بطانة الرحم المهاجرة

19/01/2023   صحة المرأة   2161  
الدكتورة منال بن خديجة

بطانة الرحم المهاجرة

بطانة الرحم المهاجرة

بطانة الرحم هي النسيج المبطن للرحم الذي يسقط خلال الدورة الشهرية في حال عدم حدوث حمل بينما يعشش بداخله الجنين عند الحمل وبطانة الرحم المهاجرة هي الحالة التي نجد فيها نسيج بطانة الرحم في غير مكانه حيث يمكن أن نجده بمناطق أخرى من الجسم كالحوض أو قنوات فالوب أو المبيض أو المهبل أو حتى الشرج وفي بعض الحالات الخاصة يمكن أن نجد نسيج بطانة الرحم موجودا في جدار المعدة أو في الرئة أو المخ.

الأسباب

ولم يتم إلى الآن تحديد الأسباب الواضحة وراء بطانة الرحم المهاجرة في المقابل توجد نظريات ترى أن الأنسجة الموجودة بالأماكن التي نجد بها بطانة الرحم تتحول بمفعول الهرمونات أو بسبب نقص المناعة لتصبح بطانة رحم بينما يوجد رأي آخر يعتبر أنه خلال الدورة الشهرية يمكن أن لا تنزل بطانة الرحم إلى المهبل بل يعود الدم إلى الوراء حاملا معه نسيج البطانة لتنزل في الحوض لذلك نجد أغلب حالات بطانة الرحم المهاجرة في الحوض ويمكن أن تمس أيضا قنوات فالوب والمبيض.

وعادة تبدأ حالات الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة منذ سن البلوغ إلى حين انقطاع الدورة الشهرية لأنها مرض مرتبط بالهرمونات ومن المستحسن تشخيصه مبكرا للتقليل من سرعة تطوره وإنعكاساته السلبية على صحة المرأة فهو يتسبب في العديد من الالتهابات والأوجاع. ويوجد نوعين من بطانة الرحم المهاجرة بطانة الرحم المهاجرة الخارجية وهي مجهولة الأسباب تمس خاصة النساء في سن الإنجاب وبطانة الرحم المهاجرة الداخلية التي يمكن أن تنتج عن حالات الولادة القيصرية.

عوامل الخطر

رغم عدم وجود أسباب واضحة للإصابة ببطانة الرحم المهاجرة إلا أنه توجد بعض العوامل التي تجعل المرأة معرضة أكثر من غيرها للإصابة بهذه الحالة وهي:

  • العوامل الجينية الوراثية
  • بداية الدورة في سن مبكرة جدا
  • قصر الدورة الشهرية
  • الدورة الشهرية الغزيرة
الأعراض

أهم عرضين يمكن أن تتفطن إليهما المرأة ويستدعيان الذهاب إلى المختص والحصول على تشخيص هما الآلام الشديدة ونقص الخصوبة الذين تنتج عنهما أعراض أخرى منها الفشلة والاكتئاب . ويكون الألم خاصة أثناء الدورة الشهرية بصورة قوية لدرجة تفقد فيها المرأة قدرتها على القيام بأنشطتها اليومية كما يمكن أن تشعر كذلك بآلام خلال العلاقة الجنسية وعند التبول ويمكن لهذه الآلام أن تساعد المختص على تكوين فكرة حول موضع البطانة المهاجرة . ويجدر بالذكر أنه ليست كل حالات بطانة الرحم المهاجرة هيا حالات مرضية تستحق العلاج لأن هذه الحالة يمكن أن تنتج عنها تأثيرات تستدعي تدخل علاجي كما يمكن أن لا تتسبب في أي أعراض وأي تأثيرات على المرأة وبالتالي فهي لا تستحق العلاج في هذه الحالة.

التشخيص

ليست كل الآلام التي تصيب الحوض ناتجة عن بطانة الرحم المهاجرة ذلك أنه توجد عدة أمراض يمكن أن تتسبب في ألم للمرأة لذلك لا يتم تشخيص هذا المرض إلا بعد إجراء كل الفحوصات اللازمة للمرأة، ومنذ زيارتها الأولى يقوم المختص بطرح جملة من الأسئلة على المرأة لمزيد التعرف عل الأعراض وعلى التاريخ العائلي لها ثم يقوم الطبيب بالفحص السريري الموجه إذا كانت المرأة متزوجة لأن هذا الفحص يساعده على رؤية التغييرات في المهبل التي تؤشر على وجود بطانة رحم مهاجرة كما يمكن القيام بالتشخيص بالصدى الذي سيساعد على الكشف عن بطانة الرحم المهاجرة في المبيض.

تأثير بطانة الرحم المهاجرة على الحمل والإنجاب

تؤثر أعراض بطانة الرحم المهاجرة على قدرة المرأة على الإنجاب حيث يمكن أن تتسبب في عدد من الالتهابات والالتصاقات التي تعطل مرور المني إلى البويضة وتلقيحها كما تؤثر أيضا على مخزون البويضات عند المرأة وعلى جودتها بالإضافة إلى أن البطانة تكون ملتهبة بحيث في حال حدوث التلقيح لا يمكن للتعشيش أن يحدث بصورة طبيعية وبالتالي فهو يعرقل مسار الحمل كاملا.

العلاج

بطانة الرحم المهاجرة هي مرض مزمن لذلك فإن العلاجات تكون بهدف التخلص من الأعراض والتأثيرات السلبية لهذه الحالة المرضية لذلك فإن العلاجات تختلف بإختلاف تأثيرات المرض على المرأة حيث إذا كان التأثير مقتصرا على الآلام الشديدة يتم وصف أدوية هرموني تخلص المرأة من هذه الآلام ويمكن أيضا وضع اللولب الهرموني في حال لم تكن المرأة راغبة في الحمل أما بالنسبة للنساء اللواتي يرغبن في الحمل يكون علاجهم عبر المساعدة على الإنجاب من خلال القيام بعملية جراحة لإزالة الالتصاقات بجدار الرحم مما يسهل على المرأة الحمل الطبيعي.


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery