فقدان السمع عند الأطفال

فقدان السمع عند الأطفال

يعد السمع من أهم حواس الإنسان، فالسمع هو بوابة الإنسان للفهم والتعلم وإدراك الأشياء من حوله والتكلم ويبدأ الجنين بسمع دقات قلب أمه منذ الأسبوع العشرين وبداية من الأسبوع الثالث والعشرين يستطيع الجنين سماع العالم الخارجي من حوله.

تتكون الأذن من 3 أجزاء وهي الأذن الخارجية والأذن الوسطى والأذن الداخلية والأذن الخارجية هي الأذن التي ترى بالعين المجردة ثم القناة السمعية الخارجية التي توجد في نهايتها الطبلة وهي بداية الأذن الوسطى والتي هي عبارة عن غرفة فارغة مليئة بالهواء توجد داخلها عظيمات المطرقة والسندان والركاب المرتبط بالقوقعة ذات الشكل الحلزوني والتي يوجد بداخلها سائل، وراء القوقعة نجد الدهليز وهو جهاز التوازن ولا تحصل عملية السمع إلا عند مرور الصوت على شكل موجات تحرك الطبلة والعظيمات الذين يقومون بنقل الموجة إلى ماء القوقعة والخلايا السمعية الموجودة داخل القوقعة لتأخذ تلك الموجة الصوتية وتترجمها إلى معلومة عصبية لتمر في العصب الثامن وتصل المخ فيترجمها وتتم عملية السمع.

يمكن اكتشف وجود نقص في السمع عند الطفل منذ الولادة إذ هناك مؤشرات واضحة تدل على أن الطفل سمعه سليم أو به مشكل فمثلا من الطبيعي عند إحداث ضجيج أمام الطفل أن يشعر بالانزعاج وقد يقوم بالبكاء خوفا من الصوت الذي سمعه ولكن الطفل الذي لا يقوم بأي ردة فعل تجاه الأصوات من حوله قد يعاني من مشكل في السمع، هذا وتوجد برامج طبية للتقصي المبكر لمشكلات السمع عند الأطفال يمكن القيام بها منذ الأيام الأولى بعد ولادة الطفل . وفي أغلب الحالات يولد الرضع بحاسة سمع سليمة تنقص تدريجيا بمرور الوقت ولكن هناك بعض الحالات  التي يولد فيها الرضيع عاجزا عن السمع.

يمكن أن نقسم أمراض السمع لدى الأطفال لمجموعتين رئيسيتين:

• ضعف السمع الحسي العصبي: وهو مرض يشمل كلتا الأذنين يمكن أن يولد به الرضيع أو يتكون لاحقا وعموما يولد به الأطفال الذين لديهم ظواهر جينية محفزة لظهور المرض أو حالات وراثية كما توجد أيضا نقطة تناول الأم لبعض الأدوية خلال فترة الحمل دون استشارة مختص وتؤثر هذه الأدوية على قوقعة الجنين وأيضا بعض الالتهابات كالتهاب السحايا.
• رشح ما وراء الأذن : هو مرض يسبب ضعف توصيل الصوت إلى الأذن الداخلية ففي الأذن الوسطى أسفلها يوجد أنبوب يؤدي نحو ما وراء الأنف ويقوم هذا الأنبوب بتعديل الضغط ما بين العالم الخارجي والأذن الوسطى كما يقوم بتنظيف الأذن من المخاط والإفرازات وفي حال حدوث مشكل في هذا الأنبوب تتراكم الإفرازات داخل الأذن الوسطى مما يؤدي لارتفاع ضغط الأذن وعدم قدرة الموجات الصوتية على المرور بسلاسة ونلاحظ هذا المرض على الطفل من خلال شعوره بصعوبة في السمع وألم من حين لآخر و يمكن أن تسبب له هذه الحالة تأخرا في النطق.

لعلاج رشح ما وراء الأذن ينصح في مرحلة أولى بضرورة الغسل الجيد للأنف لتطهيره من كل المخاط والالتهابات وينصح بغسل الأنف بماء البحر لأنه غني بالأملاح المعدنية. وفي مرحلة ثانية يقوم المختص بوصف بعض الأدوية . كما يعتمد المختص أيضا بعض التقنيات الأخرى كإذابة المخاط من داخل الأذن لتسهيل خروجه عبر الأنف وإذا وجد الطبيب حساسية الأنف عند الطفل يقوم بوصف مضادات الحساسية. يجب التأكيد على أهمية الحصول على تشخيص مبكر لمشكلات السمع عند الأطفال أي في حدود سن السنة لأنه إذا كان هناك مشكل في قوقعة الأذن يصبح من الضروري زراعة قوقعة وأحسن النتائج تكون في سن السنة أو السنتين.