حساسية الربيع

22/10/2022   صحة عامة   1467  
الدكتورة احلام رابح

حساسية الربيع

حساسية الربيع

الحساسية هي رد فعل غير طبيعية للجهاز المناعي تجاه مادة موجودة في المحيط بصفة عادية كالغبار وشعر الحيوانات وبعض أنواع النباتات وهي مواد عادة ما تكون غير ضارة بالنسبة للإنسان الطبيعي ولكن المصاب بالحساسية سيقوم جهازه المناعي باعتبار هذه المواد خطرة ويتعامل معها على هذا الأساس لذلك تكون ردود أفعاله غير طبيعية كالتهيجات التي تحدث في الجهاز المناعي والتي تتسبب في ظهور أعراض الحساسية ، فعندما يتعامل الجسم مع هذه المواد كأنها ضارة سيفرز الجهاز المناعي مضادات حيوية والتي تفرز بدورها نوعا من البروتيين هو الذي يتسبب في ظهور كل الأعراض من التهابات وكحة والتي تختلف باختلاف العضو المصاب بالحساسية .

أسباب الإصابة بالحساسية

توجد عدة أسباب وراء إصابة الفرد بالحساسية ومنها :

  • العوامل الوراثية: يعتبر العامل الوراثي عاملا هاما وراء الإصابة بالحساسية بمختلف أنواعها فالأفراد الذي لديهم تاريخ عائلي مع الإصابة بالحساسية خاصة بالنسبة للأقارب من الدرجة الأولى كالآباء والإخوة يكون هؤلاء الأشخاص مهيئين أكثر من غيرهم للإصابة بالحساسية ويمكن أن تكون هذه الحساسية مختلف عن حساسية الأقارب أما بالنسبة للأشخاص العاديين الذي لا تاريخ لهم مع الإصابة بالحساسية يكونون أيضا معرضين للإصابة بنسبة 10 بالمائة.
  • عامل التلوث : ونعني به تلوث المحيط خاصة في المدن الكبرى أين ينتشر التلوث بصورة ملحوظة فالجسيمات التي تخرج من دخان المصانع والسيارات يمكن لها أن تدخل في الجهاز التنفسي وأن تتسبب في حدوث التهابات مزمنة وهذه الالتهابات تكون أرضية خصبة لجسيمات الغبار والأزهار التي تدخل إلى القصبات الهوائية مما يرفع من احتمالية الإصابة بالحساسية.
  • عامل السن : تنتشر الحساسية خاصة لدى الأطفال من سن ثلاث سنوات إلى خمسة عشرة سنة لكن هذا لا ينفي احتمالية إصابة الفرد بالحساسية في سن متقدمة، أما بالنسبة للأطفال الرضع فهم معرضين للإصابة ببعض أنواع الحساسية كحساسية الجهاز التنفسي والحساسية من بعض المواد الغذائية وترتفع احتمالية إصابته خاصة إذا كان لديهم تاريخ عائلي مع الحساسية.
حساسية الربيع

حساسية الربيع هي حساسية موسمية تظهر خلال فصل الربيع أو الصيف وهناك عدة أنواع من النباتات التي تسبب حساسية الربيع والتي تتسبب فيها أساسا حبوب اللقاح التي ينتجها الجزء الذكري من الزهرة وتكون مهمتها الانتقال من زهرة لأخرى للقيام بعملية التلقيح حتى تثمر أو تزهر النبتة ، هذه الحبيبات تنتقل عبر الهواء ويمكن أن تسير لعدة كيلومترات يساعدها في ذلك وجود رياح قوية خاصة ويمكن لهذه الحبيبات أن تنتقل أيضا عبر أرجل الحشرات كالنحل. إن أغلب حبوب اللقاح لا تصل إلى القصبات الهوائية والرئتان نظرا لكبر حجمها لذلك تتوقف على مستوى الأنف وهو ما يفسر ظهور جل الأعراض على مستوى الأنف خاصة ولكن هنالك بعض الحبيبيات كبيرة الحجم نسبيا التي من الممكن أن تدخل إلى القصبات الهوائية وتنتجه عنا عدة أعراض كالربو والكحة.
وكل نبتة لها موسم للتلاقيح خاص بها ولعل أول النباتات التي تبدأ عملية التلقيح مبكرا هي أشجار الكالاتوس والزيتون التي تبدأ منذ أواخر شهر جانفي وتأتي بعدها أزهار العشب والقمح والشعير خاصة في الربيع كما توجد كذلك بعض الأنواع التي يحدث معها التلقيح في أواخر فصل الصيف وهو ما يجعل أعراض الحساسية تكون أقوى في من شخص لآخر في فترات مختلفة من الربيع كل حسب نوع الأزهار التي سببت له التحسس .

الأعراض

تشبه أعراض حساسية الربيع تقريبا أعراض مختلف حساسيات الجهاز التنفسي ومن أكثر الأعراض ظهورا هي التهابات الجيوب الأنفية وهي موجودة تقريبا في كل حساسيات الربيع وتبدأ عادة بصورة مفاجئة حيث يصاب الشخص بنوبات من العطس أو الكحة يصاحبها سيلان في الأنف وأحيانا انسداد الأنف ليلا، كما يمكن أن تؤثر الحساسية على العين كذلك فيشعر الشخص بكحة مستمرة في العين واحمرار وتساقط الدموع أما في بعض الحالات يمكن أن تصيب الحساسية الجهاز التنفسي الداخلي فيمكن أن تحدث التهابات في القصبات الهوائية تظهر على شكل كحة ليلة أو تصفير في الصدر وضيق في التنفس.

العلاج

على الطبيب أولا القيام بالتشخيص لتحديد ما إذا كانت الأعراض مرتبطة بالحساسية أم بسبب آخر ويقوم التشخيص على طرح جملة من الأسئلة على المريض حول الأعراض وأوقات ظهورها كما يقوم المختص في مرحلة لاحقة باختبارات للحساسية لتحديد نوع المواد المسببة للحساسية . ويكون العلاج الأولي مستهدفا الأعراض فيسعى الطبيب تقديم جملة من الأدوية للمريض لتخفف عنه حدة الأعراض وتتمثل هذه الأدوية في قطرات للعيون وبخاخات للأنف لتعديل احتقانه مع إمكانية تقديم حبوب تمنع إفراز الجسم للبروتين المسبب للتهيج وإذا تواصل الأعراض رغم حرص المريض على أخذ الأدوية بانتظام أو إذا لاحظ الطبيب أن الأعراض تشتد كل سمة يمكن أن يلجئ في هذه الحالة إلى العلاج الجدري للحساسية من خلال إزالتها من جذورها ويقوم هذا العلاج بمهمة تدريب الجهاز المناعي على التعود على المادة المسببة للتحسس وعدم القيام بردود أفعال قوية تجاهها ويكون هذا العلاج إما في شكل حقن يتم حقنها تحت الجلد تحتوي على كميات قليلة من المادة المسببة للتحسس ويبدأ الطبيب في مضاعفة الكمية المحقونة تدريجيا حتى يستطيع الجسم انتاج مضادات حيوية لتلك المواد وعد اعتبارها خطيرة كما يمكن أن يكون هذا العلاج في شكل قطرات يتم وضعها تحت اللسان يوميا مع تركها لفترة قصيرة ثم بلعها ، وبالنسبة لبروتوكول حساسية الأزهار لا يتم وصف هذا العلاج للمريض على مدار السنة بل يبدأ في استعماله قبل فترة من بداية الأعراض إلى حين نهاية فصل الصيف ويعتبر هذا العلاج ناجعا وفعالا طالما التزم ولم يتخلف عن استعمال الأدوية في مواقيتها.


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery