الإقلاع عن التدخين ليس خيارا بسيطا بل هو رحلة تعافي تتطلب عزيمة صادقة ودعما طبيا مدروسا لإرشاد المرضى حول الطرق الأنجع للمساعدة على الإقلاع عن التدخين.
عند اتخاذ قرار الإقلاع عن التدخين، يستحسن تحديد موعد دقيق لبدء هذه الخطوة، إذ يُسهم ذلك في تهيئة الشخص نفسيًا وتعزيز التزامه بالقرار. ومن المهم وضع خطة تدريجية واضحة تتضمن أهدافا مرحلية ملموسة، تساعده على تتبع تقدمه وتحقيق نجاحات صغيرة تعزز ثقته بنفسه. فمثلا، تجاوز الأسبوع الأول دون تدخين يُعد إنجازا محفّزا يدفعه للاستمرار نحو بلوغ الشهر، ثم السنة، مع الاحتفال بكل مرحلة يقطعها على طريق التعافي من الإدمان.
كما يفضل أن يقوم المريض بإعلام عائلته أو الأشخاص المقربين له بهذا القرار للحصول على دعمهم وتشجيعهم طيلة فترة التعافي من إدمان التدخين وضمان عدم استسلام المريض أو شعوره بالإحباط خاصة خلال الفترة الأولى التي يعاني فيها المدمنين على التدخين من أعراض الانسحاب النفسية والجسدية.
البدائل المتاحة للإقلاع عن التدخين
لضمان الإقلاع النهائي عن التدخين ينصح الأطباء باستخدام بدائل ومساعدات خلال الفترة الأولى التي تلي الإقلاع لتخفيف أعراض الانسحاب ونذكر منها :
- دائل النيكوتين : وهي وسائل توفر جرعات محدودة من النيكوتين للجسم لتخفيف أعراض الانسحاب على غرار لصقات النيكوتين أو علكة النيكوتين.
- بدائل السجائر : يمكن أن يستخدم المريض خلال الفترة الأولى للإقلاع عن التدخين بدائل السجائر التقليدية التي تعتبر أقل ضررا وخطورة على الجسم على غرار التبغ المسخن الذي تساعد المريض في التخلي تدريجيا عن السجائر التقليدية في مرحلة أولى ومن ثم تساعده في التخلي النهائي عن كل أشكال التدخين. ولكن في المقابل لا ينصح باللجوء إلى السجائر الإلكترونية نظرا لاحتوائها على نكهات متنوعة من شأنها أن تجذب المدخنين وخاصة الشباب منهم كما أن بعض مكوناتها مجهولة وبالتالي لا يمكن تحديد نسبة ضررها
- تغيير نمط العيش : لضمان الإقلاع النهائي عن التدخين وتجنب خطر حدوث انتكاسة لا بد أن يعمل المريض على تغيير روتين عيشه ومحاولة جعله صحيا قدرا الإمكان حيث ينصح بممارسة الرياضة وتعديل النظام الغذائي فبمجرد أن يلاحظ المريض تحسنا في لياقته البدنية يزداد وعيه واقتناعه بالآثار السلبية للسجائر وضرورة التخلي النهائي عنها.
- أهمية الدعم العائلي والاجتماعي : إن تواجد بيئة مساعدة ومشجعة للإقلاع عن التدخين وتواجد عائلة قريبة من المدمن وداعمة له في جميع لحظات الضعف والقوة تلعب دورا أساسيا في تقوية عزيمة المريض وتعزيز ثقته بنفسه وبقدرته على الإقلاع عن التدخين.
أخيرا، هذه البدائل المتاحة قد تختلف فاعليتها من شخص لآخر، حيث يتملك بعض الأشخاص قدرة على الإقلاع النهائي عن التدخين دون الحاجة إلى أي مساعدة بينما قد لا يستطيع البعض الآخر الإقلاع المفاجئ عن التدخين خاصة إذا كانوا مدمنين على التدخين ولذا يكونون بحاجة إلى مساعدة طبية وإلى استخدام بدائل السجائر التقليدية لفترة زمنية محددة قبل الإقلاع النهائي ولذا ينصح المرضى الراغبين في الإقلاع بزيارة عيادات المساعدة على الإقلاع عن التدخين لرسم خطة إقلاع ملائمة للمريض ووضعه الصحي والنفسي.