تأثير الكوفيد على صحة الأسنان

تأثير الكوفيد على صحة الأسنان

لا بد للإنسان عموما سواء أكان مصابا بفيروس كورونا أم لا الاهتمام بصحة أسنانه وذلك عن طريق فرش الأسنان بطريق منتظمة وبمعدل مرتين يوميا مع القيام سنويا بفحص شامل لدى طبيب الأسنان لتفادي ظهور مشكلات في الفم لم يتم التفطن إليها فتصل إلى مراحل حرجة وتكون علاجاتها أصعب. وكشف دراسة تونسية أجريت على عينة من الأشخاص أن يوجد 44 بالمائة فقط من التونسيين ينظفون أسنانهم بمعدل مرتين يوميا مقارنة ب 25 بالمائة من التونسيين ينظفون أسنانهم مرة واحدة في اليوم بينما يوجد 21 بالمائة من الأشخاص لا ينظفون أسنانهم أبدا وهي أرقام تكشف سوء اهتمام أغلب التونسيين بصحة أسنانهم وهو ما تظهر ملامحه في دراسة أخرى أجريت وأثبتت أن نسبة 57 بالمائة من الأطفال الذين لم يتجاوزوا ست سنوات لديهم على الأقل سن مسوس بينما توجد نسبة تقدر ب 84 بالمائة من المراهقين يعانون من تسوس الأسنان و 60 بالمائة من التونسيين عموما يعانون من أمراض اللثة.

يعتقد الكثيرين أن مرض الكوفيد يؤثر دائما على الجهاز التنفسي للإنسان وتكون أعراضه بالضرورة مرتبطة به كالكحة وانسداد الأنف وفقدان حاسة الشم ولكن الحقيقة أن كوفيد يؤثر أيضا على سلامة الفم كذلك فالفم مثله مثل الأنف والحنجرة يحتوي على مستقبلات قادرة على التقاط الفيروس وبالتالي يكون الفم كذلك عرضة للتأثر بفيروس كوفيد ولعل من أشهر الأعراض التي تظهر على مستوى الفم هي فقدان حاسة التذوق وهي ليست العارض الوحيد بل توجد أعراض أخرى كجفاف الفم الناتج عن قلة إفراز اللعب والذي يلعب دورا هاما في حماية الفم من الجراثيم التي قد تعلق به مما يعني أن الأشخاص الذين يعانون من قلة إفراز اللعاب يكونون عرضة أكثر من غيرهم للإصابة بالعدوى الجرثومية ومشاكل التسوس . من بين الأعراض الأخرى التي قد تظهر على الفم نذكر انتفاخ اللسان وظهور خطوط بيضاء عليه مع آلام شديدة، ونذكر أن جملة هذه الأعراض وخلافا للأعراض الأخرى كالحكة وانسداد الأنف التي قد تختفي بعد مرور فترة قصيرة فإن هذه الأعراض يمكن أن تطول مدتها.

في متحور دلتا قد يصف الأطباء للمرضى أدوية سيلان الدم لتجنب احتمالية تخثر الدم والإصابة بالتجلطات ذلك أن الكوفيد قد يتسبب في مرحلة ما في حدوث تخثر بالدم والذي يمكن أن يتسبب في انسداد أحد العروق وبالتالي حصول الجلطات وبما أن الأسنان تحتوي على عروق من الممكن أن يؤدي تخثر الدم إلى انسداد عرق أحد الأسنان وهو ما لا يمكن اكتشافه في البداية لأنه لا يعطي أي علامات لكن يمكن ملاحظته بعد فترة حيث يتحول لون السن إلى الرمادي ويكون دليلا على انسداد العرق وموت السن. وإلى جانب المضاعفات المباشرة التي تظهر على أسنان الأشخاص المصابين بفيروس كورونا هناك مضاعفات غير مباشرة حتى على الأشخاص غير المرضى لعل أهمها تغير نظام حياة الأفراد خلال فترات الحجر الصحي كتناول السكريات بكثرة وإهمال فرش الأسنان وتجنب زيارة طبيب الأسنان وهي كلها ظروف ساهمت في تدهور الحالة العام للفم والأسنان خلال فترة الحجر الصحي وبعده.

مثلما توجد تأثيرات لمرض الكوفيد على صحة الأسنان تجد في المقابل تأثير لمشاكل الأسنان على الكوفيد وبحسب دراسة أجريت في ألمانيا على عينة من المصابين بكوفيد والذي تم تقسيمهم لمجموعتين الأولى من المصابين بأمراض لثة والثانية لغير المرضى بمشاكل اللثة وبمتابعة تطور المرض تبين أن الأشخاص المصابين بفيروس كوفيد ولديهم مشاكل في اللثة كانوا عرضة أكثر للإصابة بمضاعفات فيروس كورونا ودخول الإنعاش بنسبة 12 بالمائة بينما كان الأشخاص الذي لا يعانون من مشاكل اللثة أقل عرضة للإصابة بالمضاعفات بنسبة 2 بالمائة ويعود هذا إلى أن الأشخاص الذين يعانون من جراثيم الفم سيقوم جسمهم بإنتاج الالتهابات لمقاومة الجراثيم وسيؤدي هذا إلى خروج نوع من البروتينات هو مسؤول عن مشاكل التنفس وسيجعل المناعة تقوم بردود فعل عنيفة لمقاومة الالتهاب الأمر الذي سيؤدي إلى مواجهة الخلايا المناعية لا للفيروس فقط بل لباقي خلايا الأعضاء السليمة وهو ما سيؤدي إلى فشل عدة أعضاء وإلى خطر وفاة المريض.