جفاف العين

27/11/2022   صحة العين   2781  
الدكتور عصام الدين العش

جفاف العين

جفاف العين

لفهم إشكاليات جفاف العين يجب أولا استيعاب دور الدموع في العين وأهميتها فالدموع هي إفرازات موجودة أمام العين ولها عدة المهام الأولى تتمثل في ترطيب العين وحمايتها من الجفاف كما تحتوي الدموع أيضا على مغذيات لقرنية العين وتحتوي كذلك على جزء من الجهاز المناعي وبالتالي فهي تقوم بدور حماية العين من التعفنات الجرثومية. وتتكون الدمعة من ثلاث طبقات وتكون الطبقة الأولى مخاطية تجعل الدمعة ملتصقة بالعين والطبقة الثانية هي طبقة سائلة تحتوي على مغذيات القرنية كما توجد أيضا طبقة سطحية زيتية تمنع التبخر السريع لدمعة العين وعند الحديث عن جفاف في العين نعني به شيئين إما عدم إفراز العين لكمية كافية من الدموع أو أن الدموع تصنع ولكنها تتبخر سريعا نتيجة لقلة المادة الزيتية في العين.

الأسباب

إن نقص انتاج العين للدموع يصيب خاصة الأشخاص المتقدمين في السن وخاصة النساء بعد فترة توقف الدورة الشهرية وتوجد كذلك ظروف صحية بدنية أو موجودة داخل العين تتسبب بهذا الجفاف كمرض الروماتيزم الذي يؤدي إلى قلة إفراز كل السوائل من الجسم بما في ذلك الدموع لذلك يمكن أن يسبب جفاف العين هذا إلى جانب مرضى السكري فالعين تحتوي على مجسات تساعدها على تحديد البيئة الموجودة بها العين إذا كانت رطبة أو جافة لتحدد كمية الدموع التي ستفرزها ولكن بالنسبة لمرضى السكري فإن هذه المجسات تفقد الإحساس مما يجعل العين غير قادرة على تحديد البيئة الموجودة بها ويمكن أن يؤدي فشل الغدة الدرقية أيضا إلى جفاف العين ذلك أن الغدة الدرقية عادة تساعد العين على إفراز الدمع وبالتالي إذا كان هناك فشل في الغدة الدرقية سيضطرب معه إفراز الدموع بالعين . إلى جانب هذه الأسباب يمكن أن تؤدي بعض الأدوية كمضادات الاكتئاب وأدوية علاج حبوب الشباب لجفاف العين. وتوجد بعض الأسباب الموجودة داخل العين بذاتها والمسببة لهذا الجفاف كالارتداء الدائم للعدسات اللاصقة أو استعمال قطرات العيون لفترات طويلة بالنسبة للأشخاص المصابين بالكحلي.

ويعتبر العامل الثاني المسبب لجفاف العين هو التبخر السريع للدموع ذلك أنه توجد بشفرات العين غدد زيتية تصنع المادة التي تحافظ على الدموع بالعين لأطول مدة ممكنة وبالتالي إذا أصيبت هذه الغدد بأي مشكل أدى إلى انسدادها سيصبح تبخر الدمع سريعا ويمكن أن يؤثر في تبخر دمع العين بعض العوامل الأخرى كطبيعة عمل الشخص خاصة إذا كان معرضا دائما إلى الحرارة المرتفعة أو الغبار أو الريح .

الأعراض

تكون الأعراض بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من التبخر السريع للدموع متمثلة في كثرة نزول الدمع بسبب عدم وجود المادة الزيتية التي تحافظ على الدموع داخل العين أما إذا كان الشخص يعاني من قلة إنتاج الدموع فقد يشعر بحكة وكأن العين بها بعض حبيبات الرمل كما قد يجد هؤلاء الأفراد صعوبة في فتح العين خاصة عند الاستيقاظ صباحا.

التشخيص

يمكن أن يحدث التشخيص من خلال طرح بعض الأسئلة على المريض كما يمكن أن يلجأ الطبيب إلى بعض الفحوصات الأخرى كوضع ورق معين أسفل العين ودرجة امتصاص هذا الورق لدموع العين ستكشف له وجود الجفاف من عدمه فإذا كانت نسبة الامتصاص 10 مم لا يوجد جفاف أما إذا كانت أقل فهو مؤشر على جفاف العين، وتوجد تقنيات أخرى يمكن أن يعتمدها المختص في التشخيص أيضا كتصوير الغدد.

العلاج

إن جفاف العين ينقسم لمراحل وتختلف علاجاته باختلاف هذه المراحل وتكون البداية أولا من خلال تغيير بعض العادات اليومية كالابتعاد عن مسببات الجفاف من الريح والغبار إلى جانب الإكثار من شرب الماء وتجنب ارتداء العدسات اللاصقة مع علاج الأسباب المرضية المؤدية لجفاف العين كالروماتيزم ويمكن في بعض الحالات أن يصف المختص أدوية تساعد على ترطيب العين. أما في الحالات المتقدمة يمكن اعتماد تقنية سد القناة الدمعية المؤدية إلى الأنف مما يجعل الدموع تضل لصيقة بالعين لفترة أطول كما يمكن اتباع أيضا تقنية سحب مصل دم المريض ومزجه ببعض المكونات الأخرى ثم تقطيره في العين ونظرا لاحتواء المصل على مغذيات وعلى خلايا مناعية تساعد هذه التقنية في التحسن السريع لحالة العين.


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery