الحساسية

29/10/2022   صحة عامة   2667  
الدكتور خليل زيان

الحساسية

الحساسية

تندرج الحساسية ضمن الأمراض الشائع انتشارها في مختلف أنحاء العالم وتكون نتيجة لردة فعل غير طبيعية يقوم بها الجهاز المناعي عند تعرضه لمادة خارجية موجودة في المحيط بصفة عادية لكنه يعتبرها كجسم عدو ويتعامل معها على هذا الأساس وهو ما يجعل ردة فعل الجسم مبالغ فيها فيحدث تهيج ويظهر تبعا لذلك جملة من الأعراض المصاحبة للحساسية ومنها الكحة والعطس واحمرار العين وسيلان الأنف وغيرها من الأعراض التي تمس مباشرة العضو المصاب بالتحسس...

تصيب الحساسية مختلف الفئات العمرية ولكنها تظهر خصوصا لدى الأطفال ويمكن أن تبقى أو أن تختفي لوحدها بعد أن يتمكن الجهاز المناعي من التغلب على التحسس الموجود تجاه مادة معينة و هناك عدة عوامل ترفع من خطر إصابة الشخص بالحساسية مقارنة بغيره من جملة هذه العوامل نذكر أن النساء الحوامل اللواتي يدخن يكون أطفالهن أكثر عرضة للإصابة بالحساسية مقابل الأطفال العاديين وأيضا إدخال الأكل إلى الرضع قبل وقته يجعلهم معرضين للإصابة بالحساسية تجاه أنواع معينة من الأغذية وفي المقابل نجد أن الرضاعة الطبيعية تقلل من خطر إصابة الفرد بالحساسية. دون أن ننسى كذلك العوامل الوارثي وعامل التلوث الذي يؤذي الجهاز التنفسي ويعرضه لخطر الحساسية. وتنصح بعض الدراسات بتعريض الطفل إلى العالم الخارجي كالحدائق والحيوانات مما سيساعد على تعزيز الجهاز المناعي للطفل والتقليل من خطر إصابته بالحساسية ويمنع كذلك في ذات السياق الاستعمال المفرط للمضادات الحيوية لأنها تساهم في تدمير الجراثيم النافعة والتي تكون جزء هاما من الجهاز المناعي وبالتالي فإن تلف هذه الجراثيم النافعة يفسح المجال أمام الجراثيم على اختراق الجسم والتأثير فيه.

تعتبر الأعضاء الأكثر تأثرا بالحساسية والتي تظهر عليها الأعراض بصفة واضحة هي المناطق المعرض مباشرة للمواد المسببة للتحسس لذلك تكون الأعراض التي تظهر لدى مرضى الحساسية مرتبطة بالجهاز التنفسي كالأنف والرئتين أو أن تظهر على مستوى العيون أو الجلد ولطن هذه الحساسية وفي مرحلة متقدمة يمكن أن تؤثر على أجهزة أخرى في الجسم حتى وإن لم تكن معرضة مباشرة إلى المادة المسببة للتحسس .

الحساسية الكاذبة هي حالة تصيب المريض أطلق عليها هذا الاسم لتشابه أعراضها مع أعراض الحساسية العادية ولكن الاختلاف يكمن في اختلاف أسبابها ،والتي يأتي على رأسها المواد الصبغية والمواد الحافظة ومُحسّنات الطعم الموجودة في الكثير من الأطعمة في وقتنا الحالي لذلك نجدها غالبا عند تناول الشخص بعض الأطعمة كالتونة خاصة ويمكن تمييزها عن الحساسية العادية بأن الحساسية العادية تظهر لمجرد تعرض المريض ولو بصورة ضئيلة إلى المادة المسببة للتحسس بينما يحتاج ظهور أعراض الحساسية الكاذبة تناول المريض لكمية من المادة المسببة للتحسس .

وعادة لا يتعامل الأفراد مع الحساسية باعتبارها مرضا جديا بل يتجاهلون الأعراض أو يحاولون فقط الابتعاد عن المواد التي سببت لهم التحسس دون زيارة الطبيب ولكن زيارة الطبيب في الحقيقة هيا ضرورية لعدة أسباب أولها أن الأعراض التي تظهر ليست بالضرورة يكون سببها حساسية بل هناك بعض الأمراض التي تمس الكبد والكلى تظهر على المريض بها أعراض مشابهة للحساسية وهنا يكون دور المعالج في التفطن لهذا الأمر وتوجيه المريض للقيام بالفحوصات اللازمة لإبعاد احتمال أن تكون هذه الأعراض راجعة لمرض غير الحساسية وفي مرحلة ثانية يقوم المعالج بتحديد المواد المسببة للحساسية ثم يصف للمريض الدواء ويوصيه بعدم التقرب من المواد المسببة للتحسس ويكون العلاج قائما على علاج الأعراض وعلى تدريب الجهاز المناعي على التعامل مع تلك المواد بطريقة عادية حتى لا يحدث التهيج وتظهر الأعراض.


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery