضع الذي يستهلكون مضادات حيوية بكميات كبيرة هم دائمي الإصابة بكل الأمراض وأجسامهم تتأثر بسرعة لأن جهازهم المناعي أصبح هشا وغير قادر على الدفاع عن نفسه لذلك ينصح دائما بعد تناول المضادات الحيوية إلا بوصفات طبية مع احترام الجرعات والمدة الزمنية التي وصفها الطبيب .


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery