سرطان القولون

سرطان القولون

إن سرطان القولون هو ورم خبيث منتشر بكثرة ويعد من أكثر سرطانات الجهاز الهضمي انتشارا، والقولون هو جزء من الأمعاء الغليظة التي تربط بين الأمعاء الدقيقة والمستقيم ويقسم القولون إلى جزئين : القولون الأيمن والقولون الأيسر وهو يلعب دورا هاما في تحقيق توازن الماء داخل الجسم ولا يعد استئصاله أمرا خطرا بالنظر إلى غياب التأثيرات الجانبية على الجسم عند استئصاله .

يتكون جسم الإنسان من خلايا تتكاثر حسب نمط محدد وفي بعض الحالات تخرج بعض الخلايا عن سيطرة الجسم وذلك بالنظر إلى عدة أسباب على غرار نوعية الأكل والزيادة المفرطة في الوزن كما يمكن أن تكون أيضا حالة وراثية. هذه الخلايا عندما تخرج عن سيطرة الجسم تصبح تتكاثر بنمط أسرع من العادي لتكون الثلال الذي يمكن أن يظهر في مناطق متفرقة من الجسم كالقولون أو المعدة أو المرارة وغالبا ما يتطور الثلال في مرحلة ما إلى سرطان ذلك أن الخلايا الموجودة بالثلال ستزيد في وتيرة تكاثرها لتخرج في الأخير خروجا تاما عن سيطرة الجسم ويصبح تكاثرها عشوائيا وهو ما يجعل من الثلال يتطور في معظم الحالات إلى سرطان لذا من الضروري التفطن إلى وجود الثلال قبل تحوله إلى سرطان وعموما يضل الثلال لفترة تصل إلى حدود الخمس سنوات قبل تحوله إلى سرطان ولذالك نتحدث أيضا عن الوقاية التي تهدف إلى التقليل من نسب حدوث الثآليل كتغيير نمط الغذاء والتخفيف من الميزان.

كغيره من السرطان يتطور سرطان القولون في الجسم نتيجة للتكاثر العشوائي لهذه الخلايا السرطانية في جسم الإنسان دون توقف لتغزو باقي أعضاء الجسم عبر مراحل فتقوم أولا بغزو الأعضاء المجاورة للقولون فإذا كان السرطان موجودا في القولون الأيمن يمكن أن يصل إلى الصفق وجدار البطن والرحم عند المرأة وإذا كان في القولون الأيسر يمكن أن يصل إلى الطحال والكلى اليسرى ، وفي مرحلة ثانية يتطور هذا الغزو ليصبح إقليميا فتخرج الخلايا السرطانية من القولون لتنتقل عبر الخلايا اللمفاوية إلى أعضاء أخرى من الجسم وفي المرحلة الأخيرة من تطور المرض يمكن أن تتمركز الخلايا السرطانية التي خرجت من القولون في الكبد لتكون سرطانا أو عدة سرطانات ثانوية.

لا يمكن للثآليل أن تخلف أعراضا وهو ما يجعل إمكانية اكتشافها تقتصر فقط على القيام بتنظير القولون لذلك ينصح الأفراد من تجاوزت سنهم الأربعين القيام بتنظير للقولون بصورة دورية لاكتشاف الثآليل حتى قبل تحولها إلى سرطان. أما في مرحلة الإصابة بسرطان القولون قد تظهر على المريض جملة من الأعراض على غرار الآلام في البطن والتي يتغير موقعها في البطن بتغير موقع السرطان إضافة إلى التغير الحديث في طريقة خروج فضلات الجسم ليحدث للمريض تناوب بين الإسهال والإمساك إلى جانب حدوث نزيف عبر فتحة الشرج .

يمكن لسرطان القولون في مرحلة متطورة أن يؤدي إلى حدوث تعكرات حادة :

• انسداد القولون
• تسمم حاد في الصفق
• ظهور تعفنات ودمل
• حالات نزف حادة

تختلف أنواع العلاجات باختلاف درجة تطور المرض وفي الحالات التي لا يكون فيها الانتشار قد تجاوز مستوى القولون تكون الجراحة هي العلاج الأكثر فعالية حيث نقوم بإزالة إما جزء من القولون أو القولون كاملا وبالتالي يتم التخلص من السرطان ولكن يجب على المريض في هذه الحالة الالتزام بالقيام بمراقبة مستمرة عند المختص تكون هذه العملية عن طريق المنظار أما إذا كان السرطان كبيرا وانتشر في الأعضاء المجاورة قد نلجئ إلى الجراحة عن طريق إجراء فتح عمودي في البطن .

تعتبر الجراحة الاستعجالية نقطة مهمة ومرحلة إنقاذية بالأساس لأننا إزاء حالة انسداد حاد في المصران أو تسمم حاد في الصفق وتهدف الجراحة في هذه الحالة إلى إنقاذ حياة المريض بغض النظر عما إذا تم استئصال الورم حينها أم لا. وفي حالات الانتشار الكبدي للورم يحدد البروتوكول العلاجي بالنظر إلى عدد الأورام الموجودة وحجمها حيث يمكن إتباع العلاج الكيميائي في مرحلة أولى ثم المرور إلى استئصال الكبد أو القيام باستئصال القولون ثم اعتماد العلاج الكيميائي ثم كي الكبد وهي كلها طرق علاجية يحددها المختص حسب حالة المريض.