بعد وباء كورونا ... هل يهدّد جدري القردة حياة سكّان العالم ؟

23/05/2022   صحة عامة   1492   med.tn

بعد وباء كورونا ... هل يهدّد جدري القردة حياة سكّان العالم ؟



لم يستفق العالم بعد من صدمة جائحة كورونا التي أودت بحياة أكثر من 18 مليون شخص في العالم و لا تزال تسجّل حضورها بين الحين و الأخر لتحصد مزيد الأرواح بظهور موجة
جديدة في كلّ مرّة ...بعد كورونا يشهد العالم منذ أيّام ظهور جديد لمرض فيروسيّ نادر حيوانيّ المنشأ و هو ما يعرف بجدري القردة... هذا المرض في طريقه للإنتشار في مختلف دول العالم حيث تشير الإحصائيّات الأخيرة التي تناقلتها عديد المصادر إلى تسجيل حوالي 90 إصابة تقريبا فماهو هذا المرض و مدى خطورته و كيف تنتقل العدوى , وهل توجد لقاحات ناجعة ضدّه ؟

ماهو جدري القردة و كيف ينتقل إلى الإنسان ؟

ينتقل فيروس جدري القردة إلى البشر من طائفة متنوعة من الحيوانات البرية، ولكن انتشاره على المستوى الثانوي محدود من خلال انتقاله من إنسان إلى آخر, حسب ما أوردته منظّمة الصحّة العالميّة في أحد تقاريرها.و يضيف نفس المصدر بأنّ جدري القردة مرض نادر يحدث أساساً في المناطق النائية من وسط أفريقيا وغربها .

وينتقل فيروسه من الحيوان إلى الإنسان, وتماثل أعراض إصابته للإنسان تلك التي كان يشهدها في الماضي المرضى المصابون بالجدري، ولكنه أقل شدّة. ومع أن الجدري كان قد استُؤصِل في عام 1980 فإن جدري القردة لا يزال يظهر بشكل متفرق في بعض أجزاء أفريقيا. وينتمي فيروس جدري القردة إلى جنس الفيروسة الجدرية التابعة لفصيلة فيروسات الجدري. وقد أكتشف لأوّل مرّة في عام 1985 بالمعهد الحكومي للأمصال الكائن في كوبنهاغن بالدانمرك أثناء التحري عن أحد الأمراض الشبيهة بالجدري فيما بين القردة.

إنتقال العدوى عبر العلاقة الحميميّة وعن طريق الجهاز التنفّسي

تشير المنظّمة إلى أنّه يمكن أن تتأتّى العدوى بالمرض من الحالات الدالة عن مخالطة مباشرة لدماء الحيوانات المصابة بالعدوى أو للسوائل التي تفرزها أجسامها أو الآفات الجلدية أو السوائل المخاطية، وقد وُثِّقت في أفريقيا حالات عدوى نجمت عن مناولة القردة أو الجرذان الغامبية الضخمة أو السناجب المصابة بعدوى المرض، علماً بأن القوارض هي المصدر الأساسيّ للفيروس.

ومن المُحتمل أن يكون تناول اللحوم غير المطهية جيداً من الحيوانات المصابة بعدوى المرض عامل خطر يرتبط بالإصابة به.وتضيف المنظّمة في تقريرها أنّه يمكن أن ينتقل المرض على المستوى الثانوي أو من إنسان إلى آخر عن طريق المخالطة الحميمة لشخص مصاب بعدوى المرض أو لآفاته الجلدية أو عن ملامسة أشياء لُوِّثت مؤخراً بسوائل المريض أو بمواد تسبب الآفات.

وينتقل المرض في المقام الأول عن طريق جزيئات الجهاز التنفسي التي تتخذ شكل قطرات صغيرة تنتقل عادة عبر التواصل وجهاً لوجه، مما يعرّض أفراد الأسرة لخطر الإصابة بعدوى المرض بشكل كبير. كما يمكن أن ينتقل المرض عن طريق التلقيح أو عبر المشيمة.

