النزيف الرحمي: تشخيصه وأسبابه

النزيف الرحمي: تشخيصه وأسبابه

يتمثل النزيف الرحمي في نزول الدم من الرحم خارج مواعيد الدورة الشهرية وتختلف حدة هذا النزيف من ضعيف فمتوسط إلى القوي كما يختلف لون الدم فيتراوح بين الأحمر بتدرجاته فالأسود ويعتبر النزيف الرحمي حالة شائعة لدى النساء حيث يمثل ثلث أسباب عيادة أطباء النساء.

في مرحلة أولى يقوم الأخصائي باستجواب المريضة حول الأعراض التي تعاني منها وتاريخ بداية النزيف كما يبحث الأخصائي في الأدوية التي تستهلكها المرأة وما إذا كانت تستعمل حبوب منع الحمل أو قد قامت بتركيب آلة منع الحمل وعما إذا كانت قد تعرضت سابقا إلى نزيف حاد خلال الولادة فهي كلها عوامل من شأنها أن تتسبب في حدوث النزيف ، وفي مرحلة ثانية يقوم المختص بفحص سريري عبر الكشف بالصدى المهبلي لفحص عنق الرحم وهو ما سيساعد المختص على القيام بتشخيص دقيق لأسباب النزيف المهبلي.

تختلف أسباب النزيف الرحمي بين الأسباب الوظيفية والأسباب العضوية فيمكن أن يكون النزيف ناتجا عن اختلال هرموني وقد يكون نزيف الدم ناتجا عن الاستعمال الخاطئ لحبوب منع الحمل أو بسبب تحرك آلة منع الحمل من مكانه ومع هذا لا بد من عيادة المختص للقيام بالكشوفات اللازمة واستبعاد احتمالية حدوث حمل خارج الرحم ، كما يساعد كشف الصدى المهبلي الذي يقوم به المختص عند تحري سبب النزيف في رؤية عنق الرحم والبحث عن أورام قد تكون موجودة داخله خاصة إذا كانت المرأة تعاني من دورة طويلة تمتد لأكثر من عشرة أيام فقد تكون مؤشرا على وجود أورام في جدار الرحم.

يمكن أن يكون النزيف أيضا ناتجا عن انتفاخ في جدار الرحم الذي قد يكون سببه هرموني خاصة إذا تجاوزت المرأة سن الأربعين وفي هذه الحالة يصف المختص أدوية البروجستيرون لوقف النزيف وفي حال لم يتفاعل الجسم مع العلاج يمكن القيام بسحب عينة من جدار الرحم وعرضها على الإختبار للتأكد من عدم وجود ورم خبيث مسبب للنزيف.

إذا تواصل النزيف الرحمي رغم تشخيص أسبابه وتقديم العلاج المناسب للمرأة فإنه قد يتسبب في حدوث مضاعفات لعل أهمها الإصابة بفقر الدم وإذا لم تستطع مختلف العلاجات إيقاف النزيف الرحمي واستمر لفترة طويل يمكن اللجوء إلى استئصال الرحم خاصة إذا كانت المرأة قد أنجبت أطفالا وكان تأثير النزيف الرحمي على سلامتها الجسدية كبيراً ولكن يضل استئصال الرحم دائما الحل الأخير بعد استيفاء كل الحلول العلاجية الممكنة.

يختلف علاج النزيف الرحمي باختلاف مسبباته فإذا كان ناتجا عن ورم عضوي يمكن إزالته فتتخلص بذلك المرأة من النزيف أما إذا كان سبب النزيف هو عدوى جرثومية فإن العلاج يقوم على إعطاء المرأة أدوية للقضاء على العدوى الجرثومية وإذا كان السبب هو انتفاخ جدار الرحم فإن العلاجات الهرمونية تفي بالغرض وتتعافى المرأة من النزيف.