كيفية بناء علاقة سليمة بين الأم والطفل

16/12/2023   صحة الطفل   الصحة النفسية   1085  
الدكتورة فاتن مديني

كيفية بناء علاقة سليمة بين الأم والطفل


العلاقة بين الأم والطفل مهمة جدا وأساسية لتحقيق التوزان النفسي للطفل وللأم أيضا فالطفل حديث الولادة يكون بحاجة إلى رعاية أمه وعاطفتها وهو بحاجة أيضا إلى الشعور باهتمامها به في أبسط التفاصيل. والرضع قادرين على الحوار لذلك من المهم جدا أن تتحدث الأم ورضيعها وأن تفسر له ما تشعر به تجاهه من حب وحنان.

ويعد حضن الرضيع إلى جانب الرضاعة الطبيعية أحد الجوانب المهمة لبناء علاقة عاطفية سليمة بين الأم والرضيع ولكن قد تتحول هذه العلاقة في مرحلة ما إلى تعلق لا حدود له يؤثر سلبا على الأم والرضيع والذي يمكن أن تلاحظه الأم بمجرد أن تكتشف أن وقتها واهتمامها أصبح منصب فقط حول الرعاية برضيعها بينما تكون غير قادرة طيلة اليوم على إيجاد وقت للاهتمام بنفسها وبشؤونها الخاصة وكأنها أصبحت هي والرضيع كائنا واحد.

هذه المرحلة من التعلق لا تعد سليمة بل ستكون مصدر تعب للأم وللطفل ويمكن هنا دور الأب عند ملاحظة هذا السلوك أين يتدخل ويحاول رسم حدود للطفل حتى يستطيع التمييز بين حياته وحياة أمه ومساحتها الشخصية. فالعلاقة السليمة بين الأم والطفل هي العلاقة التي تستطيع فيها الأم أن توفر الحب والعاطفة والتعلق بكميات معتدلة وكافية.

أهمية التعلق بين الأم والطفل

إن الحديث عن ضرورة توفير مساحة شخصية للأم لا يعني أبدا إهمال الطفل وعدم إعطائه مساحة كافية من الرعاية والعطف والحنان. ويعود تاريخ اكتشاف أهمية العلاقة بين الأم والطفل إلى فترة أواخر الحرب العالمية الثانية حيث تمت دراسة حالة مجموعة من الرضع الموجودين بدور الرعاية وكشفت الدراسة أن هؤلاء الرضع رغم أنه يتلقون رعاية جيدة من مسؤولي المركز من ناحية التغذية والعناية بالنظافة إلا أن مجموعة من هؤلاء الرضع كانت تعاني من إصابة متكررة بأمراض مختلفة ومناعتهم كانت ضعيفة بينما كانت المجموعة الثانية من الرضع يعانون من سوء التغذية والمجموعة الأخيرة مات فيها الرضع دون أسباب. وبعد الدراسة والتدقيق اكتشف أن هؤلاء الرضع رغم صغر سنهم هم بحاجة إلى جانب الأكل والملبس إلى العاطفة والحب للحفاظ على سلامتهم الجسدية والنفسية.

دور الأم في بناء علاقة سليمة مع الطفل

لابد أن تفهم الأم أن الرضيع منذ أن كان جنينا في بطن أمه هو قادر على الفهم ولكنه لا يتكلم ويعبر الرضيع عن حاجياته دائما بالبكاء ولكن تعتقد الأمهات دائما أن البكاء هو إما رغبة في الرضاعة أو رغبة في أن يتم تغيير حفاظاته بينما تعتبر حاجيات الطفل أكبر من حصرها في هاتين المسألتين فقد يبكي الطفل لأنه اشتاق إلى أمه أو لأنه بحاجة إلى اهتمامها به وحديثتها معه وهو ما يجب أن تتعلم الأم القيام به في إطار رعاية الطفل. فليس المهم هو عدد الساعات التي تقضيها الأم إلى جانب الطفل وهي غير مهتمة به بقدر أهمية أن تقضي معه بعض الوقت الذي تصب فيه اهتمامها كليا بالطفل ولا يشتتها عنه أي شي.


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery