النحافة عند الأطفال ودور التغذية العلاجية

يهتم الآباء كثيرا بوزن الأطفال ويحرصون على تغذيتهم بشكل مبالغ فيه أحيانا اعتقادا منهم أنه ضروري لعملية النمو وإن كان للتغذية دور أساسي في عملية النمو فإن اختيار نوعية الغذاء ومواعيد الأكل هو الأهم مقارنة بالكمية التي يتناولها الطفل.

ومنذ الولادة ينصح دائما بتغذية الطفل بحليب الأم لأطول فترة ممكنة نظرا لفوائده الكبيرة على الطفل وبداية من الستة أشهر يسمح بإدخال بعض الخضر والغلال المرحية لوجبات الطفل اليومية، وبعد بلوغ السنة يمكن أن يتناول الطفل الأكل العادي ويتشارك الأطباق مع العائلة وطالما توفرت مختلف العناصر الغذائية في وجبة الطفل كالزلاليات والبروتينات والألياف والسكريات فإن الطفل سيكون بصحة جيدة.

ويعتبر تقييم وزن الطفل وتصنيفه على أنه يعاني من نحافة من عدمها موكول فقط لطبيبه المباشر الذي سيقوم بناء على وزن الطفل وطوله وسنه بتحديد ما إذا كان يعاني من النحافة أم لا. ولكن في حال كان الطفل يحصل على تغذية جيدة ومتوازنة وظهرت عليه بصورة مفاجئة أعراض فشلة وإرهاق وتعب سريع أو انقطاع في شهية الأكل من الأفضل اصطحابه إلى طبيبه المباشر لفحصه والتأكد من سلامته فبعض الأمراض يمكن أن تتسبب في النحافة وفي الأعراض السابق ذكرها كفقر الدم وأمراض الغدد أو بعض الاضطرابات النفسية التي تؤثر على السلوك الغذائي للطفل وبالتالي تؤدي إلى فقدان الوزن.

وبعد التأكد من سلامة الطفل الجسدية يجب محاولة تعديل نظامه الغذائي قدر الإمكان ويكون ذلك عبر معادلة بسيطة تتمثل في وجوب توفر مختلف المجموعات الغذائية في وجبات الطفل اليومية. وتوجد ثلاث مجموعات غذائية أساسية وهي مجموعة الخضر والغلال ومجموعة النشويات التي تزود الطفل بالطاقة التي يحتاجها إضافة إلى مجموعة مشتاقات الحليب ومجموعة الزلاليات . كما نؤكد على أهمية تذكير الطفل بشرب الماء بكميات كافية وينصح بشرب الماء قبل الوجبة أو بعدها ومن المستحسن تجنب شرب الماء خلال تناول الوجبة حتى لا تمتلئ المعدة ويشعر الطفل بعدها بالشبع. ويحتاج الأطفال يوميا إلى ثلاث وجبات ولمجة وحتى يتغذى الطفل جيدا نحاول توفير بيئة مناسبة للأكل حتى تفتح شهية الطفل وفي حال كان يرفض بعض الأكلات لا نحاول فرضها عليه بل نسعى إلى تعويضها ببديل آخر له نفس القيمة الغذائية.