تلاقيح نزلة البرد وتلقيح فيروس كورونا

تلاقيح نزلة البرد وتلقيح فيروس كورونا

تلقيح نزلات البرد هو تلقيح تم تطويره إذ كان بداية يحتوي على سلالة واحدة من نزلات البرد ثم أصبح فيما بعد يحتوي على سلالتين ثم ثلاث سلالات في السنوات الأخيرة وفي سنة 2021 أصبح يحتوي على أربع سلالات من نزلات البرد وهو تلقيح يتم القيام به كل سنة وتتغير تركيبته سنويا حسب السلالات المنتشرة. ويكون تلقيح نزلة البرد موجه بالأساس إلى المسنين أو من يعانون من أمراض مزمنة أو من أمراض على مستوى الجهاز التنفسي بغض النظر عن أعمارهم كما ينصح به كذلك بالنسبة للنساء الحوامل بهدف التخفيف من حدة أعراض نزلة البرد ووقاية هؤلاء الأفراد من مضاعفات نزلات البرد.

ويخلط الكثيرين بين لقاح نزلات البرد ولقاح فيروس كورونا وهذا ليس صحيحا بالمرة إذ تختلف تركيبة لقاح فيروس كورونا اختلافا جذريا ولقاح نزلة البرد وذلك بسبب اختلاف المرضين رغم أنهم استهداف كليهما للجهاز التنفسي وبالتالي فغن تلاقيح فيروس كورونا تهدف بالأساس إلى حماية الأفراد من الإصابة وحمايتهم كذلك من حدة مضاعفات الإصابة على سلامتهم ولكن هذا التلقيح لا يحمي من نزلات البرد.

وفي البداية بما أن المضاعفات الجانبية المحتملة للقاح فيروس كورونا لم تكن محددة بدقة أقرت منظمة الصحة العالمية ضرورة المباعدة بين جرعة لقاح فيروس كورونا وجرعة لقاح نزلات البرد ولكن لوحظ من خلال التجربة في عدة بلدان أن اخذ الجرعتين متزامنتين في نفس اليوم لا يضر بالمريض بل بالعكس يرفع من مدى فاعلية اللقاحين ويقوي في مناعة المريض. ويعتقد بعض الأشخاص في هذا الإطار وتزامنا مع فيروس كورونا المستجد ضرورة أخذ جرعتين من لقاح نزلة البرد بهدف تعزيز الحماية ولكن هذا ليس صحيحا فتركيبة لقاح نزلة البرد متكاملة على نحو لا يجب أن تأخذ منه إلا جرعة واحدة سنويا ولكن في بعض الحالات الخاصة يمكن أخذ جرعتين بالنسبة للأطفال من سن 6 أشهر إلى حدود 8 سنوات إذا لم يتلقى الطفل في حياته سابقا أي جرعة من لقاح نزلة البرد وشريطة أن يتم المباعدة بين الجرعتين بحوالي شهر.

وأمام تكاثر السلالات التابعة لفيروس كورونا يتساءل العديدين حول مدى فاعلية اللقاح خاصة بخصوص السلالات التي ظهرت بعد تطوير اللقاح وتؤكد الدراسات هنا على أن التلاقيح ناجعة للحد من انتشار الفيروس بأنواعه بينما تذهب دراسات أخرى للبحث أكثر حول مسألة مدى فاعلية اللقاح مع السلالات المطورة حديثا ولكن عموما يذهب الأطباء إلى اعتبار أن إجراء جرعتين أو ثلاثة من تلقيح فيروس كورونا تحمي من جميع السلالات.

وقل انتشار نزلات البرد خلال سنة 2020 على مستوى وطني وعالمي ويعود هذا أولا إلى استفحال فيروس كورونا وإلى الإجراءات الوقائية التي تم اعتمادها من طرف الأشخاص مثل المباعدة الجسدية وغسل اليدين وغيرها من الإجراءات التي ساهمت في الحد من سرعة ومدى انتشار نزلات البرد ورغم إيجابية الأمر إلا أنه هناك مخاوف طبية مردها كون الأشخاص الذين لم يصابوا خلال سنة 2020 بنزلة البرد لم تستطع أجسامهم أن تطور من نظامهم المناعي وبالتالي توجد مخاوف حول حدة الأعراض عند إصابته بنزلة برد. وبسبب ظهور متحور أوميكرون هذه السنة إلى جانب عودة فيروس نزلات البرد يخلط العديدين بين أعراض المرضين لتشابههما كثيرا لذلك ينصح كل من ظهرت عليه الأعراض التوجه إلى الطبيب قصد الحصول على التشخيص المناسبة أو القيام باختبار فيروس كورونا في مخابر التحاليل أو الموجود في الصيدليات.

ونؤكد أخيرا على ضرورة أخذ جرعات التلقيح كامل إذ تشير الأرقام إلى أن 50 بالمائة من الأشخاص الموجودين بأقسام الإنعاش جراء إصابتهم بفيروس كورونا بفرنسا هم أشخاص لم يتلقوا التلاقيح كما تؤكد الأرقام أيضا إلى سرعة تدهور وتعكر الحالة الصحية للمرضى الذين لم يقوموا بالتلاقيح مقارنة بالأشخاص الذين تلقوا الجرعات كاملة.