سرطان البنكرياس

 

سرطان البنكرياس

البنكرياس أو المعثكلة هي غدة توجد في الجهة الخلفية من البطن أي وراء المعدة وأمام العمود الفقري وهي غدة مزدوجة تضطلع بصفة رئيسية بإنتاج هرمونات تعمل على تعديل نسبة السكري في الدم ولها كذلك دور في عملية إنتاج الإنزيمات التي تساعد في عملية الهضم بالنسبة للدهون والنشويات والبروتينات ، هناك عدة أنواع من سرطانات البنكرياس التي تختلف من حيث النوع والخطورة ونسبة الانتشار .

هناك عدة عوامل تجعل الفرد أكثر عرضة لخطر الإصابة بسرطان البنكرياس ويعد التدخين السبب الّأول والمباشر للإصابة بسرطان البنكرياس وهو مرتبط أساسا بكمية السجائر المدخنة وعدد سنوات التدخين ( تشير الدراسات إلى أن الأفراد الذين يدخنون أكثر من علبة سجائر يوميا طيلة عشر سنوات نسبة الخطر بالإصابة لديهم يناهز الثاني والستون بالمائة مقارنة بغير المدخنين) . تمثل السمنة بدورها عاملا هاما في الإصابة بسرطان البنكرياس وبدرجة أقل تأتي العوامل الوراثية والالتهابات المزمنة التي تمس البنكرياس ولها طابع وراثي عائلي ولكن يجب التأكيد في هذا السياق إلى أن احتمالات الإصابة المرتبطة أساسا بالعوامل الوراثية غالبا ما تكون ضعيفة لا تتجاوز نسبتها العشرة بالمائة في حين تسعين بالمائة من حالات الإصابة تكون ناتجة عن حدوث طفرة معينة في خلايا البنكرياس التي تنتج الإنزيمات وهو النوع الأكثر خطرا وانتشارا .

لطالما كانت فئة الذكور هي الفئة الأكثر عرضة للإصابة بسرطان البنكرياس مقارنة بالإناث لكن الدراسات الصادرة في السنوات الأخيرة تؤكد وجود تقارب ملحوظ في نسبة الإصابة من مختلف الجنسين ويعود ذلك بالأساس إلى تقارب نسبة المدخنين لدى الجنسين في السنوات الأخيرة بالنظر إلى أن التدخين هو من أولى مسببات سرطان البنكرياس ، هذا ويجب التأكيد على أنه كلما تقدم الفرد في السن أي تجاوز الستين كلما زاد احتمال إصابة بهذا النوع من السرطان ولكن هذه الحالة لا تنطبق على المصابين بسرطان البنكرياس الناتج عن أسباب وراثية الذين يمكن أن يصابوا حتى في وهم أصغر سنا .

تقارب حالات الإصابة بسرطان البنكرياس لسنة 2020 ما يقارب النصف مليون مريض وعند مقارنة هذه النسبة بإصابات أمراض القلب والشرايين تبدو منخفضة ولكن عند النظر في نسبة الوفيات لسنة 2020 تشير المعطيات إلى وفاة 460 ألف شخص وهي نسبة مرتفعة جدا مقارنة بعدد الإصابات أما بالنسبة لتونس فعدد الإصابات سنويا يتراوح بين الألف والألف وخمس مائة حالة إصابة لذلك من الضروري التنبيه إلى أهمية الحصول على التشخيص المبكر .

تتغير الأعراض المصاحبة لسرطان البنكرياس من شخص لآخر بتغير نوع السرطان وتموقعه في البنكرياس ولكن يمكن تمييز الأعراض التالية :

• تموقع الورم عند رأس البنكرياس : في هذه الحالة غالبا ما يلاحظ المصاب إصفرار في منطقة العين تصاحبه حكة في كامل الجسم
• تموقع الورم عند جسم البنكرياس : يشعر المصاب في هذه المرحلة بآلام مختلفة الحدة متمركزة بالجزء الأعلى من البطن
• تموقع الورم عند ذيل البنكرياس : يصاحبه شعور المريض خاصة بثقل وراء الظهر وقرب العمود الفقري

هذا إلى جانب بعض الأعراض الأخرى كفقدان شهية الأكل ونقص في الوزن ويكمن الخطر لدى المصابين بسرطان البنكرياس أن الأعراض لديهم لا تظهر باكرا فظهور الأعراض هو مؤشر على تطور المرض واستفحاله وغالبا ما تكون هذه الأعراض عامة وغير مباشرة مما يجعل المصاب لا يقوم بزيارة المختص ويكتفي بتناول مسكنات الألم عند الشعور بالأعراض وه ما يجعل نسبة عشرين بالمائة فقط من المصابين يحصلون على التشخيص في مراحل مبكرة من المرض وبالتالي يخضعون للجراح واستئصال الورم مقابل ثمانين بالمائة يكتشفون الإصابات مؤخرا حيث تنعدم احتمالية إجراء الجراحة وبالتالي التخلص النهائي من سرطان البنكرياس

تظهر المضاعفات عادة في فترات متقدمة من تطور المرض كسد لاثنتي عشر بسبب نمو الورم ليصبح أكبر حجما وهو ما يجعل المصاب دائما يتقيأ ولا يستطيع الأكل ، يمكن لسرطان البنكرياس أيضا أن يتفرع ليمس منطقة الكبد كما يمكن له أن يتسبب في حدوث نزيف لدى الأفراد يظهر عند التقيؤ أو التغوط بسبب ضغط الورم على الأمعاء الدقيقة .

يقوم المختص بتشخيص سرطان البنكرياس اعتمادا على عدة تقنيات لعل أهمها التصوير بالرنين المغناطيسي أو التنظير الداخلي بالصدى الذي يساعد على سحب عينة من الورم لتحليل الأنسجة المكونة له وإثر التشخيص يحدد المختص نوعية العلاج الملائم وتعتبر الجراحة الطريقة الأنجع لاستئصال الورم والترقيع من احتمالية التخلص منه نهائيا لكن هناك نوعية أخرى من العلاجات الهامة كذلك كالعلاج الكيميائي والعلاج بالأشعة يحددها المختص حسب درجة تطور المرض .