تأثير سرطان الثدي على الحياة الجنسية لدى الأزواج

08/01/2023   العلاقات الزوجية   3068  
الدكتورة يسرى الجملي

تأثير سرطان الثدي على الحياة الجنسية لدى الأزواج

تأثير سرطان الثدي على الحياة الجنسية لدى الأزواج

من حق الزوجين خلال مسار تحدي سرطان الثدي أن تكون لهم علاقة جنسية قد تكون مختلفة قليلا عن السابق على نحو تراعي في خصوصية الزوجة، وعادة عند التطرق إلى مسألة سرطان الثدي من قبل المختصين يتم الحديث عادة عن أهمية التقصي المبكر وآليات العلاج وأهمية الجانب النفسي في علاج السرطان ولكن لا يتم التطرق دائما إلى مسألة العلاقة بين الزوجين وتأثير المرض عليها وعلى الشريك رغم أهمية هذا الجانب في مسار علاج السرطان. وبفضل التطور العلمي لم يعد سرطان الثدي مرضا قاتلا بل يمكن التعايش مع الإصابة وعلاجها ويمكن للمرأة أن تتخلص نهائيا من السرطان وأن تعود لحياتها العادية ولذلك نتحدث في هذا الإطار عن جودة الحياة بعد المرض وتشير عدة دراسات أن العديد من النساء اللواتي تعافين من السرطان لم تعد حياتهم الزوجين كما في السابق لا سيما على مستوى العلاقة الجنسية.

لماذا يؤثر سرطان الثدي على الحياة العاطفية والجنسية لدى الأزواج؟

تختلف تأثيرات سرطان الثدي على العلاقة الزوجين باختلاف العلاقة بين الشريكين والدعم الذي يقدهم الشريك للزوجة خلال فترة المرض وأيضا حسب درجة تقبل المرأة لإصابتها وطريقة التعاطي مع المرض ويعود ذلك إلى عدة عوامل وهي:

  • رمزية الثدي : الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يهتم خلال العلاقة الجنسية بإثارة الثدي وللثدي بالنسبة للمرأة رمزية الخصوبة والأنوثة والإغراء وتعزيز الثقة بالنفس وبالتالي فإن الإصابة بسرطان الثدي تؤثر على رمزية الثدي للمرأة وعلى رؤيتها لهذا العضو
  • علاجات سرطان الثدي : أغلب علاجات سرطان الثدي على غرار العلاج الهرموني أو الكيميائي أو العلاج بالأشعة هي علاجات تؤثر على رغبة المرأة الجنسية وتؤثر أيضا على خصوبتها كما يمكن للمرأة أن تشعر بآلام خلال العلاقة وهو ما يجعلها تفقد الرغبة أو المتعة عند القيام بالعلاقة الجنسية.
  • العلاقة مع الزوج: يعتبر الزوج الشريك طرفا مهما في رحلة العلاج من سرطان الثدي واختلاف العلاقة بين الشريكين يؤثر في طريق تعاملهما مع المرض إذ يختلف الأمر بين شريكين يحبان بعضهما وبين شريكين اختارا بعضهما فقط من أجل الزواج أو بدافع الجمال الجسدي فقط كما يكمن الاختلاف أيضا في ثقافة الزوجين وكلما كان الشريكين قريبين من بعضها البعض كلما كان الوضع أفضل بالنسبة لهما.
  • رد فعل المرأة تجاه السرطان : تختلف ردود أفعال النساء عند الإصابة بالسرطان وطريقة تقبلها لحقيقة المرض باختلاف مرحلة العلاج ودرجة تطور المرض ويمكن لردود أفعال المرأة أن تؤثر على رغبتها في ممارسة العلاقة الجنسية وهناك أيضا حالات الاكتئاب واضطرابات التوتر مما يجعل المرأة غير مستعدة نفسيا ولا تجد الإثارة الجنسية. هذا ويمكن أن تتغير نظرة المرأة للحياة بعد التماثل للشفاء والعودة إلى حياتها الطبيعية لتكون أكثر إقبالا على الحياة وأكثر نضجا وتغيرا في الاهتمامات والأولويات وهذا التطور إذا لم يرافقه تطور للشريك يمكن أن يجد الشريكين نفسهما مختلفين جدا في طريقة التفكير وفي رؤاهم المستقبلية مما يجعلهم غير قادرين على الاستمرار في العلاقة. ويمكن في بعض الحالات أن يفقد الزوج الرغبة الجنسية نتيجة لفقدانه للإثارة تجاه الزوجة وجسمها وهنا يأتي دور المعالج النفسي لمساعدة الزوجين على التأقلم مع التغيرات الحاصلة وبناء أسس جديدة للعلاقة.
متى يجب زيارة المعالج النفسي؟

الجنس والحياة الجنسية قد لا تكون مسألة أولوية خلال الفترة الأولى من اكتشاف المرض وبداية العلاج ويمكن الاكتفاء بالعناق وكل ما من شأنه أن يشعر الزوجة بالأمان وبحب الشريك لها ومساندته لها في مرضها، وإثر التعافي قد يتفطن الشريكين إلى وجود مشكل في العلاقة الجنسية بينهما ويكون بسبب تأثيرات العلاج التي تؤدي خاصة إلى جفاف المهبل أو إلى ضمور المهبل مما يجعل العلاقة الجنسية تصبح مؤلمة جدا ويجعل المرأة تفقد الرغبة والمتعة للقيام بالعلاقة ويمكن أن تصل أحيانا إلى حد التشنج المهبلي الثانوي كما دون أن ننسى باقي تأثيرات العلاجات كآلام المفاصل والإرهاق المستمر وبطئ الوصول إلى اللذة الجنسية، هذا ويمكن أن تؤثر جملة هذه الاضطرابات على الشريك أيضا الذي يمكن أن تصبح لديه مشكلة في الانتصاب أو سرعة القذف أو انعدام الرغبة الجنسية وبما أن كل هذه العناصر تؤثر في الأخير على مستوى الأداء الجنسي للزوجين يجب زيارة المختص لحل هذه المشكلات.


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery