زرع الأسنان

زرع الأسنان

زرع الأسنان هو تقنية طبية موجودة منذ تسعينات القرن الماضي وما انفكت تتطور خلال السنوات الأخيرة لتصبح الخيار المثالي للأشخاص الذي فقدوا سنا أو عدة أسنان لأسباب مختلفة ويعود الإقبال المتزايد عليها أساس بفضل نتائجها الفعالة . وتحدث عملية زرع الأسنان من خلال التخلص من جذور السن القديمة وتعويضها بدعامات معدنية يتم تثبيتها داخل اللغب وتحتوي هذه الدعامات على مادة يتفاعل معها الجسم فيقوم عظم الفك بالالتحام مع هذه الدعامة في غضون فترة تمتد لأربعة أشهر وبعدها يعود المريض ثانية إلى المختص ويقوم بتركيب السن الاصطناعي فوق هذه الدعامة لتعوض السن القديمة ويمكن اعتماد هذه التقنية إما لتركيب سن واحد أو بعض الأسنان كما يمكن اعتمادها أيضا لتركيب الفم كاملا .

ولا تعتبر زراعة الأسنان خيارا متاحا للجميع ذلك أن الشخص يجب أن يستوفي جملة من الشروط حتى يتمكن من الخضوع لجراحة زرع الأسنان لذلك قبل التوجه إلى الجراحة يقوم طبيب الأسنان بجملة من الفحوصات السريرية للمريض مع طرح عدة أسئلة حول السن ذلك أن الأطفال أو الأشخاص الذين لم يتجاوزوا سن 18 لا يمكنهم الخضوع إلى جراحة زرع الأسنان لأن العظم لم يكتمل نموه بعد ، وإلى جانب السن توجد عوامل أخرى تحدد مدى إمكانية قيام الشخص بزرع الأسنان من عدمها فيجب على الطبيب كذلك معرفة الحالة الصحية العامة للمريض وإن كان يعاني من بعض الأمراض المزمنة أو إذا كانت لديه سلوكيات سيئة كالتدخين أو شرب الكحول لأن استهلاك هذه المواد لا يساعد في عملية اندماج الدعامات المعدنية مع الفك . كما يجب على طبيب الأسنان كذلك القيام بعدة فحوصات أخرى للفم من الخارج لرؤية المفاصل إذا كانت سليمة أو بها أي مشكلة كما يقوم كذلك بفحص الفم من الداخل ذلك أن الفم يجب أن يكون نظيفا وخاليا من الالتهابات أو الأمراض الأخرى حتى يكون مؤهلا لاستقبال السن الجديدة وفي حال وجود أي مشكل يجب علاجه قبل زرع الأسنان لضمان الحصول على نتائج جيدة .

هناك عدة حالات مؤهلة للقيام بزراعة الأسنان كالأشخاص الذين فقدوا سنا بسبب حادث أو بسبب اقتلاعها يمكنه بالتالي تعويضها عن طريق زراعة سن آخر ، كما توجد أيضا فئة من الأشخاص الذين لا يستطيعون تحمل الفم المتحرك إما لأسباب نفسية أو أنه لم يلائمهم ولم يكونوا مرتاحين عند تركيب هذا الفم وأصبح يشكل عائقا لهم في ممارساتهم اليومية يمكنهم اللجوء إلى حل زراعة الأسنان .

كما تمت الإشارة سابقا ، لا يمكن لكل الأشخاص القيام بجراحة زراعة الأسنان وهناك نوعين من موانع زرع الأسنان وهي :

• الموانع مطلقة : وهي الحالات التي لا يمكن فيها أبدا زرع أسنان بسبب الحالة الصحية للفرد التي تمنع قيامه بهذه العملية كالأشخاص المصابين بأمراض القلب وبدرجة خاصة الأشخاص الذين قاموا بتركيب دعامات للصمام أو الأشخاص الذين أصيبو سابقا بالتهابات في الشغاف وبالتالي تكون لجراحة زراعة الأسنان خطورة على صحتهم وليست كل أمراض القلب مستثناة من القيام بهذه الجراحة بل هناك بعض الإصابات التي يمكن معها القيام بزراعة الأسنان شرط أن تتم أولا استشارة الطبيب المباشر للمريض وإتباع بعض التعليمات أو الاجرائات الاستثنائية التي ينصح بها . إلى جانب أمراض القلب توجد أيضا بعض أمراض الغدد التي يمنع معها القيام بزراعة الأسنان وذلك بسبب تأثيرها على جودة عظم الجسم وبالتالي لا يمكن أن تتم الزراعة في هذه الحالة. يمنع القيام بالزراعة لدى الأشخاص المصابين ببعض الاضطرابات النفسية الحادة أو المدمنين على بعض المواد المخدرة كالتدخين والكحول ...
• الموانع النسبية : هناك بعض الحالات التي يمكن للمريض أن يخضع لجراحة زراعة الأسنان شرط القيام بالعلاجات والإصلاحات اللازمة قبل الشروع في زرع الأسنان ومن ذلك مرضى السكري الذين لا يمكنه الخضوع لهذه الجراحة إلا بعد استقرار نسبة السكري في الدم هذا ولا يمكن للأشخاص الذين يخضعون للعلاج الكيميائي زرع الأسنان إلا بعد انتهاء مدة العلاج أما بالنسبة للأشخاص الخاضعين للعلاج بالأشعة يجب عليهم الانتظار لسنة بعد انتهاء العلاج حتى يتسنى لهم زرع الأسنان . وبالنسبة لأمراض الفم بغض النظر عن نوعها كالتهابات اللغب يجب علاجها وتهيئة الفم جيدا قبل بدء إجراءات الزرع هذا وينصح المدخنين أو الأشخاص المستهلكين للكحول للإقلاع عنهم أو التقليل من الكميات المستهلكة حتى تنجح عملية اندماج الدعامات المعدنية في الفك وبالتالي نجاح عملية الزرع.

تتم عملية زرع الأسنان أولا من خلال تركيب الدعامات في اللغب والانتظار لفترة معينة إلى حين اندماجها مع عظم الفك ثم المرور إلى تركيب اسم الاصطناعي وبالنسبة للأشخاص الذين سيقومون بتركيب فم كامل يجب عليهم الخضوع لبعض الفحوصات لتحديد مدى جودة عظم الفم ومعرفة إذا ما كان ممكنا تركيب عدة دعامات في نفس الوقت أو تجزئة العملية لفترات . وغالبا إذا توفرت كل الشروط السابق ذكرها في المريض ستنجح العملية وللحفاظ على النتائج المتحصل عليها ينبغي على المريض أولا الاهتمام بنظافة الأسنان عن طريق تنظيفها ثلاث مرات يوميا مع الحرص على القيام بزيارات دورية لطبيب الأسنان لمراقبة صحة الأسنان وتنظيفها.