بنية الأسنان و وظيفتها و دلالاتها

يمكن اعتبار البنية الممثل للطبع الأصيل الّذي له علاقة بالجانب الوراثي أو التّكوين الأول للأسنان.فإذا كان الشّخص يمضغ على الجهة المنى ينحرف الفكّ السّفلي إلى جهة المضغ و يكون ذو بنية يمينيّة و العكس إذا كان يمضغ على الشّمال . وتمثّل الوظيفة الجهة المحبّذة للمضغ في الوقت الحاليّ فإذا كان الشّخص يمضغ على الجهة اليمنى فغنّ زاوية المضغ الوظيفيّة اليمنى أصغر من اليسرى و نفس الشّيء بالنّسبة للجهة اليسرى.

مميّزات مراكز الدّماغ اليمنى و اليسرى

لبنية الأسنان ووظيفتها علاقة بتحفيز مراكز الدّماغ و يختلف نصف الدّماغ الأيمن عن نصف الدّماغ الأيسر فالجهة اليسرى فيها مراكز الحساب والعمليّات الذهنيّة المنطقيّة والتّفكير المعتمد على المعطيات المادّيّة المحسوسة كما يتميّز في جانب الأحاسيس بسلوك يتّسم بالرّغبة في القرب والاحتكاك سواء كان إيجابيّا مثل الرقّة و اللّين أو سلبيّا مثل الغضب الّذي يصل إلى درجة التّعنيف و الضّرب. أمّا النّصف الأيمن فيحتوي على مراكز التّفكير الإبداعيّ و العقل الأكثر تجريدا و الأقلّ تنظيما. وفي جانب الأحاسيس يتّسم بسلوك يغلب عليه طابع الرّفض أو التّفادي مثل الخوف و العزوف إلى التّشاؤم و سهولة البكاء.

البنية والوظيفة يساهمان أثناء المضغ في تحفيز جهة معيّنة من الدّماغ أو جهتين معا وعند قراءة حركة الأفواه بدقّة يمكن تحديد المراكز الأقل أو الأكثر تأثّرا بطريقة المضغ , فالشّخص ذو البنية و الوظيفة اليسرى مثلا سيحفّز مراكز الدّماغ اليمنى والعكس صحيح. أمّا في حالة المراوحة بين الجهتين فعندما يكون الأمر أكثر تعقيدا, و تكون الخبرة الّتي يحظى بها المختصّ هي الفيصل في تحديد من الأكثر تأثيرا البنية أو الوظيفة حسب المدّة الزّمنيّة الّتي تغيّرت فيها إتّجاهات المضغ و بصفة عامّة أصحاب هذه الأفواه يكونون أقلّ خللا و أكثر إتّزانا من الأوّلين.

مدى قدرة الفم غير المتوازن على ردّ الفعل

بعد متابعة دقيقة لعدد هامّ من الحالات تمّ التوصّل إلى تحديد أهمّ خصوصيّات الفم غير المتوازن لدى القادرين على الفعل و ردّ الفعل و كذلك لدى غير الإيجابيين أو الأقلّ قدرة من غيرهم على ردّ الفعل. و من أهمّ سمات الأفواه لدى الأشخاص الأكثر فاعليّة (فكّان فسيحان و فكّ سفليّ أقرب للتّربيع و غياب الأسنان المنغرسة أو داخل عظم الفكّ و جرد الأسنان من اللثّة كما تبدو الأسنان بارزة إلى الأمام مع إمكانيّة وجود فراغات بينها بالإضافة إلى تسوّسها و خسارة بعضها بالخلع أو التآكل أو عدم وجودها أساسا.

ومن أهمّ سمات الأفواه لدى الأشخاص الأقلّ فاعليّة هو أن تبدو الأسنان متراجعة إلى الوراء مع غياب الفراغات و يكون الفكّان ضيّقان و الفكّ السّفليّ أكثر إستدارة. وغياب شبه كليّ لتسوّس الأسنان مع إمكانيّة خلع السّليمة منها بالإضافة إلى أنّ بعضها منغرس وغياب تأكلها وعدم جردها من اللثّة.

أهمّ مظاهر إطباق الفم في الإتّجاه العمودي ودلالاتها

تغطّي الأسنان الأماميّة العليا الأسنان الأماميّة السّفلى في الإتّجاه العمودي في الحالة الطبيعيّة بملمتر أو ملمترين. و في الحالة العكسيّة توجد وضعيّتين وهما التّغطية الزّائدة عن العاديّة . و يسيطر لدى هؤلاء الأشخاص التّفكير المرتبط بالماضي على الفعل في الواقع و المستقبل و يمكن معرفة مدى سيطرة المبادىء و القيم المرتبطة بالروحانيّات لدى هؤلاء على كلّ ماهو غريزيّ و مدى غوصهم في العالم الإفتراضيّ.
و يتميّز هؤلاء الأشخاص بغياب العفويّة و يتّسم سلوكهم بالتقيّد بمبادىء محدّدة و بشكل عام هم ميّالون إلى عدم المجازفة سواء فيما يخصّ النّواحي العاطفيّة أو العلاقات بصفة عامّة.

وفي الوضعيّة الثّانية نجد غياب التغطية الكليّة للأسنان أي أنّ إطباق الفكّين أقلّ من العاديّ و يتنفّس هؤلاء عادة بالفم و بطريقة ازدراد غير فيزيولوجيّة كما أنّ اللّسان لديهم يكون في أغلب الحالات في حالة نزول و طافحا و لا تتلامس الأسنان الأماميّة في أكثر الأحيان و بنسبة أقلّ تتلامس الأسنان الخلفيّة . و يكون هذا الشّخص قليل الاعتماد على الذّات و لا يريد أن يخرج من طور الطّفولة و بالنّسبة إليه كلّ شيء غير ممكن و له ارتباط كبير بالأمّ و يفتقد إلى مرتكزات عاطفيّة و التوازن العاطفي و النّفسي إذا كان يعاني من مشاكل في الأسنان الخلفيّة.