علامات المر ض وأعراضه

أكّدت منظّمة الصحّة العالميّة أنّه تتراوح فترة حضانة جدري القردة (وهي الفترة الفاصلة بين مرحلة الإصابة بعدواه ومرحلة ظهور أعراضها) بين 6 أيام و16 يوماً، لكن يمكن أن تتراوح بين 5 أيام و21 يوماً.ويمكن تقسيم مرحلة العدوى إلى فترتين كالتالي

*فترة الغزو (من صفر يوم و5 أيام)، ومن سماتها الإصابة بحمى وصداع مبرح و تضخّم الغدد اللّمفاويّة والشعور بآلام في الظهر وفي العضلات ووهن شديد (فقدان الطاقة)

*فترة ظهور الطفح الجلدي (في غضون مدة تتراوح بين يوم واحد و3 أيام عقب الإصابة بالحمى) والتي تتبلور فيها مختلف مراحل ظهور الطفح الذي يبدأ على الوجه في أغلب
الأحيان ومن ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. ويكون وقع الطفح أشدّ ما يكون على الوجه (في 95% من الحالات) وعلى راحتي اليدين وأخمصي القدمين (75%).

ويتطوّر الطفح في حوالي 10 أيام مم آفات ذات قواعد مسطّحة إلى حويصلات صغيرة مملوءة بسائل وبثور قد تتطلّب ثلاثة أسابيع لكي تختفي تماماً.ويتراوح عدد الآفات بين بضع آفات وعدة آلاف منها. وتصيب أغشية الفم المخاطية (في 70% من الحالات) والأعضاء التناسلية (30%) وملتحمة العين (20%)،و قرنية العين.

ويُصاب بعض المرضى بتضخّم وخيم في الغدد اللمفاوية قبل ظهور الطفح، وهي سمة تميّز جدري القردة عن سائر الأمراض المماثلة.وعادةً ما يكون جدري القردة مرض محدود ذاتياً وتدوم أعراضه لفترة تتراوح بين 14 و21 يوماً، ويُصاب الأطفال بحالاته الشديدة على نحو أكثر شيوعاً حسب مدى التعرض للفيروس والوضع الصحي للمريض وشدة المضاعفات الناجمة عنه.و لا تتجاوز نسبة الوفيات 10 بالمائة حسب الحالات التي تمّ توثيقها و التي تحدث في معظم الأحيان في صفوف الأطفال حسب ما رصدته منظمة الصحة العالميّة.

هل توجد أدوية أو لقاحات لعلاج جدري القردة ؟

لا توجد أيّة أدوية أو لقاحات مُحدّدة متاحة لمكافحة عدوى جدري القردة. وقد ثبت في الماضي أن التطعيم ضد مرض الجدري المعروف ناجع بنسبة 85% في الوقاية من جدري القردة، غير أن هذا اللقاح لم يعد متاحاً بعد أن أُوقِف التطعيم به في بعد استئصال مرض الجدري من العالم. ورغم ذلك فإنه من المُرجّح أن يفضي التطعيم المسبق ضد الجدري إلى أن يتخذ المرض مساراً أخف وطأة.

هل يمكن الحد العدوى ؟

<تفيد منظّمة الصحّة العالميّة إلى أنّ العلاقة الحميمة للمرضى هي من أهمّ عوامل الخطر المرتبطة بالإصابة بعدوى الفيروس المسبّب للمرض. وفي ظل غياب علاج أو لقاح محدّد لمكافحته، فإن الطريقة الوحيدة للحد من إصابة الناس بالعدوى هي الوعي بعوامل الخطر المرتبطة به وتثقيف الناس بشأن التدابير التي يمكنهم اتخاذها من أجل الحد من معدل التعرّض له والتي من أهمّها الحد من خطر انتقال العدوى من إنسان إلى آخر , و ذلك بتجنّب المخالطة الجسدية الحميمة للمصابين بعدوى جدري القردة، ولابد من ارتداء قفازات ومعدات حماية عند الاعتناء بالمرضى، كما يجب الحرص على غسل اليدين بانتظام بعد عمليّة العناية بهم أو زيارتهم.

وتضيف المنظّمة بأنّه للحد من خطر انتقال المرض من الحيوانات إلى البشر. من الضّروريّ الوقاية من انتقال الفيروس في البلدان التي يوجد بها بطهي كل المنتجات الحيوانية بشكل جيّد قبل أكلها، كما ينبغي ارتداء قفازات وغيرها من ملابس الحماية المناسبة عند الإهتمام بالحيوانات المريضة أو أنسجتها الحاملة للعدوى وأثناء ذبحها./p>


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery