سرطان القولون

يقع القولون أو الأمعاء الغليظة آخر الجهاز الهضمي وهي مسؤولة عن نقل الفضلات إلى الشرج كما تقوم أيضا بعملية امتصاص الماء وتكون كذلك مسؤولة عن بعض الإفرازات الضرورية لعملية الهضم. وسرطان القولون هو أحد أنواع السرطانات التي تظهر على مستوى بطانة القولون وهو عبارة عن كتلة ورمية خبيثة يمكن أن تتخذ أحجاما مختلفة ويمكن أن تتطور لتجتاح الأعضاء المحيطة بالقولون.

ويعتبر سرطان القولون منتشرا ويزداد عدد المصابين به سنويا نتيجة لتطور التقنيات التي ساعدت على اكتشافه مبكرا إضافة إلى تطور ثقافة العيادة الطبية لدى الأشخاص عند الشعور بأي تغيرات وكذلك نتيجة للعادات الغذائية السيئة والسلوكات الحياتية الخاطئة التي يقوم بها الأشخاص والتي تحفز سرطان القولون ويقدر عدد المصابين سنويا 12183 حالة وقرابة 7000 وفاة مما يجعله ثالث سرطان لدى الذكور بعد سرطان الرئة والمثانة وثاني سرطان لدى النساء بعد سرطان الثدي.

إن سرطان القولون كغيره من السرطانات لا يوجد سبب مباشر ومحدد وراء الإصابة به إنما يظهر نتيجة لعدة عوامل أولها الاستعداد الجيني الذي تحفزه بعض العوامل الخارجية وثانيا عامل السن حيث يعتبر الأشخاص الذين يفوقون 50 سنة أكثر عرضة للإصابة بهذا السرطان وثالثا الأمراض المزمنة التي تصيب الأمعاء والتي تسبب التهابات مزمنة تجعله أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون لذلك لا بد من المراقبة المستمرة وفي مرحلة رابعة العوامل الوراثية.

ولكن توجد أيضا بعض العوامل التي يمكن التحكم فيها كالعادات الغذائية فالإكثار من اللحوم الحمراء مثلا يرفع من خطر الإصابة بسرطان القولون لذلك يجب التقليل من اللحوم الحمراء في وجباتنا وفي المقابل الإكثار من الخضر والغلال ، هذا ويعد التدخين والإفراط في الكحول من العوامل المحفزة لسرطان القولون.

سرطان القولون هو سرطان صامت ويمكن أن لا يكتشف الإنسان إلا في مرحلة متأخرة لذلك لا بد من المراقبة والانتباه إلى أي تغيرات تطرأ على الجهاز الهضمي كالتغير المفاجئ في حركة الإمعاء والذي يكون إما على شكل إسهال أو على شكل إمساك كما يجب الانتباه أيضا إلى نزول الدم مع البراز وفي بعض الأحيان قد يشعر المرضى برغبة شديدة في الذهاب إلى الحمام ولكن دون نزول براز بل قد ينزل فقط قليل من الدم وبعض المخاط وهو مؤشر على وجود السرطان بالمستقيم. هذا ويمكن أن يشعر المرضى بانتفاخ جديد أو آلام في البطن غير مألوفة مع فقدان ملحوظ للوزن.

يتم تشخيص سرطان القولون عبر تنظير القولون الذي يساعد على رؤية القولون من الداخل والانتباه إلى الأورام أو الثلال التي قد يوجد فيها لذلك يجب تنظيف القولون بشكل جيد قبل التنظير.

بعد تنظير القولون يقوم المختص بصور مقطعية بالسكانير للتعرف على مرحلة تطور الورم وفي المرحلة الأولى والثانية يكون العلاج عبر تدخل جراحي ثم يتم فحص الورم للتعرف على نوعه وما إذا كان المريض بحاجة إلى علاج كيميائي بعد العملية أم لا ويعتبر العلاج الكيميائي في بعض الحالات ضروريا للتوقي من عدم عودة السرطان للظهور والقضاء على الخلية السرطانية لمنع انتشارها.

التقصي المبكر ممكن جدا في سرطان القولون بما أن تطوره يمر عبر سنوات طويلة وتكون البداية عبر ظهور ثلال في القولون يتراوح حجمها بين 5 و 6 مم وتبدأ في التطور تدرجيا حتى تصل إلى 10 مم وحينها يمكن أن تتحول إلى سرطان القولون وتستغرق الفترة بين ظهور الثلال لأول مرة وتحولها إلى سرطان بين 10 و 20 سنة لذلك فإن الوقت كاف جدا للتقصي المبكر واستئصال الثلال قبل تطوره.