ماهو مرض القدم السّكّري pied diabétique وكيف يمكن علاجه ؟

مرض القدم السّكّري يعني مجموعة المضاعفات التّي تصيب القدم جرّاء مرض السّكّري.

وتنقسم هذه المضاعفات إلى 3 أنواع أساسيّة وهي:

1- الإعتلال العصبي: الّذي يمسّ الألياف العصبيّة نتيجة عدم إعتدال معدّل السّكّري في الجسم .وبمرور الزّمن تتأثّر هذه الألياف العصبيّة فيصبح المريض غير قادر على الشّعور بالألم, عند الإصابة بجرح أو التّعرّض إلى وخز في قدمه...

2-تصلّب شرايين القدم وإنسدادها : ممّا ينجرّ عنه تقرّحات في القدم وعديد الإشكاليّات.

3-التّعفّن الجرثومي:

و قد تجتمع هذه المضاعفات الثّلاث عند نفس الشّخص المريض بداء السّكّري.

وتتطلّب هذه المضاعفات ملازمة المريض المستشفى لتعديل السّكّري ,ولعلاج إنسداد الشّرايين لضمان وصول الأكسيجين للقدم بالإضافة إلى أخذ المضادّات الحيويّة .

وتستوجب بعض الحالات العلاج بالجراحة أو البتر ( وهي مرحلة يحاول الطّبيب قدر الإمكان تجنّبها).

إحصائيّات مفزعة:

كشفت منظمّة الصحّة العالميّة عن جملة من الإحصائيّات المفزعة سنة 2011 .و الّتي تشير إلى أنّه سجّلت حوالي 350 مليون إصابة في العالم بمرض السّكري أي بمعدّل 6.6 بالمائة.

علما و أنّ هذا العدد في تزايد ملحوظ من سنة إلى أخرى. ومرشّح إلى الوصول إلى 440 مليون مصاب في غضون سنة 2030.

كما أنّ الإحصيّات حول داء السكّري في تونس مفزعة وملفتة للإنتباه .حيث يصل معدّل الإصابات إلى ما بين 15 و 17 و 19 بالمائة أي أنّ تونسي من بين 6 أشخاص مريض بهذا الدّاء.

وما بين 15 و 20 بالمائة مرشّحون ,حسب معطياتهم الصحيّة, للإصابة بالقدم السّكّري. و 10 بالمائة من المرضى مهدّدون بالبتر.

 فعلا يسجّل في العالم, كلّ 30 دقيقة, عمليّة بتر للقدم بسبب داء السّكّري.

ويسجّل 30 بالمائة من الوفيات بعد سنة تقريبا من إجراء عمليّة البتر. و بعد 3 سنوات 50 بالمائة منهم . و 70 بالمائة بعد 5 سنوات.

لذلك يجب العمل جيّدا والحرص على عدم الوصول إلى هذه المرحلة .كما أنّ التّكاليف العلاجيّة مرتفعة جدّا. و مكلفة للمجموعة الوطنيّة بمعدّل 15 بالمائة من المعدّل العام للأدوية. أي بقيمة مادّيّة تعادل مابين 50 و 150 مليون دينار.

عبر تكاليف مباشرة (علاج آثار البتر ...)و غير مباشرة للعلاج (خسارة العمل وإرهاق العائلة والمجموعة الوطنيّة)

لذلك للجانب الوقائي دور هامّ جدّا .

-وحدة العناية بالقدم السكّري:

تمّ بعث هذه وحدة العناية بالقدم السّكّري بمصحّة قرطاجنّة الدّوليّة . وهي وحدة متعدّدة الإختصاصات من جرّاحين ومختصّين في علاج إنسداد الشّرايين ومختصّين في العلاج الطّبيعي والفيزيائي والتّعفّن الجرثومي و الغدد و السّكّري وجراحة العظام...

تمّ بعث هذه الوحدة في 22 سبتمبر 2018 .و يتمثّل هدفها الأساسي في عدم الوصول إلى مرحلة البتر..

ويقبل على الوحدة حالات مختلفة منها الحالات المستعصية الّتي تعاني من جملة المضاعفات كانسداد الشّرايين والمعاناة من التّعفّن والإعتلال العصبي. و تستوجب هذه الحالة ملازمة المصحّة.

في حالات معاناة المريض من التّقرّحات على مستوى القدم. تسعى الوحدة من خلال عديد التّقنيات و الوسائل الحديثة لعلاج هذا التّقرّح .

و تقترح المصحّة (CHEEK UP) سنويّا على كلّ مريض السّكّري

و ذلك بإجراء 4 فحوصات أساسيّة, ثمّ تصنيف المريض حسب مستوى الخطورة الّذي يهدّد قدمه وهي أساسا :

1- مجوعة فحوصات حول الإعتلال العصبي.

2- مجموعة فحوصات حول الشّرايين, و ذلك لفحصها بكلّ دقّة.

3- فحوصات تشمل جلدة المريض لعلاجها إن وجدت إشكاليّات. و ذلك لتفادي الوصول إلى مرحلة التّقرّحات.

4- فحوصات حول قاع السّاق لتجنّب تعرّضها إلى أي إشكال يساهم في ظهور التّقرّحات. و يتمّ إصلاح أماكن ضغط قاع القدم على حساب الأماكن الأخرى عن طريق الحذاء الطبّي والفرشات الطبّيّة.

وعند إتمام هذه الفحوصات يتمّ تصنيف المريض إلى 4 بطاقات وهي :

1- البطاقة بيضاء: تمنح لمريض لا يعاني من الإعتلال العصبي ,لكن يقوم بالفحص الطبّي كلّ سنة لمجرّد الرّقابة.

2- البطاقة الصّفراء: وتمنح لمريض من المرحلة الأولى وهو الّذي يعاني من الإعتلال العصبي . و تصبح الفحوصات في هذه الحالة كلّ 6 أشهر . ويقع تثقيف المريض صحّيّا للتّعرّف على كيفيّة التّعامل مع قدمه.

بطاقة برتقاليّة: تشمل المريض الّذي يعاني من إعتلال عصبي مع انسداد الشّرايين واضطراب في قاع السّاق. وتصبح الفحوصات في هذه الحالة كلّ 3 أشهر. و يجب المتابعة واستعمال الفرشات الطبّية والحذاء الطبّي.

3-البطاقة الحمراء :  تشمل المريض الّذي تعرّض لبتر أحد أصابع قدمه, أو المريض الّذي يعاني من تقرّح لم يلتئم في أكثر من شهر.

وتشير الإحصائيّات إلى أنّ 85 بالمائة من الحالات لا تصل إلى مرحلة البتر, إذا تمّت العناية بها مع التركيز على أهميّة التثقيف الصّحّي.