كيفية الإقلاع عن التدخين بعد سنوات طويلة من الاستهلاك

30/09/2023   1176  
الدكتور رضا بن عريف
كيفية الإقلاع عن التدخين بعد سنوات طويلة من الاستهلاك

يعد التدخين آفة عالمية وهو مسؤول عن نسبة كبيرة من الأمراض لا سيما الأمراض الصدرية ، ورغم الوعي بخطورته على الصحة لا يزال عدد المدخنين في إزدياد سنويا ولا تزال نفقات المجموعة الوطنية ترتفع بدورها فتأثير التدخين على الأفراد وأمراض الإنسداد الرئوي والأورام وأمراض القلب والشرايين التي يسببها تشكل عبئا ماليا كبيرا على الفرد وعلى الصحة العمومية لذلك تضل حملات التوعية لمكافحة آفة التدخين والحث على الإقلاع عنه مهمة جدا. ثم لا يجب في هذا السياق أيضا نسيان التدخين السلبى ولذا فى كل حملة إقلاع عن التدخين لا يجب التغافل على هاته الظاهرة الخطيرة التى تعرض العديد من الناس و خاصة الأطفال إلى الخطر كما يجب على الأولياء المدخنين أيضا التفطن إلى ذلك وتجنبه.

لماذا تفشل المحاولات الفردية للإقلاع عن التدخين بنسبة كبيرة؟

عادة ما يبدأ الأشخاص بالتدخين في سن مبكرة وبعد سنوات طويلة من التدخين المستمر يقررون الإقلاع لعدة أسباب إما نفسية مرتبطة بالشخص أو لأسباب صحية بعد أن يعي الفرد حجم التأثير السلبي الذي سببته السجائر على صحته، وعادة ما يقلع الشخص عن التدخين لفترة معينة ثم يعود من جديد وتكرر هذه المحاولات لأكثر من مرة قبل أن يقرر المدخن عيادة طبيب لمساعدته على الإقلاع عن التدخين، ويعود فشل الشخص للإقلاع عن التدخين بمفرده إلى طرق الإقلاع الخاطئة التي ينتهجها فمنذ أن كان يدخن علبة سجائر أو أكثر في اليوم يوقف التدخين بصفة مفاجئة وغير مدروسة وبما أن التدخين يحتوي على مواد تسبب الإدمان كالنيكوتين فإن تراجع هذه المادة من الجسم بشكل غير مدروس ستسبب للمريض حالة من القلق النفسي والجسدي الذي يجبره بعد فترة قصيرة العودة إلى التدخين لذلك تعتبر عيادة الإقلاع عن التدخين خطوة مهمة للنجاح في الإقلاع عن التدخين لأن المريض سيكون محاطا في مختلف مراحل الإقلاع بأطباء يقدمون له النصح والإرشاد المستمرين.

كيف يكون الإقلاع عن التدخين ناجعا ؟

حتى ينجح الشخص حتى بعد سنوات طويلة من التدخين في التخلص من إدمانه على السجائر لا بد أن يمر بمراحل يكون أولها التوعية بمخاطر السجائر وما يمكن أن تسببه له من أمراض صدرية وسرطانية كما تتم توعيته كذلك بفوائد الإقلاع عن التدخين وما سيستفيده الجسم بعد الإقلاع، فقد أثبتت الدراسات أنه وبمجرد الانتهاء من تدخين السيجارة تقل تدرجيا نسبة ثاني أكسيد الكربون وترتفع في المقابل نسبة الأكسجين المتدفقة إلى الرئتين وبعد ساعات قليلة تتحسن دقات القلب نسبيا ويقل سعال المريض وفي غضون أيام قليلة تتحسن حالة الجلد وتعود إليه نظارته كما تتحسن حالة المعدة وتقل إفرازات الآسيد المسببة للإرتجاع المعوي المريئي وبعد أسبوع من الإقلاع عن التدخين يمكن للمريض أن يلاحظ تحسنا طفيفا في حالته الصحية عموما وبعد حوالي سنتين من الإقلاع تقل خطورة إصابة الشخص بالجلطة القلبية والدماغية بنسبة كبيرة وبعد عشر سنوات يتراجع خطر إصابة الشخص بالأورام الرئوية بنسبة 50 بالمائة.

وللحفاظ على هذه النتائج وتجنب العودة إلى التدخين لا بد على المريض أولا أن يغير من نظام عيشه ويحاول أن يجعله صحيا قدر الإمكان وذلك من خلال تجنب التواجد في أماكن بها مدخنين خاصة في الفترة الأولى التي تلي عملية الإقلاع، كما ينصح أيضا بممارسة الرياضة لتحسين وظائف الجهاز التنفسي، وثانيا على المريض الالتزام بنصائح طبيبه المباشر سواء على مستوى السلوكات أو على مستوى الوسائل الطبية للإقلاع عن التدخين والمتمثلة في بدائل النيكوتين كلصقات النيكوتين والعلك التي يجب أن تستهلك بطرق مدروسة وبعد استشارة المختص حتى تكون أكثر فعالية، كما يمكن اللجوء إلى السجائر الإلكترونية والتبغ المسخن شرط أن يكون استهلاكها لفترة محدودة وبغاية المساعدة على الإقلاع النهائي عن التدخين وبذلك ينجح المريض في التخلص من إدمان السجائر.


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery