دوالي الأطراف والجهاز التناسلي

دوالي الأطراف والجهاز التناسلي

الدوالي هي نقص في الدورة الدموية نتيجة ضعف في الغلاف الخارجية للوريد وخلل في عمل الصمامات التي تعيد الدم إلى القلب وبطول المدة يتسع الوريد ولا يصبح قادرا على إيصال الدم إلى القلب وحينها قد نلاحظ علامات انتفاخ الساقين وبروز عروق كما يمكن أن يشعر المريض يثقل في الساق وتشنجات عضلية وحكة مزعجة.

وتظهر الدوالي نتيجة لعدة عوامل ويعتبر العامل الوراثي العامل الرئيسي يليه العوامل الهرمونية وخاصة هرمون الأستروجين كما يمكن أن يؤدي الوقوف لوقت طويل أو الجلوس لوقت طويل إلى تعطل الدورة الدموية وبالتالي ظهور الدوالي، وتعتبر السمنة أيضا من العوامل التي ترفع من خطر الإصابة بالدوالي نتيجة الضغط على العروق في الساقين.

وإذا لم يتم علاج الدوالي يمكن أن تتطور وتتسع أكثر أكثر وبمرور الوقت تنتفخ الساق وهي الحالة التي تسبق القرحة الوريدية، كما أنه وعند ركود الدم لفترة طويلة يمكن أن يتخثر ويؤدي إلى تخثر وريدي سطحي ليتطور لاحقا ويصبح عميقا وفي مرحلة متقدمة جدا يمكن أن ينتفجر الوريد ويتسبب في نزيف.

ويتطلب علاج الدوالي ارتداء الجوارب الضاغطة كما يمكن أن يتم العلاج عبر حصص الحقن المباشر في الوريد أو عبر التدخل الجراحي ويحدد المختص العلاج بعد القيام بالتشخيص والتأكد من مرحلة تطور الدوالي ويتم التشخيص بالصدى الملون كما يجب على المريض خلال مرحلة العلاج اتباع عادات حياتية صحية من خلال التخفيف من الوزن وممارسة رياضة المشي أو السباحة أو ركوب الدراجة وتعتبر هذه الرياضات الأفضل بالنسبة لمرضى الدوالي.

• دوالي الخصيتين : هو تضخم لوريد أو لعدة أوردة في الصفن الذي يحتوي على الخصيتين فيحدث خلل في عمل الصمامات ولا يتمكن الدم من الدوران بصفة عادية فيتسع الوريد تدريجيا مما يؤدي لظهور دوالي الخصية. وتعتبر أعراض دوالي الخصيتين غير واضحة لذلك عادة ما يتم اكتشافها عند قدوم الرجل للقيام بفحوصات الخصوبة بسبب تأخر الانجاب لتكشف الفحوصات لاحقا عن وجود دوالي الخصية، وتمس دوالي الخصية تقريبا 10 بالمائة من الرجال ولا تظهر أعراضها إلا بعد تطور المرض فيشعر الرجل بآلام في الخصية وغالبا ما تمس الدوالي الخصية اليسرى ويعود السبب إلى أن أوردة هذه الخصية تكون في منحى عمودي والدم عادة يجد صعوبة في العودة إلى فوق لذلك دائما ما يكون هناك احتمال أكبر لظهور الدوالي.ثم إن الدم الذي سيتجمع بالخصية عند حدوث الدوالي سيكون دم غير مصفى وسيرفع من حرارة الصفن وهو ما يصعب من عملية تكاثر خلايا الحيوانات المنوية لذلك عادة ما يحدث تأخر في الإنجاب بالنسبة للرجال الذي يعانون من الدوالي . ويكون تشخيص دوالي الخصيتين سريريا في مرحلة أولى ليلاحظ المختص وجود الانتفاخ في الأوردة المتصلة بالخصية ثم يتم لاحقا القيام بفحص الدوبلار الملون لتحديد درجة تقدم الحالة وبالتالي رسم خطة العلاج المناسبة، وتعالج دوالي الخصية عادة حسب كل حالة فإذا كانت الدوالي في مراحلها الأولى باستعمال الأدوية كما توجد علاجات أخرى كالجراحة المفتوحة أو بالمنظار أو عبر الأشعة وتعالج الدوالي في حالات الألم الكبير أو اضطرابات الخصوبة أو عندما تسبب تغيرا في شكل الخصية.
• دوالي الجهاز التناسلي للمرأة : يمكن أن تظهر الدوالي لدى النساء في الحوض أو المهبل وتسمى " احتقان الحوض" نتيجة لضعف الغلاف الخارجي للأوردة في الحوض فتتسع ويحدث خلل بالصمامات وتصبح غير قادرة على تأمين الدورة الدموية بشكل طبيعي وبالتالي يتراكم الدم في الحوض ويسبب آلام كبيرة. ويمكن أن تصيب هذه الدوالي 30 بالمائة من النساء اللواتي يعانين من الأوجاع المزمنة في الدورة الشهرية أو النساء خلال الحمل الثاني، وتشعر المصابة عادة بألم خلال فترة الحيض وإرهاق واكتئاب وتصل الآلام إلى أسفل الظهر وعند القيام بالعلاقة الجنسية مع شعور بالثقل في الحوض والرغبة في التبول وتقوى هذه الأعراض في الفترة التي تلي الدورة الشهرية أو عند الارهاق. ومن بين العوامل التي تسبب هذه الدوالي هي الأرضية الوراثية والحمل نظرا لارتفاع هرمون الأستروجين في الجسم وهو ما سيؤثر على الأوردة إضافة إلى كثرة إفراز الجسم للسوائل خلال فترة الحمل وهو ما يؤدي إلى حدوث خلل بالصمامات واضطراب في الدورة الدموية ليؤدي لاحقا لانفتاح الأوردة كما أنه خلال الحمل الثاني خاصة سيحدث في جسم المرأة اضطرابات هيكلية وهو ما يمكن أن يؤثر على الأوردة ويؤدي إلى اتساعها. ويحدث التشخيص أولا عبر الاستماع إلى المريضة وإلى الأعراض التي تشعر بها ثم المرور إلى الفحص السريري ولاحقا إلى الفحوصات الإضافية والتي تتمثل عادة في الفحص بالدوبلار الملون أو بالتصوير بالرنين المغناطيسي أو بالأشعة المتقطعة للوريد وتعالج هذه الدوالي بالحقن التي تؤدي إلى نتائج جيدة كما قد تعالج بالقسطرة.